صحيفة “التايمز”-
قالت صحيفة “التايمز” إن رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت سيعقد اجتماعات على مستوى عال مع المسؤولين الإماراتيين في محاولة منه لإقناع حلفائه في الخليج دعم التهديد بالعمل العسكري ضد إيران.
وقالت الصحيفة في تقرير أعده أنشيل بيفر وريتشارد سبنسر إن زيارة بينيت هي أول زيارة علنية يقوم بها زعيم إسرائيلي إلى دولة خليجية، لكن الإحتفاء بالزيارة والشراكة الإستراتيجية الجديدة بين البلدين خيم عليها الخلاف حول الموضوعات الأساسية التي قربتهما معا: العداء لإيران والتأثير المتزايد للجمهورية الإسلامية في الشرق الأوسط. فقد تحولت الإمارات من الدول الأكثر تشددا من إيران والداعية لتحرك قاس ضد إيران قبل عدة سنوات إلى أكثر الدول تواصلا مع القيادة الإيرانية خلال الأشهر الماضية.
وزار مستشار الأمن الوطني الشيخ طحنون بن زايد طهران الأسبوع الماضي وعقد اجتماعات مع الرئيس إبراهيم رئيسي. وعبرت الإمارات منذ ذلك الوقت عن موقفها المعارض ضد عمل عسكري وحتى العقوبات المشددة على إيران، بشكل يؤشر إلى تغير جذري عن سنوات دونالد ترامب.
ونقلت الصحيفة عن محلل إماراتي قوله إن بينيت قد يكون جاء إلى المكان الخطأ إن كان يبحث عن دعم في ضربة ضد إيران. وهذا يتناقض مع قرع طبول الحرب في إسرائيل وحتى في واشنطن التي عبرت فيها إدارة جو بايدن حتى وقت قريب عن موقف تصالحي.
ورغم استمرار المحادثات في فيينا بشأن عودة طهران للإتفاق النووي الموقع عام 2015 الذي مزقه ترامب عام 2018، إلا أن إدارة بايدن حذرت بشكل غير مباشر من أن العمل العسكري ضد المنشآت النووية الإيرانية لا يزال على الطاولة. لكن ائتلاف بينيت عبر عن الموقف المتشدد بشكل أوضح وقام ووزير دفاعه بيني غانتس، الذي زار واشنطن نهاية الأسبوع لمناقشة الخيارات وأخبر الصحافيين أن لديه تعليمات “للتحضير للتحدي الإيراني على المستوى العملياتي”.
وكانت الإمارات أول دولة عربية تطبع العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل في العام وهو ما أدى إلى سلسلة من الإتفاقيات التي رعتها إدارة ترامب، لكن العلاقات مع إسرائيل تظل حساسة في المنطقة. وتم التحضير لزيارة بينيت على مدى عدة أشهر، لكن الرحلة ومدتها 24 ساعة أبقيت سرا حتى الساعات القليلة قبل سفره. وتم التحضير لها من أجل أن تتزامن مع مرور أول سنة على تويع اتفاقيات إبراهيم والتي طبعت فيها البحرين والسودان والمغرب بالإضافة للإمارات علاقاتها ومع إسرائيل.
وسيلتقي رئيس الوزراء هذا الصباح مع الشيخ محمد بن زايد، ولي عهد أبو ظبي والحاكم الفعلي للإمارات الذي ينظر إليه كلاعب مهم في التحالف الإقليمي ضد إيران. ولكن تحوله إلى نهج تصالحي إلى جانب السعودية يعكس خيبة الأمل في سنوات الفوضى أثناء ترامب. وفي الوقت الذي أعلن ترامب عن خروجه من الإتفاقية النووية إلا أنه سخر من فكرة العمل العسكري، بشكل لم يكن لديه خطة بديلة لمواجهة إيران التي واصلت نشاطاتها النووية. كما أن تصريحاته حول خروج أمريكا من الشرق الأوسط أدى بقادة المنطقة للتساؤل حول حيوية التحالف مع أمريكا.