متابعات-
أفادت مصادر استخباراتية بأن وزير الاقتصاد والمالية الفرنسي "برونو لومير" يستعد لجولة خليجية في إطار مساعي باريس للاستحواذ على أكبر قدر ممكن من المشاريع الضخمة الجارية بالمنطقة.
وذكرت المصادر أن "لومير"، يفكر في القيام بجولته المرتقبة في نهاية شهر أكتوبر/تشرين الأول المقبل، وأن فريقه المعاون يعمل على تحديد النقاط الرئيسية لأجندة الرحلة، حسبما أورده موقع "إنتليجنس أونلاين".
وأضاف الموقع، المعني بالشأن الاستخباراتي، أن أجندة فرنسا تستند إلى الاستفادة من علاقاتها الوثيقة مع دولة الإمارات العربية المتحدة، مشيرا إلى أن أبوظبي ودبي والدوحة ستكون على رأس وجهات جولة "لومير".
وسبق أن زار الوزير الفرنسي المدن الثلاث عدة مرات خلال فترة السنوات الخمس الأولى للرئيس الفرنسي "إيمانويل ماكرون"، كما زار مدنا خليجية أخرى، على رأسها العاصمة السعودية الرياض.
وتتضمن الأجندة الخاصة بجولة "لومير" تنشيط الاتصال مع دائرة ولي العهد السعودي، الأمير "محمد بن سلمان"، باعتباره العقل المدبر للعديد من المشاريع الكبرى في الخليج، والتي تتابعها الشركات الفرنسية عن كثب.
وفي هذا الإطار، قد يحضر "لومير" مبادرة الرياض السادسة للاستثمار المستقبلي، في الفترة من 25 إلى 27 أكتوبر/تشرين الأول، المعروفة باسم "دافوس الصحراء"، وهو منتدى سنوي لصناع القرار العالميين، تحت رعاية صندوق الثروة السيادي السعودي (صندوق الاستثمارات العامة).
وكان الوزير الفرنسي قد رفض المشاركة في نسخة المنتدى من عام 2018 ردًا على جريمة قتل الصحفي السعودي "جمال خاشقجي" داخل قنصلية المملكة بمدينة إسطنبول التركية.
ومن شأن هكذا توجه أن يعيد روابط باريس مع الرياض، التي لم تكن في أفضل أحوالها مؤخرا، بحسب المصادر، التي أشارت إلى أن وزير الاستثمار السعودي، صحاب النفوذ القوي في المملكة، "خالد الفالح"، لم يكن مسرورًا بتعيين فرنسا وزير التجارة الخارجية السابق، "فرانك ريستر"، ليكون نظيره، وأدى ذلك إلى تقليص الحوار الثنائي بينهما إلى أدنى حد ممكن.
وفي 28 يوليو/تموز الماضي، وصل ولي العهد السعودي متأخراً 45 دقيقة عن مأدبة عشاء أقيمت في قصر الإليزيه، رغم أن "لومير" استقبله في تمام الوقت المحدد بعد وصوله إلى باريس.
ورغم ذلك، لا تزال الشركات الفرنسية تبحث عن دعم سياسي رفيع المستوى يمكنها من الاستحواذ على مشاريع التنمية الضخمة للسعودية، وتدعم فكرة زيارة "لومير" إلى الرياض، بحسب المصادر.
وبالإضافة إلى تدعيم الروابط بين باريس والرياض، ستكون جولة "لومير" أيضًا فرصة لقيادة "دبلوماسية اقتصادية شرسة" في الإمارات، على حد تعبير السفير الفرنسي في أبوظبي، "كزافييه شاتيل"، في تغريدة نشرها عبر "تويتر" في 7 سبتمبر/أيلول.
وفي هذا الإطار، تشمل أجندة جولة "لومير" الخليجية زيارة مؤسسة دبي للاستثمار (ICD) برئاسة ولي عهد الإمارة "حمدان بن محمد آل مكتوم"، المعروف باسم "فزاع"، وهي أحد الصناديق الاستثمارية الثلاثة لحكومة دبي، وتشير المصادر إلى أنها تعتزم زيادة الاستثمار في فرنسا.
وسبق أن عمل "لومير" كمستشار للرئيس الفرنسي قبل شهر من توقيع عقد دفاع ضخم بقيمة 19 مليار دولار في دبي في ديسمبر/كانون الأول 2021.
وفي ذلك الوقت، التقى "لومير" أيضا "خلدون المبارك"، الرئيس التنفيذي لمجموعة "مبادلة" للاستثمار، الذراع المالية لرئيس الإمارات "محمد بن زايد آل نهيان"، و"سلطان الجابر"، الرئيس التنفيذي لشركة النفط الوطنية الإماراتية "أدنوك".