مريم البلوشي- مجلة المستقبل العربي-
مدخل
إن بناء رؤيـة موحدة عن العلاقات الخليجية - الإيرانية تعترضها مجموعة من الصعوبات الحقيقية، كونها ً دولا منقسمة على نفسها في كيفية التعامل مع الموضوع الإيـرانـي، مع اقتسام الشعور بالخوف وعدم الارتياح لسياسة إيران في المنطقة، نظراً إلى وجود حساسيات ذات طوابع أمنية لدى كلا الطرفين. كما يكتنف هذه العلاقة شيء من الغموض، نتيجة عوامل خاصة بالإقليمين، ّشكلت ً نوعا من العلاقات الدولية الاستثنائية في العالم.
من هنا تأتي هذه الورقة البحثية لتركز على العلاقات الخليجية - الإيرانية في إطار علاقة ثنائية بين إيران ُوعمان، التي ُعِرفت ولا تزال باستثنائيتها وتمايزها عن بقية بلدان الخليج العربي، والتي لها تأثير مباشر في الأمن القومي الخليجي، وقد تعددت وجهات نظر السياسيين والباحثين حول ّما خلال السنوات الأربع تأثيرها في المنطقة برؤى إيجابية من جانب، وسلبية من جانب آخر، ولا سي الماضية؛ أي بعد قيام الثورات العربية، وتأجج الصراعات في بعض البلدان العربية، التي كشفت عن وجود ٍ أياد خارجية تعمل على تغذيتها لمصلحتها الخاصة ولتحقيق مطامعها ومشاريعها في المنطقة.
في ظل انشغال البلدان العربية بأوضاعها المتأزمة يزيد التقارب العماني - الإيراني هواجس ّـمـا بعد إعــلان إيــران ودول ١+٥ الـتـوصـل إلـى اتـفـاق مبدئي بشأن دول مجلس الـتـعـاون، ولا سـي محادثات الملف النووي الإيران، الذي ّ أدت فيه السلطنة دوراً ً محوريا في تحقيق الوساطة، وكانت مسقط إحدى أهم محطات الاجتماع بين الطرفين.
كثرت التأويلات والجدل السياسي بشأن الدور الحقيقي الذي ّ تؤديه ُعمان - الدولة المعروفة بالعزلة والـهـدوء - في الحفاظ على أمـن الخليج العربي من خـلال علاقتها المتينة مع إيـران، كما كثر الجدل والتفسيرات المتعددة في طبيعة العلاقة بين هاتين القوتين، في سياقات تختلط فيها.
الجوانب العقلانية بالجوانب الانفعالية؛ بين إلقاء الاتهامات بشأن حقيقة العلاقة بين ُعمان، كقطر فاعل في مجلس التعاون الخليجي، الذي رفض الانضمام إلى مشروع الاتحاد الخليجي المقترح من السعودية، وبين الإشادة بالدور العماني، كون العلاقة بين هاتين القوتين تحمل الكثير من الدلالات السياسية والاستراتيجية التي لا تزال تؤثر في المحيطين العربي والعالمي.