الخليج الاماراتية-
هنأ صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، قيادة وحكومة وشعب دولة قطر الشقيقة، بمناسبة يومها الوطني، مؤكداً أن العلاقة دولة الإمارات العربية بقطر هي علاقة الشقيق بشقيقة والصديق بصديقه.
وكتب سموه على «تويتر»، أمس: «كل التهنئة لدولة قطر قيادة وشعباً بيومهم الوطني.. مع تمنياتنا الدائمة لهم بدوام العزة والتقدم.. تهنئتي الشخصية أيضاً لأخي أمير قطر صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني الذي يقود بلده بكل حنكة واقتدار، ويرسخ لها وضعاً عالمياً متميزاً.. علاقتنا مع قطر هي علاقة الشقيق بشقيقه.. والصديق بصديقه.. نسأل الله أن يحفظ أهل قطر وأهل الخليج ويديم على شعوبنا دوام التقدم والنجاح».
تحتفل قطر اليوم الجمعة (18 ديسمبر/كانون الأول) بيومها الوطني، الذي يقام هذا العام تحت شعار «هداتنا يفرح بها كل مغبون»، وهو شطر بيت إحدى قصائد الشيخ جاسم بن محمد بن ثاني مؤسس دولة قطر.
وقالت وكالة الأنباء القطرية «قنا» في تقرير، إنه بحلول اليوم ترتقي قطر درجة جديدة على سلم الفخر والعزة والولاء حاملة إرث الآباء والأجداد المؤسسين، متطلعة إلى مستقبل راسخ، مصطحبة في يد ذخيرة شبابها، وفي اليد الأخرى إيماناً وعزماً صادقاً لا يلين. فيوم الثامن عشر من ديسمبر لا يمثل ذكرى المؤسس الشيخ جاسم بن محمد بن ثاني فقط، وإنما هو يوم وضعت فيه لبنة هذا الصرح المهيب على خريطة الإنسانية ليرتفع يوماً بعد يوم معلناً عن ريادة دولة قطر.
وتأتي هذه المناسبة الوطنية الهامة هذا العام لتؤكد من جديد مدى ارتباط قطر، قيادة وشعباً، بهويتها الوطنية وامتدادها القومي وعقيدتها الإسلامية وتاريخها وتمسكها بثوابتها وقيمها الإنسانية ولتجسد المثل العليا التي شيد عليها هذا الوطن.
وتحتفي دولة قطر، قيادة وحكومة وشعباً، بذكرى اليوم الوطني متطلعة إلى المستقبل بروح من الأمل والتفاؤل وقد تحولت البلاد الى ورشة عمل لا ينقطع لتحقيق رؤية قطر التنموية 2030 مدعمة بحصاد من الإنجازات على مختلف الصعد تحت قيادة الأمير الشيخ تميم بن حمد آل ثاني.
وتضع الدولة المواطن القطري نصب أعينها لخلق جيل جديد مسلح بالعلم والمعرفة قادر على مواجهة التحديات للحفاظ على مكتسبات ومقدرات الدولة التي تحققت بعرق قادتها المخلصين.
لذلك تم توفير كل مستلزمات الارتقاء به لتأهيله بغرض نهوضه بالمسؤولية والمشاركة في البناء. والدولة من جانبها هيأت له كل سبل التقدم والنهوض من تعليم إلزامي مجاني لمختلف مراحل العملية والتعليمية والتربوية وبعثات داخلية وخارجية الى أرقى جامعات العالم ودورات تدريبية في أفضل المعاهد والمؤسسات المتخصصة، إلى جانب توفيرها مدارس نموذجية وجامعات متكاملة الكليات من جامعة قطر، إلى ما تضمه المدينة التعليمية من جامعات تعمل وفق أحدث المعايير العلمية، وخدمات طبية وصحية متكاملة بمراكز ومستشفيات حديثة تحتوي على أجود ما توصل إليه العلم من أجهزة ومعدات بكفاءات بشرية ذات مستويات راقية.
وفي كلمة الأمير أمام دور الانعقاد ال44 لمجلس الشورى قال للشباب:« لا يمكن للاقتصاد القطري الاستغناء عن الخبرات والعمالة الأجنبية.. هذا صحيح، ولكن لا تبنى قطر من دونكم.. وهي لا تبنى على عدد محدود من المهن والاختصاصات.. فثمة قطاعات كاملة وحيوية للدولة من مجال الأمن والجيش والشرطة وحتى التخطيط والإدارة والهندسة والطب والبحث العلمي نحتاج فيها إلى شباب وشابات قطريين ويجب أن يتوجه الشباب القطري إلى الاختصاصات كافة، وأن يأخذ وطنه في الاعتبار حين يتخذ قراراته».
وأضاف أنه «ليست المواطنة مجموعة من الامتيازات بل هي أولاً وقبل كل شيء انتماء للوطن. وتترتب على هذا الانتماء منظومة من الحقوق والواجبات تجاه المجتمع والدولة. المواطنة مسؤولية أيضاً. من حق المواطن أن يستفيد من ثروة بلاده.. ولكن يفترض أن يسأل المواطن نفسه من حين لآخر.. ماذا أعطيت أنا لبلدي ومجتمعي، وما هي أفضل السبل لأكون مفيداً، وماذا أفعل لكي أسهم في ثروة بلادي الوطنية بحيث تستفيد الأجيال القادمة أيضاً.. هذا ما نعنيه حين نقول إن مصدر ثروة الدول الحقيقي هو الإنسان ومصدر فقرها الحقيقي هو الإنسان أيضاً.. وبهذا تتمايز الدول عن بعضها بعضاً».
وشهد العام الجاري 2015.. نشاطاً لافتاً لسياسة الدولة الخارجية تمثل في توسع على صعيد إقامة وتعزيز شبكة العلاقات الدبلوماسية والتنسيق السياسي والتعاون الاقتصادي مع دول من مختلف بقاع العالم ومع منظمات إقليمية ودولية فاعلة.
كما كان لاستضافة دولة قطر لاجتماع القمة ال35 لمجلس التعاون لدول الخليج العربية في الدوحة وترؤسها أعمال الدورة على مدار عام كامل.. بالغ الأثر في دعم مسيرة العمل الخليجي المشترك وتشكيل موقف خليجي موحد إزاء القضايا الراهنة.
وكعهدها دوما كعبة «للمضيوم» ومعيناً لكل من يطلب الفزعة لبت قطر مع شقيقاتها من دول مجلس التعاون نداء المساعدة الذي أطلقه الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي من أجل إعادة الشرعية لنظامه من أيدي الحوثيين وقوات الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح. وشاركت قطر ضمن تحالف عاصفة الحزم ثم تحالف إعادة الأمل لإعادة الحق لأصحابه وللحفاظ على مقدرات الشعب اليمني الشقيق وإرساء الشرعية في هذا البلد.
وبروح لا تعرف الكلل تابعت القيادة ممثلة بأمير قطر وإلى جانبه كبار مسؤولي الدولة مساعي الخير والتواصل والتعاون مع مختلف الدول العربية انطلاقاً من ثوابت مبدئية آمنت بها قطر وتبنت من أجلها قضايا الأمة العربية وأماني شعوبها، فكان دعمها لهذه الشعوب في الربيع العربي الساعي إلى الحرية والديمقراطية.. فضلاً عن تقديمها كل أشكال المساعدة بالمساهمة الفاعلة في دعم اقتصاد العديد من الدول العربية والقيام بجهود حثيثة لحل إشكالات ونزاعات قائمة على الساحة العربية من السودان إلى اليمن إلى لبنان.. ولم تدخر جهداً في مواصلة دعم الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة على مختلف الصعد.. ومشاركتها القوية في لجنة السلام العربية ولجنة القدس ومبادرات الجامعة العربية واجتماعاتها ولقاءاتها كافة الرامية إلى تعزيز العمل العربي المشترك وتفعيله.
ودولة قطر التي نهضت بدور إيجابي كامل التبعات والمسؤوليات، من خلال الاستضافة والمشاركة في مختلف المؤتمرات واللقاءات الدولية، كان لها حضورها البارز على صعيد قضايا المنطقة والعالم حيث استقبلت الدوحة هذا العام العديد من قادة الدول العربية والإسلامية والأجنبية، وشاركت بفعالية في اجتماعات منظمة المؤتمر الإسلامي وبذلت جهودها من أجل تطوير العمل الإسلامي الموحد دعماً لقضايا الأمة.. وبذات الحماس الذي شاركت فيه بالمؤتمرات الإقليمية والعربية والإسلامية، سجلت حضوراً مؤثراً في المؤتمرات الدولية ولا شك في أن علاقات قطر الدولية مع المنظمات والهيئات ومختلف الدول تتسم بالتعاون والتنسيق والمشاركة في تحقيق الأهداف السامية للبشرية سياسياً واقتصادياً واجتماعياً.
ولأن دولة قطر تستمد سياستها الخارجية من أعراف وتقاليد وقيم ومبادئ راسخة لديها.. فهي تقيم علاقاتها مع جميع دول العالم ومنظماته على أسس ثابتة من الاحترام المتبادل المتمثل في سيادة الدول وعدم التدخل في الشؤون الداخلية لها واحترام حقوق الإنسان والحريات والديمقراطية والمصالح المشتركة.
وحققت وزارة الخارجية خلال العام الجاري نجاحات عدة تؤكد المكانة المرموقة للسياسة القطرية الحكيمة.. فيما ترتكز جهود الوزارة في العمل الخارجي إلى واقع انتماء الدولة الخليجي والعربي للمشاركة الفاعلة مع المجتمع الدولي في حفظ الأمن والسلم وتحقيق الشراكة العالمية في التنمية مع التمسك بقيم العدالة، والإيمان بضرورة احترام حقوق الإنسان والالتزام بأهمية تسوية النزاعات الدولية بالطرق السلمية وفقاً للقانون الدولي.
وخلال العام الجاري أثمرت جهود الدبلوماسية القطرية في حصول قطر على العديد من المناصب والعضويات في كيانات وتجمعات دولية بارزة حيث أصبحت دولة قطر عضواً في مجلس إدارة الصندوق العالمي لمشاركة وتكيف المجتمعات المحلية ومساعدتها على الصمود «جي سي إي آر إف» في نوفمبر/تشرين الثاني 2014، ونائباً لرئيس لجنة التغير المناخي والتنمية النظيفة ونقطة الاتصال الوطنية لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية لتغير المناخ خلال شهر مايو عام 2014.
كما حازت قطر عضوية اللجنة الوطنية لمكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب بتاريخ 26 من شهر فبراير/شباط 2015 إضافة إلى عضوية عدة فرق عمل وطنية وعضوية اللجنة الوطنية لمكافحة الإرهاب بتاريخ 25 نوفمبر 2014.. كما أصبحت دولة قطر ال44 عالمياً والأولى في الشرق الأوسط التي تقوم بتعيين نقطة اتصال وطنية لمبدأ المسؤولية عن الحماية في 25 إبريل/نيسان 2015.
وقطر وهي تحتفل بمناسبة يومها الوطني، تستذكر فيها إنجازات مؤسسها الأول الشيخ جاسم بن محمد بن ثاني الذي كرس فكره وجهده ووقته وحنكته لوضع أسس بناء دولة حديثة، في وقت كانت تشهد فيه المنطقة نزاعات واضطرابات وحالة من عدم الاستقرار بسبب التنافس والبحث عن مواطئ قدم ونفوذ بين القوى الاستعمارية في ذلك الوقت.
والمؤسس هو جاسم بن محمد بن ثاني من ذرية معضاد بن ريس بن زاخر بن محمد بن علوي بن وهيب من الوهبة من بني حنظلة من قبيلة بني تميم المضرية العدنانية.. وقد أنجبت قبيلة الوهبة عدداً كبيراً من المشاهير في العلم والشجاعة.
ولد المؤسس الشيخ جاسم بن محمد بن ثاني عام 1242ه الموافق 1826م ونشأ في فويرط شمال شرق قطر في كنف والده الشيخ محمد بن ثاني الزعيم الأشهر حين ذاك، حيث تلقى تعليمه على أيدي رجال الدين فتعلم القرآن وعلومه والفقه والشريعة إلى جانب تعلم الفروسية والقنص والأدب، كما شارك والده في إدارة شؤون البلاد كافة.
وبمرور الأيام والخطوب على قطر وأهلها لمع نجم الشيخ جاسم وتوسعت شعبيته بفضل ما آتاه الله من علم وحكمة وحنكة وكرم وحسن سياسة، استطاع أن يوحد القبائل القطرية تحت لوائه ويجمع شتاتها بعدما ألف بين القلوب.. فاجتمعت على محبته.. محبة وطاعة وولاء تجلى بشكل واضح في تحديه لمختلف القوى التي أرادت أن تنال من قطر ومن أهلها الذين التفوا حوله بقبائلهم فتقدمها، وانضوت تحت لوائه فوحد شتاتها، راسماً مستقبلها وبفضل ذلك التوحد استطاع الشيخ جاسم حماية الحدود وتأمينها فبرزت قطر في المنطقة ككيان مستقل.
وقضى نحو خمسين عاماً من عمره في قيادة شعبه ونجح في توجيه الدفة بسياسة حكيمة متعقلة كتب لها النجاح في خضم بحر مائج بالأحداث والمتغيرات والضغوط الدولية والإقليمية التي كانت تحاول بسط سيطرتها على البلاد بسلسلة أحداث ستبقى جزءاً من تاريخ البلاد وسيظل يذكرها أبناء قطر كأيام مجيدة من تاريخهم.