وكالات-
بحث وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، اليوم الثلاثاء، مع رئيس النظام السوري بشار الأسد، الخطوات اللازمة لتحقيق تسوية سياسية للأزمة السورية تسهم في عودة دمشق لمحيطها العربي.
جاء ذلك خلال استقبال الأسد لبن فرحان، وذلك في إطار زيارة رسمية يجريها الأخير للعاصمة السورية دمشق، حسب بيان لوزارة الخارجية السعودية.
وذكر البيان أن الجانبين بحثا خلال اللقاء الجهود المبذولة للتوصل إلى حل سياسي للأزمة السورية يحافظ على وحدة سوريا، وأمنها، واستقرارها، وهويتها العربية، وسلامة أراضيها.
كما بحث الجانبان الخطوات اللازمة لتحقيق تسوية سياسية شاملة للأزمة السورية تنهي جميع تداعياتها، وتحقق المصالحة الوطنية، وتسهم في عودة سوريا إلى محيطها، واستئناف دورها الطبيعي في الوطن العربي.
ونقل البيان عن وزير الخارجية السعودي تأكيده لرئيس النظام السوري على أهمية توفير البيئة المناسبة لوصول المساعدات لجميع المناطق بسوريا، وتهيئة الظروف اللازمة لعودة اللاجئين والنازحين السوريين إلى مناطقهم.
وشدد على ضرورة إنهاء معاناة اللاجئين السوريين وتمكينهم من العودة بأمان إلى وطنهم، واتخاذ المزيد من الإجراءات التي من شأنها المساهمة في استقرار الأوضاع في كامل أراضي البلاد.
من جانبها، نقلت وكالة الأنباء السورية (سانا) عن بن فرحان تأكيده، خلال اللقاء، على ثقة بلاده بقدرة سوريا وشعبها على تجاوز آثار الحرب وتحقيق التنمية المستدامة.
وأكد وقوف المملكة إلى جانب دمشق ودعمها لكل ما من شأنه الحفاظ على وحدة الأراضي السورية وأمنها واستقرارها وتهيئة البيئة المناسبة لعودة اللاجئين والمهجرين.
واعتبر أن المرحلة القادمة تقتضي أن تعود العلاقة بين سوريا وإخوتها من الدول العربية إلى حالتها السليمة.
في السياق، قال رئيس النظام السوري: إن "الأخوة التي تجمع العرب تبقى الأعمق والأكثر تعبيراً عن الروابط بين الدول العربية"، حسب "سانا".
وأضاف أن "العلاقات السليمة بين سوريا والمملكة هي الحالة الطبيعية التي يجب أن تكون، وهذه العلاقات لا تشكل مصلحة للبلدين فقط، وإنما تعكس مصلحة عربية وإقليمية أيضاً".
وأشار إلى أن "السياسات المنفتحة والواقعية التي تنتهجها السعودية تصب لصالح الدول العربية والمنطقة".
ورأى الأسد أن التغيرات التي يشهدها العالم تجعل من التعاون العربي أكثر ضرورة في هذه المرحلة لاستثمار هذه التغيرات.
وفي وقت سابق من اليوم الثلاثاء، قالت وزارة الخارجية السعودية، إن بن فرحان وصل إلى مطار دمشق الدولي، حيث استقبله وزير شؤون رئاسة الجمهورية السورية منصور عزام.
وهذه الزيارة هي الأولى من نوعها التي يجريها وزير خارجية سعودي إلى دمشق منذ اندلاع الثورة السورية عام 2011.
وتأتي الزيارة بعد أسبوع من زيارة وزير خارجية النظام السوري فيصل المقداد إلى السعودية، وبعد اجتماع دول الخليج ومصر والأردن والعراق في جدة لبحث عودة نظام الأسد إلى جامعة الدول العربية، والذي انتهى دون إعلان موقف واضح.
واتفق المقداد وبن فرحان على "استئناف العلاقات القنصلية والرحلات الجوية بين البلدين، وعلى دعم الدولة السورية لبسط سيطرتها وإنهاء وجود المليشيات المسلحة، وكذلك تعزيز التعاون بشأن مكافحة تهريب المخدرات"، وفق بيان رسمي.
كما أعرب المقداد عن تقديره لجهود السعودية لإنهاء الأزمة السورية، وعلى تقديمها المساعدات الإنسانية لمتضرري الزلزال الذي ضرب جنوبي تركيا وشمال سوريا، في 6 فبراير الماضي.
وفي فبراير الماضي قال بن فرحان إن هناك إجماعاً عربياً على أن الوضع في سوريا غير مقبول، داعياً إلى "مقاربة جديدة، وهذا سيتطلب لا محالة حواراً مع الحكومة في دمشق"، مؤكداً أن بلاده والدول العربية تعمل على الصياغات المناسبة بالتشاور مع المجتمع الدولي.
يشار إلى أن السعودية أول دولة عربية قطعت علاقاتها مع النظام السوري عام 2011؛ احتجاجاً على القمع الدموي الذي قام به بحق الشعب السوري بعد اندلاع الثورة.
بينما قالت مصادر إن وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان سلم رئيس النظام السوري بشار الأسد دعوة لزيارة المملكة.
وتوقعت المصادر أن تتم زيارة الأسد إلى السعودية عقب عيد الفطر، وفقا لما نقلته قناة "الميادين" المقربة من إيران.
وأثارت تلك الأنباء التكهنات حول إمكانية حضور الأسد القمة العربية المقبلة الرياض، والتي ستعقد في مايو/أيار المقبل، لكن ذلك التطور لا يزال يصطدم برفض دول عربية الأمر، مثل قطر والكويت وليبيا.