عنوان التقرير في لغته الأصلية:
The Arab-U.S. Strategic Partnership and the Changing Security Balance in the Gulf.
معدّ التقرير: أنتوني كوردسمان، بمساعدة مايكل بيكوك
الناشر: مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية CSIS، واشنطن دي سي.
تاريخ النشر: تشرين الأول/ أكتوبر 2015
عدد الصفحات: 604 صفحات.
يتكون هذا التقرير الضخم من أربعة عشر فصلًا، ينضوي تحتها أكثر من مئة وخمسين عنوانًا فرعيًا. كما يتضمن نحو مئتي رسمٍ بيانيٍّ وخارطة. وقد استند إلى 356 مرجعًا ووثيقة. ويرتكز في جملته على ما يراه الكاتب تغيرًا جوهريًا قد حدث، في العقد الأخير، لخصائص التوازن الأمني في منطقة الخليج العربي. فما كان سائدًا من توازنٍ عسكري تقليدي شكلته، إلى حدٍ كبير، تهديدات الدولتين الأكثر فاعلية في المنطقة؛ إيران والعراق، تحوّل الآن إلى خليطٍ من القدرات العسكرية التقليدية، وأنماطٍ من صيغ الحرب غير النظامية، بسبب بروز الجماعات غير الحكومية المعسكرة وتزايدها، والتي يتعاظم دورها وتتزايد خطورتها، فضلًا عن بروز القوة الصاروخية في المنطقة، واحتمال نشوء قوة نووية.
تتفاعل داخل هذا التحول الكبير الصراعات الداخلية، والمليشيات المسلحة، والحركات الإرهابية، والتهديدات الأمنية الداخلية؛ فالفاعلون الذين لا يقعون تحت سلطة الدولة أصبحت أهميتهم، مؤخرًا، توازي أهمية الحكومات نفسها. كما أنّ أسباب الصراعات تغيّرت بصورة كبيرة؛ فقد دخلت فيها أنماط التطرف الديني العنيفة، وحالات الشدّ الإثنية والطائفية، علاوة على الاضطرابات السياسية، والجنوح نحو العنف، والتي أدت إليها كلها إشكالات الحوكمة والاقتصاد وتراجع الاستقرار الداخلي.
يرى كوردسمان أنّ حالة الشدّ بين إيران ودول الخليج العربية هي التي لا تزال تسيطر على أوضاع التوازن العسكري التقليدي في الإقليم. غير أنّ الصورة النهائية لحالة التوازن الأمني تغيّرت، وأصبحت أكثر اتساعًا وتعقيدًا؛ فسعي إيران لإنتاج أسلحة نووية جعل من إسرائيل، ضمنيًا، جزءًا فاعلًا في منظومة التوازن الأمني الخليجي. وفي الجانب الآخر، حافظت الولايات المتحدة الأميركية على التزامها تجاه أمن الدول الخليجية، وعززت ذلك بقيادة تحالفٍ دولي يسعى لخفض قدرات تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام "داعش"، ومن ثم تدميره بوصفه الفاعل غير الحكومي الذي يسعى لتأسيس خلافة إسلامية في العراق وسورية. ويرى كاتب التقرير أنّ على دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية الستّ، إضافة إلى الدول المحيطة مثل مصر، وإسرائيل، وإيران، والعراق والأردن، ولبنان، وسورية، واليمن، أن تتعاطى الآن مع مشاكل وتهديدات تجاوزت كثيرًا الصراع العسكري التقليدي. فقد أضحت ثلاث من القوى التي كانت تمثل ركنًا في التوازن العسكري التقليدي، وهي العراق وسورية واليمن، تواجه الآن إشكالات داخلية كبيرة، تتمثل في خليط متغير من الفاعلين العسكريين غير الحكوميين. ويجعل هذا الوضع تقدير القوة العسكرية التقليدية لهذه البلدان والنظر إليها بوصفها قوة عسكرية قتالية متجانسة ومتماسكة صعبًا جدًا.
* نشرت هذه الورقة في العدد 17 (تشرين الثاني / نوفمبر 2015) من مجلة "سياسات عربية" (الصفحات 164-175) وهي مجلة محكّمة للعلوم السياسية والعلاقات الدولية والسياسات العامة، يصدرها المركز العربيّ للأبحاث ودراسة السياسات كل شهرين.