إبراهيم شاكر - الخليج أونلاين-
زيارة مرتقبة لوزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي إلى السعودية ودول أخرى في المنطقة، بالتزامن مع وصول التوتر بين إيران وتل أبيب إلى ذروته، بسبب الهجوم الإيراني على "إسرائيل" والعمليات العسكرية الإسرائيلية في لبنان.
الزيارة، التي تبدأ (الأربعاء 9 أكتوبر)، تأتي في ظل تأكيد طهران على حقها في الرد الحازم على أي هجوم إسرائيلي على أراضيها، وهو ما يعني اتساعاً دراماتيكياً للحرب قد يطال المنطقة برمتها.
وقبل أيام كان هناك أنباء نقلتها "رويترز" حول رسالة وجهتها دول الخليج لإيران، أكدت خلالها على حيادها في الصراع الحالي بين طهران وتل أبيب، فما الذي تحمله الزيارة المرتقبة لعراقجي إلى المملكة؟
أهمية الجولة
ومنذ توليه منصبه في أغسطس الماضي، يبدأ وزير الخارجية الإيراني أول زيارة له إلى السعودية، وبحسب وكالتَي "تسنيم" و"وكالة أنباء الطلبة الإيرانية"، فإن الجولة تهدف لمناقشة القضايا الإقليمية ووقف الحرب في قطاع غزة ولبنان.
وقال عراقجي لوكالة "تسنيم": "المشاورات مستمرة لوقف الجرائم وإدانة الكيان. لقد قلنا مرات عدة إن إيران لا تريد الحرب، رغم أننا لا نخشى الحرب، مستعدون لأي سيناريو، وقد تم تحديد جميع الأهداف الضرورية"، مشيراً إلى أن "سياسة بلاده هي وقف الصراعات، والوصول إلى هدنة مقبولة".
الوزير الإيراني قال إن "العلاقة مع دول مجلس التعاون الخليجي شهدت منعطفات كثيرة، إلا أن هناك إرادة للتعاون، وذلك بعد سلسلة تصريحات وخطوات اتخذتها دول الخليج وإيران لتخفيف حدة التوتر وتعزيز التعاون".
وخلال سبتمبر الماضي قال الرئيس الإيراني، مسعود بزشكيان، إن طهران تسعى لتعزيز العلاقات مع السعودية ومصر والأردن، في الوقت الذي تتزايد مؤشرات التصعيد في المنطقة.
ومنذ توقيع اتفاق المصالحة في بكين، في 20 مارس 2023، عملت الرياض وطهران على تقريب وجهات النظر، وتعزيز التعاون بُغية إعادة مياه العلاقات إلى مجاريها في مختلف المجالات، وتبادل الجانبين الزيارات لكبار المسؤولين خلال العام الماضي.
وفي ظل الحرب القائمة منذ عام، كان لدى دول الخليج مقاربة تدعو لتجنيب المنطقة ويلات الحرب، في الوقت الذي انخرطت إيران في الصدام مع "إسرائيل" عبر وكلائها وصولاً إلى الصدام المباشر، إثر قيام "إسرائيل" بقصف القنصلية الإيرانية في دمشق، واغتيال إسماعيل هنية رئيس مكتب حركة "حماس" في طهران، وحسن نصر الله الأمين العام لحزب الله اللبناني.
حياد الخليج
وفي مطلع أكتوبر الجاري، نقلت وكالة "رويترز" عن ثلاثة مصادر مطلعة قولها إن وزراء من دول مجلس التعاون الخليجي ناقشوا في الدوحة خفض التصعيد في المنطقة بعد هجوم إيران الصاروخي على "إسرائيل".
وبحسب المصادر، فقد بعثت دول الخليج رسالة لإيران، تضمنت تطمينات لها بأن هذه الدول باقية على الحياد في الصراع، وسط مخاوف من اتساع رقعة الحرب إلى أرجاء المنطقة.
وأطلقت إيران تهديدات متكررة أبرزها ورد على لسان الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، خلال زيارته إلى قطر، الأربعاء الماضي (2 أكتوبر)، أكد فيه أن بلاده سترد بقوة على إي إجراءات إسرائيلية أخرى.
وبحسب وسائل إعلام أمريكية وعبرية، فإن الرد الإسرائيلي الانتقامي من المتوقع أن يستهدف مواقع استخباراتية وقيادية إيرانية، إلى جانب المواقع النووية الرئيسية والمنشآت النفطية.
وفي هذ الصدد يرى المحلل السياسي الأردني منذر الحوارات، أن جولة عراقجي هي محاولة لاحتواء الوضع المتفجر بين إيران والولايات المتحدة الأمريكية و"إسرائيل"، مضيفاً لـ"الخليج أونلاين":
إيران تريد أن تذهب إلى حلول وسط، لأنها باتت متأكدة أن هناك ضربة إسرائيلية ربما تطال برنامجها النووي، ولا تريد إيران أن تصل إليه الصواريخ الإسرائيلية الأمريكية.
إيران تحاول أن تطرح مبادرات للتسوية في المنطقة، أو على الأقل التهدئة لتجنب الضربة الإسرائيلية، لكن حتى الآن لم يرشح شيء عن ذلك.
ربما كانت دول الخليج العربي ستكون هدفاً لطهران، لولا المصالحة السعودية الإيرانية، والتي أفشلت حجج إيران أن دول الخليج العربي شريكة للولايات المتحدة.
زيارة عراقجي ربما تطمئن دول الخليج أنها لن تكون مستهدفة، ولكنها يبدو أنها تطلب منها أيضاً التدخل لتهدئة الأوضاع ووقف التصعيد.
الخسائر الإيرانية كبيرة في الحقيقة، لأن سياستها التي كانت تعتمد على الدفاع المتقدم، تكاد تنهار، والآن الدفاع الإيراني سيكون من الداخل.
إيران ليس لديها القدرة على مواجهة الولايات المتحدة و"إسرائيل"، ولهذا تحاول التهدئة لتجنب الضربات الإسرائيلية.