اقترب الجنرال «راحيل شريف» القائد السابق للجيش الباكستاني، من بدء مهام عمله في الرياض، قائدا عاما قوات التحالف الإسلامي لمحاربة الإرهاب، الذي أعلنت الرياض عن تأسيسه في ديسمبر/ كانون الأول 2015، ويضم 41 بلداً.
وبحسب وكالات، فقد منحت السفارة السعودية في العاصمة الباكستانية إسلام آباد، تأشيرة متعددة الزيارات مدتها 3 سنوات للجنرال «شريف» وزوجته، كما منحت أولاده تأشيرات متعددة الزيارات مدتها ثلاثة أشهر.
وقالت صحيفة «باكستان اليوم» التي تصدر بالإنجليزية، إن هذه الخطوة تعني موافقة «شريف» على تولي قيادة التحالف، وبدء عمله من غرفة العمليات بالرياض.
وكان وزير الدفاع الباكستانى «خواجة محمد آصف»، أعلن في يناير/ كانون الثاني الماضي اختيار «شريف» ليتولى قيادة التحالف الإسلامي، مضيفا أن قرار تعيين الجنرال الباكستاني الذي تقاعد في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، جاء بعد إبلاغ الحكومة الباكستانية.
وردًا على سؤال عما إذا كان القرار قد اتخذ في الرياض أم إسلام آباد، قال «آصف»: «بالتأكيد إن موافقة حكومتنا كانت ضرورية».
واعتبر «آصف»، حينها تأسيس «التحالف الإسلامى لمكافحة الإرهاب بأنه خطوة جيدة، خصوصاً في ظل الاضطرابات التي يشهدها عدد من بلدان الأمة الإسلامية».
يذكر أنه تم الإعلان عن تشكيل «التحالف الإسلامي لمكافحة الإرهاب»، بقيادة السعودية، في 15 ديسمبر/ كانون الأول 2015، ويبلغ عدد الدول المشاركة فيه 41 دولة، أهمها دول الخليج وتركيا وباكستان وماليزيا ومصر.
وأعلنت سلطنة عمان، في 28 ديسمبر/كانون الأول الماضي، انضمامها إلى التحالف، لتكون أحدث عضو ينضم إليه.
وتولى «راحيل شريف» قيادة الجيش الباكستاني في نوفمبر/ تشرين الثاني 2013، وأحيل إلى التقاعد في نوفمبر من العام الماضي.
ويحظى الرجل بشعبية كبيرة في باكستان بسبب نجاحاته في عمليات عسكرية ضدّ جماعات مسلحة تُوجد في المناطق الحدودية بين باكستان وأفغانستان، إضافة إلى مساهمات الجيش تحت قيادته في كشف وإيقاف شخصيات وأحزاب باكستانية كانت ترتكب مخالفات دستورية وقانونية.
ووفقا لمسؤولين في الجيش الباكستاني، فإن الجنرال «شريف»؛ خلال فترة قيادته للجيش، أعاد تصميم برامج التدريب لتلائم مواجهة الإرهاب الداخلي، وطوّر برامج تدريبية لعمليات مواجهة المسلحين، ووضع الكثير من تلك البرامج موضع التطبيق.
ووفقاً لتقارير إعلامية، فإن الجنرال «شريف» عسكري مهني، ولم يُظهر خلال قيادته الجيش أي طموحات سياسية، وهو سليل أسرة عسكرية، فوالده كان جنرالاً في الجيش، وكذلك شقيقه «صابر شريف» كان جنرالاً وُقتل خلال الحرب الهندية الباكستانية.
وفي فبراير/ شباط 2014، قلد الملك «سلمان بن عبدالعزيز» (ولي العهد حينها)، الجنرال «شريف» قلادة الملك «عبدالعزيز»، وهو أرفع وسام تقديري تمنحه الرياض.
وقبل أيام، أرسل الجيش الباكستاني كتيبة من الجنود المقاتلين لتعزيز الحدود الجنوبية للسّعودية وحمايتها من الهجمات الانتقامية التي يشنّها الحوثيّون من اليمن، وفقًا لمصادر أمنية بارزة. (طالع المزيد)
وستتمركز الكتيبة في جنوب المملكة، لكنّها ستنتشر فقط داخل حدودها، كما قالت المصادر. وقال أحد المصادر: «لن يتم استخدامها خلف حدود السّعودية».
وأتى نشر الكتيبة الباكستانية بعد زيارة من اللواء «قمر جاويد باجوا»، رئيس أركان الجيش الباكستاني، للسّعودية في زيارة رسمية استغرقت 3 أيام في ديسمبر/كانون الأول من العام الماضي.
وقال الجيش الباكستاني في بيانٍ له: «كرّرت رئاسة أركان الجيش التزامها بأمن وحماية الحرمين الشريفين وكذلك سلامة أراضي المملكة».
ويعتبر موضوع نشر الكتيبة الباكستانية حسّاسًا في إسلام آباد، نظرًا لرفض البرلمان قبل عامين طلبًا من قبل السّعودية بانضمام باكستان إلى التحالف السنّي لقتال الحوثيين.
وترتبط الرياض بعلاقات عسكرية وثيقة مع إسلام آباد، وصفها مدير الاستخبارات السعودية السابق، «تركي الفيصل»، بأنها «ربما تكون أوثق علاقات في العالم بين دولتين من دون أن تكون بينهما معاهدة رسمية».
وكالات-