الخليج أونلاين-
اختتم أمير قطر الشيخ تميم بن حمد، في 8 يونيو 2023، جولته في آسيا الوسطى التي شهدت كذلك مباحثات مع قادة تلك الدول وكبار المسؤولين فيها، تناولت سبل تعزيز علاقات التعاون، إضافة إلى مُناقشة عدد من القضايا محل الاهتمام المُشترك.
ويرى مراقبون أن الزيارة تحمل أهمية كبيرة لكون الدول في آسيا الوسطى نشطة اقتصادياً، وتشترك معها قطر في تبادلات تجارية مهمة، كما عرفت مؤخراً حركة نشطة للتعاون والشراكات الاقتصادي.
ماذا فعل الشيخ تميم؟ خلال زيارته لطاجيكستان شهد أمير قطر التوقيع على 14 اتفاقية ومذكرة تفاهم بين حكومتي البلدين، تناولت إلغاء متطلبات التأشيرة لحاملي جوازات السفر الدبلوماسية والخاصة، والتعاون في مجالات الدفاع والعمل والتقييس والتربية البدنية والرياضة، والزراعة والأمن الغذائي والأوقاف والشؤون الإسلامية.
وفي قيرغيزيا وقعت الدولتان على 12 اتفاقية شملت التعاون العسكري والصحي والزراعي والثقافي والاستثماري والأمني والرياضي وأنشطة البنوك المركزية.
كما وقعت قطر وأوزباكستان 12 اتفاقية ومذكرة تفاهم شملت إزالة الازدواج الضريبي، واستقدام العمال، والإعفاء من متطلبات تأشيرة السفر لحاملي جوازات السفر الدبلوماسية، والتعاون في مجالات التعليم العالي والبحث العلمي والثقافة، والزراعة والأمن الغذائي، والاستثمار.
- هل يمكنك رؤية النتائج؟ من وجهة نظر وزير العدل القطري مسعود بن محمد العامري، فإن جولة الأمير في آسيا الوسطى تجسد استراتيجية قطر القائمة على مد الجسور، وبناء أوثق الروابط وأقوى العلاقات مع مختلف الدول.
وفي مقابلة مع وكالة الأنباء القطرية (قنا)، قال العامري، في 8 يونيو 2023، إن جولة أمير البلاد تسهم في نقل العلاقات الثنائية بين هذه الدول إلى آفاق أوسع، وفتحت أبواب المشاركة في قطاعات جديدة وواعدة في كافة المجالات، خصوصاً الاقتصادية والتجارية، فضلاً عن تعزيز روابط قطاع الخدمات القانونية.
على الصعيد نفسه اعتبر رئيس مجلس إدارة "غرفة قطر"، الشيخ خليفة بن جاسم آل ثاني، أن الجولة الأميرية في آسيا الوسطى ستسهم في تعزيز التعاون الاقتصادي والاستثماري مع هذه البلدان.
وقال الشيخ خليفة بن جاسم، في تصريحات نقلتها وكالة "قنا": إن "هذه الجولة تعكس نجاح سياسة قطر في الانفتاح نحو دول العالم، وبناء علاقات إيجابية في جميع المجالات، في إطار استراتيجية التنويع الاقتصادي".
كما أكد حرص "غرفة قطر" وتشجيعها رجال الأعمال القطريين على تعزيز التعاون مع نظرائهم في تلك الدول، واستكشاف آفاق وفرص الاستثمار المتاحة فيها، وإنشاء تحالفات استثمارية وشراكات تجارية.
وأشار إلى أن هناك اهتماماً من جانب المستثمرين القطريين بالتعرف على فرص الاستثمار المتاحة في هذه الدول، لا سيما أنها تمتلك عديداً من المقومات الهامة التي تجذب أي مستثمر.
وتعد بلدان آسيا الوسطى وجهات استثمارية مميزة، وتزخر بالفرص الاستثمارية الهامة، خاصة بقطاعات التعدين والتطوير العقاري والخدمات والزراعة واستصلاح الأراضي، إلى جانب الفرص المتاحة للتعاون التجاري والصناعي.
- مزيد من التوقعات والتفاصيل.. يقول رجل الأعمال القطري الشيخ منصور بن جاسم آل ثاني: إن "جولة أمير البلاد في آسيا الوسطى فتحت أمام الجانبين آفاقاً أرحب للارتقاء بالعلاقات الثنائية بجميع المجالات".
وأضاف آل ثاني، وهو رئيس شركة "منصور بن جاسم آل ثاني": إن "القطاع الخاص القطري يمتك جملة من الاستثمارات المهمة في هذه البلدان، وهو يستعد لمرحلة جديدة من الشراكة خلال السنوات المقبلة في ضوء هذه الزيارة"، حسب صحيفة "الشرق" المحلية.
وأشار إلى أن الزيارة دشنت مرحلة جديدة من التعاون بين قطر وهذه البلدان في مختلف المجالات، لا سيما مجالات الشحن والتوريد وقطاعات الأغذية والزراعة والطاقة.
ولفت إلى أن القطاع الخاص في قطر وهذه البلدان سوف يستفيد من هذا التعاون في بناء شراكات وتحالفات تساهم في تعزيز التبادل التجاري بين البلدين، والذي حقق نمواً ملحوظاً في السنوات الأخيرة.
ونوه برغبة القطاع الخاص القطري في تعزيز تعاونه ودراسته للفرص الاستثمارية المتاحة في هذه البلدان.
- إليك أهم الفرص الاستثمارية.. الدول التي زارها أمير قطر تتمتع بفرص استثمارية هائلة، فأوزبكستان تملك موقعاً متميزاً بوسط آسيا، مما يجعلها بوابة مهمة لسوق تضم أكثر من 300 مليون مستهلك.
كما أن قطاع الزراعة من أهم القطاعات التي تتميز بها أوزبكستان، التي تصدر 60% من منتجاتها الزراعية إلى دول آسيا وروسيا.
ويمكن لهذا القطاع أن يجذب استثمارات قطرية، خاصة في ظل اهتمام قطر بالأمن الغذائي، حسب تصريحات سابقة لنائب وزير الخارجية الأوزبكي فرقت صديقوف، في فبراير 2021، خلال زيارة أجراها للدوحة.
وإضافة لذلك تملك أوزباكستان موارد طبيعية وغازاً طبيعياً، مما يفتح المجال للشركات القطرية للعمل والاستثمار هناك.
وفي كازاخستان فرص استثمارية في قطاعات متنوعة مثل الصناعة، والصناعات الكيميائية، والطاقة المتجددة، والصناعات الغذائية، والزراعة، والمعادن.
وتملك طاجيكستان عديداً من الفرص الاستثمارية التي طرحها سفير البلاد لدى الدوحة صاحب زاده، في تصريحات صحفية متفرقة له، خلال العام الماضي، ومنها الاستثمارات بمشاريع الطاقة الكهرومائية، والزراعة، والصناعات المختلفة، من بينها الصناعات الغذائية والتعدين والتكرير العميق للفواكه والخضراوات والمعادن والأحجار الكريمة، وإنتاج المنتجات النهائية من المواد الخام.
وتعتبر طاجيكستان مصدراً رخيصاً لإنتاج الطاقة الكهرمائية؛ بسبب وفرة الأنهار، وتصل القدرة الإنتاجية للطاقة المتجددة من الأنهار إلى 727 مليار كيلوواط سنوياً.
وهذه الموارد الضخمة تمثل فرصة مثالية لأن هذه الدولة تستغل 5% فقط من تلك القدرة الإنتاجية، ومن ثم يمكن للدوحة ضخ استثمارات مثالية فيها.
كما أن جبال طاجيكستان بها معادن مهمة؛ منها الأحجار الكريمة كالياقوت والزبرجد والياقوت الزابخشاني والذهب والفضة والمعادن النفيسة الأخرى.