متابعات-
اصطحب ولي العهد السعودي الأمير "محمد بن سلمان"، هذا الأسبوع معه خلال ذهابه للتعزية في وفاة الرئيس الإماراتي "خليفة بن زايد"، الأمير "عبدالعزيز بن أحمد"، الابن الأكبر للأمير "أحمد بن عبدالعزيز" شقيق العاهل السعودي الملك "سلمان"، والموضوع تحت الإقامة الجبرية.
هذه الخطوة وصفتها "رويترز"، بأنها "رسالة حول توحد الأسرة" مع حاكمها الفعلي الأمير "محمد بن سلمان"، بعد سنوات صعبة قضاها في بناء سلطته.
وعلى الرغم من عدم تولي الأمير "عبدالعزيز بن أحمد"، أي منصب في المملكة، لكن اسمه تصدّر قائمة المندوبين المرافقة لـ"بن سلمان"، لتقديم التعازي لحاكم الإمارات الجديد الشيخ "محمد بن زايد".
ووفق الوكالة، فإن "بن سلمان"، تريث في الذهاب إلى الإمارات إلى حين مغادرة والده الملك "سلمان" المستشفى، بعد إقامة استمرت أسبوعا، أعادت تركيز اهتمام المراقبين والمحللين السعوديين على قضايا الخلافة.
وقال مصدر سعودي مطلع على أعمال العائلة المالكة، طلب عدم نشر اسمه: "وجود نجل الأمير أحمد بجانب بن سلمان في أبوظبي، رسالة قوية للآراء العامة المحلية والدولية، خاصة مع اقتراب موعد الخلافة".
فيما قال "كريستيان كوتس أولريخسن"، أستاذ العلوم السياسية في معهد بيكر بجامعة رايس بالولايات المتحدة، إن الوفد يمثل على نطاق أوسع توازنًا دقيقًا من قبل ولي العهد السعودي، بين شخصيات من مختلف فروع الأسرة.
وأضاف: "ربما كان الهدف منه إظهار الوحدة داخل عائلة آل سعود التي تعرضت لضغوط من قضايا مثل اعتقال الأمير أحمد وولي العهد السابق الأمير محمد بن نايف".
لكن دبلوماسيين حددوا اعتقالات مارس/آذار 2020 للأمير "بن نايف" والأمير "أحمد"، على أنها "نقطة حساسة" بين الرياض وواشنطن، اللتين توترت العلاقات بينهما منذ مقتل الصحفي السعودي "جمال خاشقجي"، عام 2018 في القنصلية السعودية في إسطنبول.
وقبل اعتقاله، كان الأمير "أحمد"، قد ابتعد عن الأضواء منذ عودته إلى الرياض في أكتوبر/تشرين الثاني 2018، بعد رحلة إلى لندن، ظهر خلالها في لقطات على الإنترنت ينتقد القيادة السعودية.
وبحسب ما نشرته عدة مصادر، فإن الأمير "أحمد"، وافق على العودة، بعد حصوله على ضمانات بريطانية وأمريكية بعدم المساس به، بعد ما أثاره من تصريحات سابقة له في لندن، عندما سأل عن دور المملكة في حرب اليمن، والتي تحولت إلى كارثة إنسانية، فقال: "حاسبوا الملك وولي عهده"، وهو ما تسبب بغضب "محمد بن سلمان".
وأشار موقع "ميدل إيست آي"، آنذاك، إلى أن وجود الأمير "أحمد" في لندن سبب إزعاجا للعاهل السعودي وولي عهده، خاصة بعد التفاف عدد من أمراء الأسرة الحاكمة خلفه، باعتباره أثقل الأمراء مكانة في العائلة، وكان يعول عليه في كبح جماح "بن سلمان".
وبحسب تلك المصادر، كان معروفا لدى الجميع أن الأمير "أحمد" معارض لسياسات ابن أخيه، حيث رفض عام 2017 -عندما كان أحدَ أعضاء مجلس البيعة- تعيين "بن سلمان" وليا للعهد، ولم يقدم له البيعة.
وحسب "رويترز"، لم تكن رحلة أبوظبي هي المرة الأولى التي يرفع فيها "بن "سلمان أقارب أفراد العائلة المالكة من مكانة في السابق، بما في ذلك أولئك الذين تم القبض عليهم في حملة مزعومة "ضد الفساد".
وأوضحت الوكالة أنه تم استبدال "بن نايف" كوزير للداخلية في عام 2017 من قبل ابن أخيه "عبدالعزيز بن سعود بن نايف".
وفي عام 2018، تم تعيين الأمير "تركي بن طلال" نائبا لأمير منطقة عسير، حيث كان شقيقه "الوليد بن طلال"، المحتجز أثناء الحملة، يتفاوض على تسوية للإفراج.
نظرًا لأنه يمكّن أفراد العائلة المالكة الأصغر سنًا في مناصب السلطة، فإن تصرفات "بن سلمان" تشير أيضًا إلى انتقال نهائي للسلطة من جيل الملك "سلمان" والأمير "أحمد"، الباقين على قيد الحياة، الذي أسس السعودية الحديثة، وتبعه 6 من ذرية الملك.
وقالت "كريستين ديوان"، الباحثة المقيمة في معهد دول الخليج العربي في واشنطن: "كان بن سلمان يوازن الاستياء من بعض كبار أعضاء الأسرة الحاكمة من خلال مغازلة الأمراء الأصغر سنًا".
ووقع العاهل السعودي شخصيا، في مارس/آذار 2020، على أمر اعتقال الأميرين "بن نايف" و"أحمد بن عبدالعزيز"، اللذين اتهمتهما السلطات السعودية بالخيانة، وهو ما اعتبره مراقبون تعزيزا لقبضة نجله وولي عهده الأمير "محمد" على السلطة.
يشار إلى أن من بين المعتقلين كذلك، الأمير "نايف"، نجل الأمير "أحمد بن عبدالعزيز"، بالإضافة إلى الأمير "نواف" شقيق ولي العهد السابق الأمير "محمد بن نايف".
ويعتقد المراقبون أن "بن سلمان" يريد استباق أي أمر مفاجئ في طريق خلافة والده، وهذه مسألة حساسة تتعلق في جانبها الأول بصحة والده، الملك "سلمان" والذي لم يعد يظهر على الملأ إلا بشكل متقطع وقليل ولوقت قصير جدا.