عكاظ السعودية-
دعا مثقفون إلى الوقوف بحزم ضد دعاة الخطاب الكراهي الذي يتبناه البعض عن حماسة أو جهل بآثاره، داعين إلى تعزيز ثقافة المواطنة والمشتركات المجتمعية.
وطالب المفكر الإسلامي محمد المحفوظ بالعمل على تجسير العلاقة بين المسلمين على قاعدة المشترك الوطني، من أجل تجاوز صعوبات المرحلة الراهنة، مشيرا إلى أن خطاب الكراهية مرفوض شرعا ونظاما، كون الدولة تجرم أي خطاب يبث الفرقة بين مكونات المجتمع وتعاقب بالأنظمة مثل هذه المقولات بالعقاب الصارم.
فيما أوضح مدير مركز المسبار منصور النقيدان أن السنة عبر تاريخ الإسلام منذ 14 قرنا كانوا النهج الأكثر اعتدالا في التعاطي مع المذهب المختلف والمخالف، وأكسبتهم قرونا من العلوم والحكم والخلافة والملك إرثا عريقا وضخما في إدارة التنوع المذهبي والطائفي، مشيرا إلى أنه ينبغي علينا ألا نقع اليوم فريسة للتخلي عن كل ذلك الإرث الذي حافظ في مستواه الأدنى على السلم الاجتماعي، إذ كانت تمر لحظات قلق تنفلت فيها الأمور ولكنها تعود إلى نصابها، ولفت إلى أنه لم يعرف التاريخ الإسلامي يوما مواجهة شاملة بين أبناء الطوائف المسلمة، مؤكدا أن المملكة سعت إلى وضع برامج إرشادية تراعي إلى حد كبير حساسية التنوع المذهبي متجاوزة ذلك إلى مساعدة الشباب على أن يكونوا مواطنين صالحين ويستثمروا طاقاتهم في بناء قدراتهم ومهاراتهم.
ويرى الباحث التاريخي محمد ربيع الغامدي أن ثقافة الكراهية تحول الشعب الواحد إلى شظايا متناثرة وتعمل فيهم سيف التنابذ والتدابر و التمزق وتغييب الوعي والعقل، مشيرا إلى أن هذا الموضوع له بعده النفسي والروحي فضلا عن البعدين الاجتماعي والسياسي، داعيا إلى الاحتكام إلى الدين الحنيف مادام الطرف الذي نحاوره يقرّر أنه يعتصم بالعقيدة ويعتبرها منطلقا في سلوكه السياسي والعسكري والإنساني، والقاعدة الأساس في الإسلام نبذ الكراهية بدليل قول الله تعالى: (ولا تلمزوا أنفسكم و لا تنابزوا بالألقاب)، وقول الرسول صلى الله عليه وسلم: (إن الله يحب الرفق في الأمر كله) و(إن الرفق ما كان في شيء إلا زانه و ما نزع من شيء إلا شانه)، مشيرا إلى أن العدل والاعتدال قاعدتان ذهبيتان في الإسلام، وفي قوله تعالى: (ولا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى)، والاستقامة أساس الاعتدال (الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة ألا تخافوا و لا تحزنوا).