الشرق القطرية-
أكد سعادة الدكتور خالد بن محمد العطية وزير الخارجية ، أن العلاقات التي تجمع بين دولة قطر وروسيا الاتحادية اتخذت منعطفاً مهماً من خلال الزيارة الحالية التي يقوم بها حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى إلى موسكو.
وقال سعادته في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الروسي سيرجي لافروف إن الإرادة السياسية للبلدين أجمعت بضرورة الارتقاء بالعلاقات لمستوى الشراكة وتعزيزها في العديد من المجالات، وهو ما يعكس حرص حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، وفخامة الرئيس فلاديمير بوتين رئيس روسيا الاتحادية على توثيق العلاقات الثنائية بين دولة قطر وروسيا الاتحادية.
وبين سعادة وزير الخارجية أن الزيارة استعرضت هذه العلاقات من كافة جوانبها وتم التأكيد على ضرورة استمرار الدفع بها إلى الأمام وتطويرها، مشيرا سعادته إلى أن من أبرز تلك الجوانب، تعزيز التعاون المشترك في مجالي الطاقة وتشجيع الاستثمارات، حيث يتشاطر كلا الطرفين الرغبة الحقيقية لمواصلة العمل لتحقيق الاستقرار في السوق من خلال الحوار بين المنتجين وبين المنتجين والمستهلكين، وذلك في ظل تدني أسعار أسواق النفط والغاز العالمي، إضافة إلى التعاون بين البلدين في مجال الترويج للغاز الطبيعي بهدف منحه حصة أكبر في مزيج الطاقة العالمي والتوسع في استخدامه كوسيلة فعالة في مكافحة التغير المناخي.
وأكد الدكتور العطية التزام دولة قطر بالسعي نحو تحقيق الأهداف الذي أنشئ من أجلها منتدى الدول المصدرة للغاز.
وفيما يتعلق بالقضايا السياسية قال سعادة وزير الخارجية أنه تم بحث واستعراض قضايا المنطقة والقضايا الدولية ذات الاهتمام المشترك، وذلك في إطار حرص البلدين على تحقيق الاستقرار الإقليمي وبناء السلام العالمي.
ونوه سعادة الدكتور خالد بن محمد العطية وزير الخارجية إلى حاجة المجتمع الدولي إلى المزيد من التعاون وبناء الشراكات وتوسيعها وتقريب وجهات النظر، وتعزيز الحوار السياسي من أجل ضمان السلام والاستقرار والأمن في منطقة الشرق الأوسط والعالم".
وبين سعادة وزير الخارجية أن الزيارة قد تناولت أمن المنطقة على وجه الخصوص والأمن الإقليمي عموما، مؤكدا سعادته على توافق الجانبين القطري والروسي في هذه المسألة ، حيث تم التأكيد على أهمية خلو منطقة الشرق الأوسط والخليج من كافة أسلحة الدمار الشامل والأسلحة النووية، خاصة في ظل التطورات الأخيرة في المنطقة، كما تم التأكيد على أهمية احترام سيادة الدول واحترام المواثيق والمعاهدات الدولية.
وأوضح سعادته أن القضية الفلسطينية تظل على رأس المباحثات، وقال "قد آن الأوان للضغط من أجل رفع الحصار غير القانوني وغير الإنساني المفروض على قطاع غزة، ووقف عمليات الاستيطان في الضفة الغربية وتهويد القدس".
وبين سعادته أن الأزمة السورية قد أخذت حيزاً كبيراً من المناقشات، خاصة مع التطورات والمستجدات الدولية، وفي ضوء الوضع الإنساني المتدهور في عدد من المناطق السورية التي تعاني من الحصار المفروض على السكان المدنيين من قبل النظام، ومنعه المواد الغذائية والطبية والاحتياجات الأساسية عن الشعب السوري ومعاقبته معاقبة جماعية.
وقال "إننا إذ نشدد على ضرورة التعاون من أجل فرض حلٍ سياسيٍ في سوريا، فإننا نعرب عن أملنا في أن تتكاثف الجهود الدولية للعمل على وقف أعمال القتل وسياسات التجويع حتى الموت والعنف ضد المدنيين بشكل فوري، وتحقيق إرادة الشعب السوري في انتقال السلطة، ودعم كافة الجهود العربية والدولية التي تحقق إرادة الشعب السوري".
وأكد أن المماطلة في إيجاد حل سياسي حقيقي وجاد للأزمة، سوف تساهم في تفاقم ظاهرة التطرف والإرهاب تحت رايات دينية ومذهبية وعرقية ، وقال" أود التأكيد على مضينا في دعم تطلعات الشعوب العربية ورفضنا التام لتقسيم المجتمعات على أساس طائفي أو مذهبي".
وأضاف سعادته: أن "دولة قطر دائماً تنظر إلى المسائل بنظرة تحليلية عميقة، ففي الوقت الذي نؤكد فيه موقف قطر الثابت من نبذ العنف والإرهاب بكافة صوره وأشكاله مهما كانت الدوافع والمسببات، فإننا نرى أن القضاء الحقيقي على الإرهاب يكون من خلال إعادة الحقوق لأصحابها على أسس المواطنة المتساوية".
وفي ختام حديثه عبر سعادة وزير الخارجية عن ثقته بالدور الإيجابي الذي يمكن أن تلعبه كل من دولة قطر وروسيا للمساهمة في تحقيق الاستقرار، وفي دعم الأمن والسلم الدوليين.
وكان سعادة وزير الخارجية قد استهل كلمته في المؤتمر الصحفي بتقديم الشكر لنظيره الروسي والحكومة والشعب الروسي على حسن الاستقبال وكرم الضيافة.