الراي الكويتية-
أكد صاحب السمو امير البلاد الشيخ صباح الاحمد ان الأوضاع الاقتصادية تفرض اتخاذ إجراءات ووضع برامج تهدف الى الترشيد وخفض بنود الميزانية لمعالجة النقص في موارد الدولة المالية، معلناً سموه ان التوجه نحو رفع الدعم ورفع اسعار البنزين والكهرباء والماء موجود، وانه لابد للمواطن من أن يشعر بالمسؤولية من أجل المساهمة في ميزانية الدولة.
وشدد سموه خلال استقباله في قصر بيان أمس وزير الاعلام وزير الدولة لشؤون الشباب الشيخ سلمان الحمود الصباح ومدير عام وكالة الانباء الكويتية (كونا) الشيخ مبارك الدعيج ورؤساء تحرير الصحف المحلية اليومية وعضو مجلس ادارة جمعية الصحافيين الكويتية فاطمة حسين العيسى، شدد على أهمية وحدة الصف بين الكويتيين، خصوصا في ظل الأوضاع المتوترة التي تشهدها المنطقة، محذراً سموه من أي إثارة للنعرات الطائفية الغريبة عن الكويت ومجتمعها.
وأكد سموه خلال اللقاء الذي حضره نائب وزير شؤون الديوان الاميري الشيخ علي الجراح ووكيل وزارة الاعلام طارق المزرم على «اهمية الدور الذي تقوم به وسائل الاعلام المختلفة خصوصا في ظل المرحلة الحرجة والظروف الاستثنائية البالغة الدقة التي تمر بها المنطقة التي تتطلب وحدة الصف وتكاتف الجهود ووضع مصلحة الوطن فوق كل اعتبار حفاظا على امنه واستقراره».
وقال: «نظرا للمرحلة الحرجة والظروف الاستثنائية بالغة الدقة التي تمر بها المنطقة والتي تتطلب وحدة الصف وتكاتف الجهود ووضع مصلحة الوطن فوق كل اعتبار حفاظا على امنه واستقراره، علينا أن ندرك مسؤوليتنا كإعلاميين وأصحاب أقلام تجاه القضايا التي تمس الشأن المحلي وكيفية التعامل معها، وعلى الجميع مسؤولية مشتركة للحفاظ على الوطن ووحدته واستقراره، فالحفاظ على الوطن هو حفاظ على وحدة الكويتيين في ما بينهم».
وأضاف سموه:«قد تحصل أخطاء لكن علينا ان نأخذها بريئة، حتى لا ننشر أموراً تمس الوحدة الوطنية، فنحن بحاجة إلى أن نتكاتف لاسيما في ظل الظروف المحيطة بالكويت».
وشدد سموه على «اهمية ادراك الاعلاميين للمسؤولية الكبيرة الملقاة على عاتقهم في معالجة القضايا التي تتعلق بالشأن المحلي وكيفية تناولها، وعلى ضرورة عدم اتاحة الفرصة لكائن من كان لاستغلال المنصات الاعلامية لتأجيج المشاعر واثارة النعرات والشحن الطائفي والابتعاد عن الاساءة لاي فئة من مكونات المجتمع».
وقال: «المطلوب قطع الطريق أمام أي شخص يحاول إثارة النعرات الطائفية، فلا تنشروا تصريحاً فيه مساس بالوحدة الوطنية أو تمزيق لصف الكويتيين، ففي السابق لم نكن نعرف التفرقة بين شيعي وسني، ولم نفكر في يوم من الايام من هو الشيعي ومن السني، ولا تفرقة بين السنة والشيعة والبدو والحضر في كل وظائف الدولة المدنية والعسكرية، وأرجو كل الرجاء الابتعاد عن كلمة هذا شيعي وهذا سني، لأنها تتسبب في إيذاء مشاعر الآخرين».
واكد سموه «ضرورة احترام القضاء واحكام السلطة القضائية وعدم التعرض لهما»، قائلاً «نجلّ ونحترم القضاء ولا أحد يعترض على أحكامه»، مشيراً إلى «اننا يجب أن نضع أيدينا بأيدي بعضنا، ونقول كلنا كويتيون».
وفي ما يتعلق بالأوضاع الاقتصادية ودور الحكومة في هذا الشأن، اشار سموه الى انه «في ظل التراجعات الكبيرة لاسعار النفط وتراجع مداخيل الدول المنتجة للنفط ومن بينها الكويت، فنحن مطالبون بالبدء بمعالجات وخطوات اقتصادية وبرامج تهدف الى الترشيد وخفض بنود الميزانية لمعالجة النقص في موارد الدولة المالية مع تأكيد الحفاظ على الحياة الكريمة للمواطنين وعدم المساس بمتطلباتهم المعيشية الأساسية».
وقال سموه: «على الحكومة وقف الدعم وزيادة أسعار المحروقات والكهرباء والماء، فلا يوجد أي بلد في العالم تكلفة الكهرباء فيه فلسان، ولابد للمواطن أن يشعر بالمسؤولية من أجل المساهمة في ميزانية الدولة».
واضاف سموه «أعطيت الحق لوزير المالية أن يرسل بعثة للديوان الاميري والتأكد من المصروفات، لأني أريد أن أحض الوزارت الاخرى في هذا الاتجاه ويجب أن تخضع للرقابة».
وتابع: «أنا أكثر شخص ضد هدر الاموال في العلاج بالخارج، ولابد أن نبني أهم المستشفيات العالمية ونجلب الاطباء المعالجين للكويت، وسيكون هذا الامر قريبا».
وعن وجود تضارب في التصريحات الحكومية حول مسألة رفع الدعم الحكومي عن المواطن ورفع أسعار المحروقات، قال سموه: «لا يوجد أي تصريح يمثل الحكومة حول الرؤية، ولم أسمع شخصياً أي تصريح يقول إننا لن نرفع أسعار البنزين، وإن كان هناك تصريح فهذا لا يمثل الحكومة»، مؤكدا «نعم سنرفع الدعم وسنرفع أسعار البنزين والكهرباء والماء، والدعم سيقل لا سيما في مسألة العلاج بالخارج، وقبل أن نسير في أي مشروع سنعمل من أجل تهيئة المواطن لذلك».
وأشاد سموه خلال اللقاء بالعلاقات الاخوية بين دول مجلس التعاون الخليجي، مؤكدا اهمية تعزيز مسيرة العمل الخليجي المشترك ودفع مسيرته الخيرة نحو التكامل والتكاتف في مختلف المجالات بما يحقق اهداف وتطلعات شعوب دول المجلس بما يكفل ازدهارها ونماءها وامنها واستقرارها.
وحول الخلاف مع المملكة العربية السعودية في المنطقة المقسومة، قال سموه ان «إعادة التشغيل والتصدير في الحقول المشتركة ستبدأ قريبا، ومهما حصل نحن والمملكة العربية السعودية لا يوجد خلاف وإن وجد سيحل».
وفي ما يتعلق بالحرب في اليمن قال سموه، «كوننا عضوا في منظومة مجلس التعاون فنحن ملتزمون بأن نكون مع المملكة العربية السعودية ونساعدهم ونشارك معهم»، مبدياً سموه تفاؤله بأن «تحمل زيارة رئيس وزراء باكستان الى الرياض وساطة مع إيران».
من اللقاء
يجب أن نصبر
في حديثه عن الأوضاع الاقتصادية، اشار سمو الأمير إلى ان في بعض الدول المواطن يدفع ضرائب ورسوما على كافة الخدمات الكبيرة والصغيرة، والكويتي لا يدفع ضريبة «منذ ولادته من بطن والدته الى أن يموت». وقال سموه: «حاليا نمر في ظروف مالية صعبة ويجب أن نصبر ونتحمل رفع الدعم عن بعض السلع».
قصر فرساي
حض سمو الأمير على الترشيد في الاستهلاك، وقال «لا بد للمواطن أن يشعر بالمسؤولية الملقاة على عاتقه»، مشيرا سموه إلى ان «كل واحد تحت بيته مرشات ماء تشتغل بإسراف، والبعض يضع (كشافات) في بيته كأنه قصر فرساي».