سياسة وأمن » لقاءات

أول لقاء سعودي أمريكي بقطاع الطاقة بعد أزمة "أوبك+"

في 2022/10/31

متابعات- 

انطلقت فعاليات معرض ومؤتمر أبوظبي الدولي للبترول "أديبك 2022" الملتقى الأكبر لقطاع الطاقة في العالم، حيث جمع مسؤولي الطاقة في السعودية والولايات المتحدة، لأول مرة بعد توتر العلاقات بين البلدين على أثر قرار "أوبك+" خفض إنتاج النفط.

وتقام فعاليات "أديبك" في مركز أبوظبي الوطني للمعارض، ويستمر حتى 3 نوفمبر المقبل، بمشاركة قادة القطاع وصُناع السياسات والمبتكرين من أنحاء العالم؛ لمناقشة مستقبل الطاقة في أبوظبي.

ويستقطب "أديبك" مختلف الأطراف الفاعلة في قطاع الطاقة العالمي؛ للمشاركة والمساعدة في إيجاد الحلول الفعالة لأكثر مشكلات القطاع إلحاحاً، تحت شعار "مستقبل الطاقة: مستدامة وموثوقة ومتاحة للجميع".

وفي كلمته بالمناسبة، كشف وزير الطاقة السعودي الأمير عبد العزيز بن سلمان، عن سعي الرياض وأبوظبي ليكونا منتجين نموذجيين من الهيدروجين، واصفاً البلدين بالـ"توأمين" في الإجراءات التي اتخذها البلدان المتعلقة بإنتاج الطاقة والتغير المناخي.

وقال الأمير عبد العزيز بن سلمان: "نحن والإمارات نعمل على زيادة طاقتنا الإنتاجية، ونرفع طاقتنا التكريرية (مصافي النفط) والسوائل إلى الكيماويات (...) نحن والإمارات نسعى للوصول إلى مزيج الطاقة غداً وفي المستقبل".

وعدّد الوزير السعودي أوجه التشابه الأخرى، التي شملت العمل على توحيد أنواع الهيدروجين والسعي للوفاء بالتزام صفر انبعاثات كربون، مبيناً: "سنكون مع الإمارات منتجَين نموذجيَّين من الهيدروكربون وفي الوقت نفسه سنحقق كل أهداف الاستدامة".

من جانبه، قال وزير الطاقة والبنية التحتية بدولة الإمارات سهيل المزروعي: إن "أوبك+ ستظل منظمة فنية موثوقة في تحقيق توازن العرض والطلب".

كما قال سلطان بن أحمد الجابر، وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة بدولة الإمارات، في كلمة له بالمعرض: إنّ "خفض استثمارات الهيدروكربون إلى الصفر بسبب التراجع الطبيعي في طاقة الإنتاج سيؤدي إلى خسارة خمسة ملايين برميل نفط يومياً من الإمدادات الحالية".

وأضاف الجابر أن "البيانات والأرقام واضحة، فإذا أوقفنا الاستثمار في الموارد الهيدروكربونية، فسنخسر خمسة ملايين برميل نفط يومياً من الإمدادات الحالية؛ نظراً إلى الانخفاض الطبيعي في الطاقة الإنتاجية".

وأوضح أن "هذا يجعل الصدمات التي شهدها قطاع الطاقة هذا العام بسيطة جداً بالمقارنة مع ما سيحصل في حال وقف الاستثمار في النفط والغاز".

وأكد أن "العالم يحتاج إلى مزيد من الطاقة بأقل انبعاثات"، مشيراً إلى أن "مشهد الطاقة العالمي يمر باضطرابات غير مسبوقة".

ولفت الوزير الإماراتي إلى أن "العالم يواجه ظروفاً معقدة، حيث ما تزال سلاسل التوريد العالمية هشة، وأصبحت الأوضاع الجيوسياسية أكثر تعقيداً وتشتتاً واستقطاباً من أي وقت مضى".

من جهته قال مسؤول ملف الطاقة في الخارجية الامريكية أموس هوكستين: إن "العلاقة الأمريكية الإماراتية أقوى من أي وقت مضى، وقد نزفنا الدم معاً".

ويمثل حضور هوكستين إلى "أديبك" أول لقاء لمسؤول في إدارة بايدن مع مسؤولي الطاقة بالسعودية والإمارات بعد قرار خفض الإنتاج النفطي، الذي اتخذته "أوبك+" في 5 أكتوبر 2022، وأحدثَ أزمة مع الولايات المتحدة.  

وأضاف هوكستين أن "سعر الطاقة يجب أن يسمح بالنمو الاقتصادي وليس العكس، لأنه سيعود بالضرر على الدول المنتجة نفسها حينما يخف الطلب".

وتابع: "نواجه حالة عدم يقين اقتصادي عالمياً وتحديات الكساد".

ويلعب "أديبك 2022" دوراً محورياً في تسليط الضوء على الاحتياجات الحالية لقطاع الطاقة من حيث خفض الانبعاثات ورسم ملامح مستقبل الطاقة النظيفة.

ويتناول المعرض في دورته هذا العام، أهمية اعتماد منهجية متوازنة للمضي قُدماً في مساعي تحوّل الطاقة، فضلاً عن تسريع جهود تحقيق الحياد الكربوني في موارد الطاقة الحالية وتنويع مصادر الطاقة المستقبلية.

ويستضيف "أديبك 2022" سلسلة من المؤتمرات التي تقدم كثيراً من التحليلات الاستراتيجية والفنية، من ضمنها "مؤتمر أديبك 2022 الاستراتيجي" والجلسات المتمحورة حول الهيدروجين.

ويتخلل "أديبك" أكثرُ من 350 جلسة حوارية يشارك فيها ما يزيد على 1200 متحدث، من ضمنهم أكثر من 40 من الوزراء والرؤساء التنفيذيين وصناع السياسات.