كشفته القناة العاشرة في تليفزيون الاحتلال الإسرائيلي عن مخطط لوزير الحرب الصهيوني الجديد «أفيغدور ليبرمان» يهدف إلى تهيئة الظروف أمام إحلال «محمد دحلان»، الذي طردته حركة فتح من صفوفها، مكان رئيس السلطة الفلسطينية الحالي «محمود عباس».
وبحسب موقع «الرسالة نت» الفلسطيني فقد كشفت قناة التلفزة الإسرائيلية العاشرة النقاب عن أن «ليبرمان» سيسعى إلى توفير الظروف أمام عودة، من وصفته بـ«صديقه» محمد دحلان، إلى قيادة السلطة الفلسطينية.
وهو ما يتزامن مع ما كشفه موقع «ميدل إيست آي» البريطاني الجمعة الماضي النقاب عن تحرك عربي تقوده دولة الإمارات العربية لنفس الغرض.
وأوضح الموقع البريطاني أن مصادر أردنية وفلسطينية أكدت له بشكل منفصل الأنباء بشأن هذا الخطة، التي تحظى بقبول مصري وأردني.
ويعد «عباس» شخصية بارزة في السياسة الفلسطينية منذ تسعينيات القرن الماضي، ورئيسا لفلسطين منذ عام 2005.
أما «دحلان» فهو قيادي مفصول «حركة فتح»، ويعمل كمستشار أمني لولي عهد أبوظبي الشيخ «محمد بن زايد»، فضلا عن صلاته القوية بالنظام المصري الحالي، حيث ربطته علاقات شخصية باللواء «عباس كامل» أحد مساعدي«السيسي» المقربين.
وقال «ميدل إيست آي» إن الإمارات أطلعت تل أبيب بالفعل على الخطة الساعية إلى إحلال «دحلان» بدلا من «عباس»، فيما سيقوم «دحلان» والدول العربية الثلاث بإطلاع السعودية على الخطة حين اكتمالها.
ولفت الموقع إلى الأهداف الرئيسية للخطة تتمثل في «توحيد وتعزيز حركة فتح من أجل تجهيزها للانتخابات المقبلة في مواجهة حماس»، و«إضعاف حماس من خلال تقسميها إلى فصائل متنافسة»، و«السيطرة على المؤسسات الفلسطينية ذات السيادة، والسلطة الوطنية الفلسطينية، ورئاسة منظمة التحرير الفلسطينية، وقيادة حركة فتح»، و«عودة دحلان لعرش حركة فتح والسلطة الفلسطينية».
ونقلت «الرسالة نت» عن «تسفي يحزكيل» معلق الشؤون العربية في القناة إن هناك من الأسباب «ما يبرر ارتفاع ضغط الدم لدى عباس، حيث أنه على علم بالعلاقة الخاصة بين عدوه اللدود دحلان وليبرمان».
وحسب يحزكيل، فإن تعيين ليبرمان كوزير للحرب يحسن إلى حد كبير من فرص دحلان للعودة للساحة الفلسطينية الداخلية، حيث يستذكر أن الفضل في توطيد العلاقة بينهما تعود إلى الدور الذي لعبه صديقهما المشترك رجل الأعمال والملياردير اليهودي السويسري مارتن شلاف، وهو الذي أسس ”كازينو“ أريحا للقمار.
ويرى يحزكيل أن ما يدفع دحلان للتفاؤل إزاء فرصة نجاح ليبرمان في تمكينه من خلافة عباس يعود أيضاً للعلاقة الخاصة التي تربطه بعبد الفتاح السيسي، ناهيك عن موقعه كمستشار لحاكم دولة الإمارات العربية.
وفي (إسرائيل) يرون أن تطبيق هذا المخطط ينسجم مع خطة ليبرمان الطموح لإسقاط حكم حماس وإحلال جهة فلسطينية أخرى محلها، خوفاً من تداعيات الفوضى التي يمكن أن تتعاظم في حال لم يتم استبدال حكم الحركة بسيطرة جهة يمكن الركون إليها إسرائيلياً.
ولا يعد نمط التفكير هذا مقتصراً على ليبرمان، بل أن الكثير من الأوساط اليمينية ترى وجوب العمل من أجل تهيئة جهة ما لإدارة الأمور في قطاع غزة في حال قامت إسرائيل بشن حملة عسكرية على القطاع.
وبحسب «الرسالة نت»، فإن ما يخطط له ليبرمان زالدول العربية الثلاث، يتعارض مع الاتجاه العام في المؤسسة الأمنية والاستخبارية الإسرائيلية.
وتؤكد التقديرات العامة التي تجمع عليها المؤسسة الأمنية ومحافل التقدير الإستراتيجي في تل أبيب على أنه لا يمكن أن يخلف محمود عباس إلا شخصية «متطرفة وذات خط متشدد»، وذلك بسبب خيبة الأمل التي تسود الساحة الفلسطينية من عوائد المفاوضات إلى جانب تعاظم التأييد لعمليات المقاومة ضد إسرائيل.
وقد نقل موقع «واللا» مؤخراً عن الجنرال يوآف مردخاي، منسق أعمال الحكومة الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية المحتلة قوله أمام اجتماع للسفراء الإسرائيليين في الخارج أن كل قيادة ستخلف عباس «ستكون قيادة متطرفة»، بحسب «الرسالة نت».
ويتفق الجنرال جادي شماني، قائد المنطقة الوسطى السابق في الجيش الإسرائيلي مع مردخاي، حيث أبلغ قناة التلفزة الأولى مؤخراً بأن الرهان على أن يخلف أبو مازن شخصية ”معتدلة“ لا يتوافق مع الواقع.
وكالات-