غريغوري كوساتش- المركز العربي للابحاث ودراسات سياسة-
تقديم
تبدو علاقات روسيا بالمملكة العربية السعودية في وثائق الخارجية الروسية حتى عام 2011 مُترعةً بالتفاؤل. وكما جاء في تقرير وزارة الخارجية الروسية المعلن في تشرين الأول/ أكتوبر 2011، فإنّ مواقف البلدين "متطابقة" أو "متقاربة" في "أغلبيّة القضايا العالمية والإقليمية". ويُورَد ضمن هذه القضايا "البرنامج النووي الإيراني"، و"النزاعات في الشرق الأوسط"، و"النزاع العربي – الإسرائيلي"، و"حظر انتشار سلاح الدمار الشامل"، و"مكافحة التطرف والإرهاب". وينبثق من الـ "تطابق" في المواقف بين البلدين أنّ روسيا تعُدّ شريكتها السعودية، بحسب قول الرئيس فلاديمير بوتين، في أيلول/ سبتمبر 2003، "إحدى الدول القيادية في العالم الإسلامي".
ربما يتراءى عاملٌ موضوعي متمثّل بالمصلحة السياسية المتبادلة من أجل تطوير العلاقات الروسية – السعودية. وقد بدت نتائج الزيارة الرسمية التي أجراها الأمير عبد الله بن عبد العزيز لموسكو في أيلول/ سبتمبر 2003 واعدةً من هذه الناحية، وكذلك زيارة الرئيس فلاديمير بوتين الرسمية إلى الرياض عام 2007. لكنّ "تطابق" مواقف البلدين الذي تؤكّده الوثائق الرسمية يتسم بصفة شكلية.