سياسة وأمن » لقاءات

الرياض.. 3 اجتماعات بين الخليج وروسيا والهند والبرازيل

في 2024/09/12

وكالات- 

انطلق في العاصمة الرياض، الاجتماع الوزاري المشترك للحوار الاستراتيجي لوزراء خارجية مجلس التعاون الخليجي مع روسيا والهند والبرازيل كلاً على حدة، والذي يأتي في وقت تمر فيه المنطقة بتوتر أمني على خلفية الحرب الإسرائيلية على غزة. 

وقال رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في كلمته خلال الاجتماع مع روسيا: "نعول على شركائنا الإقليميين والدوليين لفرض وقف إطلاق النار في غزة، ونعول على شركائنا لبدء عملية سياسية شاملة تؤدي لحل شامل للقضية الفلسطينية".

وأضاف: "نرفض أي محاولة للتغيير الديموغرافي أو الإقليمي في قطاع غزة، ونؤكد ضرورة اتخاذ خطوات لتحقيق حل الدولتين الذي يضمن إقامة دولة فلسطينية".

بدوره أكد وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، أهمية تسوية ملفات منطقة الشرق الأوسط، محذراً من وقوع حرب شاملة في حال لم يعم السلام بالمنطقة.

وقال لافروف في كلمته أمام الاجتماع إن السلام في الشرق الأوسط "مستحيل دون حل القضية الفلسطينية"، مشيراً إلى أن المجتمع الدولي "فشل في وقف العدوان والقتل الجماعي في غزة".

وشدد الوزير الروسي على أن العنف الحالي ضد الفلسطينيين "غير مسبوق، ولم تشهده أي من الحروب العربية الإسرائيلية".

واتهم لافروف الولايات المتحدة بعرقلة كل قرارات الشرعية الدولية لوقف إطلاق النار في غزة، مؤكداً أن بلاده ومجلس التعاون الخليجي يبذلون كل الجهود من أجل التوصل لوقف إطلاق النار، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على أساس قرارات الشرعية الدولية.

وعدّ وزير خارجية روسيا أن تعاون موسكو مع مجلس التعاون الخليجي يعد من أولويات السياسة الخارجية الروسية.

من جهته، أعرب الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، جاسم محمد البديوي، عن أسفه من تأثير النزاعات على أمن المنطقة.

وطالب البديوي المجتمع الدولي بحماية المدنيين في غزة الذين يتعرضون لقتل يومي جراء الحرب التي تشنها "إسرائيل" للشهر الحادي عشر توالياً.

من جانب آخر أشاد البديوي بجهود المملكة العربية السعودية وعمان في محاولات إنهاء الأزمة اليمنية.

اجتماع خليجي هندي

كما انعقد اجتماع آخر بين دول الخليج والهند، حيث أشار الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية إلى أن ‏العلاقات بين دول الخليج والهند ضاربة في القدم.

وأوضح أنه تم توقيع مذكرة تفاهم خلال ‏عام 2022 نصت على ضرورة الحوار والتعاون السياسي، والتنسيق المستمر؛ ‏لتعزيز الأمن والاستقرار، وصولاً لمواجهة التحديات السياسية.‏

وأضاف أن هناك تعاوناً في مجالات الطاقة المتجددة والتكنولوجيا، ما يسهم في دفع ‏عجلة التنمية، لا سيما في مجالات التكنولوجيا المالية والبيانات الضخمة، أحد أهم ‏أوجه التعاون بين دول الخليج العربية والهند.

وأكد البديوي أنه خلال عام 2022 بلغ حجم التبادل التجاري بين دول المجلس والهند 174 مليار دولار.

كما أشار إلى أن "التراث الثقافي أحد ممكنات تعزيز العلاقات الخليجية ‏الهندية، واتفق الجانبان على خطة العمل خلال الفترة المقبلة".

فيما أكد وزير الخارجية الهندي أن العلاقات الخليجية- الهندية متجذرة في مختلف المجالات، ونعمل على خلق شراكة في مجالات متعددة.

وأضاف، خلال كلمته في الحوار الاستراتيجي بين دول الخليج والهند، أن هذه العلاقات تطورت عبر الوقت لتصبح في قطاعات التقنية والدفاع والثقافة وغيرها، وهناك طرق أخرى لبدء شراكة تقوم على الأشخاص والأمن والازدهار.

وتابع: "9 ملايين هندي يعملون في المنطقة، يساهمون في التطور الاقتصادي بدول الخليج العربي".

وعن الوضع في غزة قال الوزير إنه يشكل قلقاً كبيراً مع عمليات قتل الضحايا المدنيين، ونأمل في وقف إطلاق النار بالسرعة القصوى.

اجتماع خليجي برازيلي

وفي ذات السياق أيضاً، عقد في الرياض اجتماع وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي مع نظيرهم البرازيلي ماورو فييرا.

وقال البديوي في كلمته خلال الاجتماع: "يجري العمل على خطة تعاون خليجية برازيلية في مجالات عدة خلال 2024 - 2028".

وأضاف: "العلاقات الخليجية البرازيلية تقوم على أسس من الثقة المتبادلة بما يخدم أهدافها ومصالحها"، مبيناً أن حجم التبادل التجاري الخليجي مع البرازيل نحو 22 مليار دولار خلال 2022.

كما شدد على أن العلاقات الخليجية البرازيلية الاقتصادية تتسم بأبرز الركائز التي تسهم في تعزيز النمو والمنافع المتبادلة التي تشمل مجموعة واسعة من السلع والمنتجات.

بدوره قال وزير الخارجية القطري: "نأمل في الارتقاء بالعلاقات الخليجية البرازيلية إلى آفاق أرحب وأوسع في إطار مشاريع خطة العمل المشتركة الجاري اعتمادها"، مضيفاً: "دول مجلس التعاون تربطها علاقات سياسية واقتصادية قوية بالبرازيل نعمل على توطيدها".

أما وزير الخارجية البرازيلي فقد أكد أن علاقات بلاده مع دول الخليج شهدت تطوراً ملحوظاً، مضيفاً: "عازمون على تعزيز التعاون في كافة القطاعات".

وتستضيف الرياض وزراء خارجية دول الخليج، بمقر الأمانة العامة في الرياض، لعقد اجتماع الدورة الـ161 للمجلس الوزاري الخليجي، بالإضافة لعقد اجتماعات مشتركة مع وزراء خارجية روسيا والهند والبرازيل، كلّاً على حدة.

وتأتي هذه الاجتماعات في وقت تواصل "إسرائيل"، منذ أكتوبر الماضي، شنّ حرب مدمرة على غزة خلفت أكثر من 135 ألف شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قاتلة أودت بحياة أطفال ومسنين.