الراية القطرية-
تصدرت القمة القطرية - التركية التي تجمع اليوم حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، وأخاه فخامة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان اهتمامات وسائل الإعلام التركية، حيث أفردت وكالة الأناضول التركية للأنباء تقريرًا موسعًا حول النتائج المرتقبة للقمة تحت عنوان "قطر وتركيا.. شراكة إستراتيجية تعززها قمم دورية" .
ونوّه التقرير بأهمية زيارة الرئيس التركي للدوحة التي بدأها أمس، وتشهد عقد الزعيمين القطري والتركي الاجتماع الأول للجنة الإستراتيجية العُليا القطرية - التركية والذي سيبحث خلاله الجانبان سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين في مختلف المجالات بما يخدم مصالح البلدين والشعبين الشقيقين، بالإضافة إلى استعراض تطوّرات الأوضاع في المنطقة، وسيعقب الاجتماع التوقيع على عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم بين حكومتي البلدين، منها ما يتعلق بالمجال الاقتصادي والتجاري والتعليمي.
وأشار التقرير إلى أن زيارة الرئيس التركي للدوحة تعد الثانية بعد توليه الرئاسة، بعد الزيارة التي قام بها للدوحة يومي 14 و15 سبتمبر 2014، وكانت الزيارة الأولى له لدولة عربية، منذ تسلمه رئاسة الجمهورية في 28 أغسطس 2014.
وقالت وكالة الأناضول: وقعت قطر وتركيا خلال الزيارة السابقة اتفاقية تستورد تركيا بموجبها 1.2 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي من قطر، في إطار توجهها لتنويع مصادر الإمداد بالغاز.
وأضافت: تمتلك قطر احتياطيًا من الغاز الطبيعي يبلغ 885 تريليون متر مكعب، حيث تحتل المرتبة الأولى عالميًا من حيث تصدير الغاز الطبيعي المسال.
وأشارت إلى قيام سمو الأمير بزيارة تركيا 3 مرات العام الجاري إحداها في 12 مارس (بالقصر الرئاسي في أنقرة)، والثانية في 13 يوليو (في قصر هوبر باسطنبول) ، والثالثة في 25 سبتمبر الماضي (في قصر هوبر)، جرى خلالها بحث تطوير العلاقات الثنائية، ومناقشة آخر مستجدات الوضع في فلسطين وسوريا والعراق واليمن.
6 قمم
وقال التقرير: عُقدت خلال الزيارات المتبادلة، 6 قمم قطرية تركية جمعت الزعيمين القطري والتركي خلال 15 شهرًا فقط، 4 منها خلال عام 2015، واثنتان في سبتمبر وديسمبر 2014، بمعدل قمة كل 3 شهور تقريباً.
وأضاف: فيما تعكس تلك القمم المتتالية، في وقت قريب وقصير، الحرص المتبادل بين الجانبين على التواصل، والتباحث وتبادل الرؤى، وتنسيق الجهود باستمرار، فإنها تعد في الوقت نفسه أحد مظاهر قوة العلاقات بين الدولتين.
وقال: جرى بلورة التطور المتواصل في العلاقات بين البلدين في مجالات شتى، سياسياً، وتأطيره مؤسساتياً، بإنشاء لجنة عليا للتعاون الإستراتيجي بين البلدين، وستعقد تلك اللجنة أول اجتماعاتها اليوم بالدوحة.
على الصعيد الثقافي تم تدشين العام الثقافي القطري التركي 2015، كما تم اختيار تركيا ضيف شرف معرض الدوحة الدولي للكتاب الذي يفتتح أبوابه اليوم ، كما سيتوج هذا التعاون بافتتاح المركز الثقافي التركي "يونس أمره " في الدوحة خلال زيارة أردوغان، تعزيزًا لعلاقات قطر وتركيا الثقافية.
على الصعيد العسكري تم توقيع اتفاقية تعاونٍ عسكري تتيح تبادل نشر قوات مشتركة بين البلدين، وشهد أكتوبر الماضي إجراء مناورات مشتركة بين الجانبين.
وعلى الصعيد الاقتصادي هناك تعاون متواصل بين الجانبين لا سيما في مجال الطاقة، حتى أضحت العلاقات نموذجا يحتذى في التعاون بين دول المنطقة.
وفي ظل هذا التعاون المتواصل والتناغم السياسي، والتطابق والتقارب الكبير في وجهات النظر تجاه القضايا والملفات الإقليمية والدولية، يعول إقليمياً ودولياً على القمم التي تعقد بين الزعيمين القطري والتركي في تدعيم وتطوير وتنمية العلاقات الثنائية، وبلورة حلول ورؤى للقضايا والأزمات التي تشهدها المنطقة، وعلى رأسها الأزمة السورية، ومكافحة "الإرهاب".
وقال التقرير: كما يعول على القمم بين القيادتين في ترسيخ الاستقرار، لاسيما أن البلدين عملا معاً في العديد من قضايا المنطقة، من أجل السلام والعدالة.
حصاد الشراكة
القمم القطرية التركية كان لها أثر واضح في زيادة التعاون بين البلدين خلال عام 2015، فقد صادقت لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان التركي، في 5 مارس ، على عدد من مشاريع القوانين، بينها "اتفاق تعاونٍ عسكري" بين تركيا وقطر.
وتتيح اتفاقية التعاون العسكري المصادق عليها تبادل خبرات التدريب العملياتي، وتطوير الصناعات العسكرية، مع إمكانية تبادل نشر قوات مشتركة بين البلدين إذا اقتضت الحاجة، وإجراء مناورات عسكرية مشتركة.
وفي ترجمة فعلية لهذا الاتفاق، نفذت القوات المسلحة القطرية بالتعاون مع القوات التركية في قطر تمرين "نصر 2015" في شهر أكتوبر الماضي.
وفي الشهر نفسه ، نظمت جمعية رجال الأعمال والصناعيين المستقلين الأتراك "الموصياد"، المؤتمر التاسع عشر لمنتدى الأعمال الدولي ومعرض التكنولوجيا فائقة التطور، بمركز قطر الوطني للمؤتمرات، والذي افتتحه معالي الشيخ عبدالله بن ناصر بن خليفة آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية .
المجال الاقتصادي
وفي المجال الاقتصادي، يتوقع أن يبلغ حجم التبادل التجاري 1.5 مليار دولار في العام الجاري، بعد أن كان 800 مليون في 2014، بينما في عام 2000، كان الرقم لا يتجاوز 38 مليون دولار.
وتعمل في قطر أكثر من 60 شركة تركية كبرى، ونحو 150 شركة صغيرة تعمل في مجال المقاولات والإلكترونيات والتجارة والبنية التحتية، باستثمارات يتوقع أن تصل إلى 30 مليار دولار، بينما الاستثمارات القطرية المباشرة في تركيا تصل إلى 930 مليون دولار، في مجالات الطاقة والمشاريع العقارية والزراعية والسياحة، وهناك حديث عن دراسات لمشاريع بالمليارات، تعتزم قطر تنفيذها في تركيا خلال المرحلة المقبلة".
التعاون الثقافي
على الصعيد الثقافي، انطلق في قطر 5 مارس الماضي "العام الثقافي القطري التركي 2015"، وشهد العام الثقافي قطر - تركيا جملة من الأنشطة التي تعبر عن الثقافة التركية.
كما يتوج التعاون الثقافي بافتتاح المركز الثقافي التركي "يونس أمره" بالدوحة خلال زيارة أردوغان، حيث يعنى المركز بنشر الثقافة والفنون واللغة التركية وتعريف القطريين والمقيمين بها بالثقافة التركية إلى جانب التعريف بالشخصيات التي تشكل أيقونات في فضاء هذه الثقافة أمثال الشعراء والمتصوفين "يونس أمره"، و"جلال الدين الرومي"، و"الحاج بكداش ولي".
وشهد عام 2014 قمتين بين الجانبين، إحداها تم خلالها توقيع البلدين على مذكرة تفاهم بشأن تشكيل تأسيس لجنة للتعاون الإستراتيجي رفيع المستوى يوم 19 ديسمبر الماضي، على أن تتولى اللجنة دعم التعاون في مجالات السياسة والاقتصاد والتجارة والاستثمار والتعليم والثقافة والعلوم والتكنولوجيا والطاقة والزراعة والاتصالات.
وفي الزيارة نفسها ( في ديسمبر 2014)، تم التوقيع على اتفاق للتعاون العسكري بين الحكومة القطرية والتركية.
وقد وصل فخامة الرئيس رجب طيب أردوغان رئيس جمهورية تركيا الشقيقة إلى الدوحة مساء أمس، وذلك في زيارة رسمية للبلاد تستغرق يومين.
وكان في استقبال فخامته والوفد المرافق له لدى وصوله مطار حمد الدولي سعادة الدكتور حمد بن عبدالعزيز الكواري وزير الثقافة والفنون والتراث، وسعادة السيد سالم بن مبارك آل شافي سفير دولة قطر لدى جمهورية تركيا، وسعادة السيد أحمد ديمروك سفير جمهورية تركيا لدى الدولة.