ذكرت صحيفة باكستانية أن بلادها تعيد النظر فى موقفها من التحالف العسكرى الإسلامى الذى تقوده السعودية ويضم 41 دولة برئاسة الرئيس السابق للأركان العامة للجيش الباكستاني الجنرال «راحيل شريف».
وقالت صحيفة «إكسبريس تريبيون» إن سبب هذه الخطوة الباكستانية هو السعي لتجنب المزيد من الضغط على علاقتها مع إيران المجاورة، في محاولة لعدم الإضرار بتلك العلاقات.
ووفق الصحيفة، فإن باكستان قررت وضع خطوط حمراء واضحة للانضمام نهائيا إلى التحالف الذى أعلنته السعودية فى عام 2015.
وبحسب الصحيفة، يأتي هذا القرار بعد تصريحات السلطات السعودية في القمة العربية الإسلامية الأمريكية في الرياض في 20 و 21 من الشهر الجاري، بأن التحالف الإسلامي كان يهدف أساسا إلى مواجهة إيران التي تعتبر منافسا إقليميا للمملكة العربية السعودية.
وركزت قمة الرياض على عزل إيران - التي لم تحضر القمة - ومكافحة الإرهاب.
ونقلت الصحيفة عن عن مسؤولين باكستانيين، أن حكومة إسلام آباد من حيث المبدأ وافقت على أن تكون جزءا من التحالف إذا كان هدفه الوحيد مكافحة «الإرهاب»، وكان يعتقد أن الحكومة انضمت إلى التحالف.
غير أن مسؤولين باكستانيين قالوا إنه سيتم اتخاذ قرار نهائى بخصوص الانضمام بمجرد الانتهاء من اختصاصات التحالف، وسيتم الانتهاء من هذه الاختصاصات خلال اجتماع لوزراء دفاع الدول المشاركة في المملكة العربية السعودية قريبا، دون تحديد موعد لذلك.
ونقلت الصحيفة عن مسؤول باكستاني بارز، قوله إن بلاده ستقدم مجموعة مقترحات خلال الاجتماع، وستوصي بان يكون للتحالف هدف واضح وهو مكافحة الإرهاب، وأن أي انحراف عن هذا الهدف لن يقوض التحالف فحسب، بل سيؤدي إلى مزيد من الانقسامات في العالم الإسلامي.
وتابع المسؤول الباكستاني: «نحن واضحون جداً إننا لن ننضم إلى هذا التحالف إلا لمكافحة الإرهاب».
من جهته أشار المتحدث باسم وزارة الخارجية الباكستانية «نفيس زكريا» إلى أن بلاده لم تتخذ بعد قرارا نهائيا بخصوص التحالف.
وأضاف أن «ما نحتاج إلى فهمه هو أن صلاحيات التحالف لم تحدد بعد، وأن وزراء الدفاع في الدول المشاركة سيجتمعون ويناقشون هدف التحالف وطريقة عمله، ويجب أن ننتظر حتى نمتلك كل المعلومات للتعليق عليها».
وفي وقت سابق، أعربت الحكومة الباكستانية بالفعل عن التزامها العام بأنها لن تصبح جزءا من أى مبادرة تهدف إلى استهداف أى دولة إسلامية أخرى بما فيها إيران.
فيما قال وزير الدفاع الباكستاني «خواجا عاصف» في حديثه سابقا أمام الجمعية الوطنية (الغرفة الأولى للبرلمان) إن باكستان ستنسحب من التحالف إذا اتضح أنه طائفي في طبيعته.
كما أن الجنرال «راحيل شريف» نفسه قال للسعوديين في وقت سابق إنه لن يقود التحالف إلا إذا كان هدفه الرئيسى محاربة الإرهاب وليس موجها إلى أى دولة إسلامية أخرى.
يشار إلى أنه لتجنب أي إضرار بعلاقاتها مع إيران، قادت باكستان سابقا وساطة بين طهران والرياض، وطرحت إسلام أباد فكرة إدراج طهران في التحالف العسكري، غير أن هذه الجهود لم تنجح لأن السعودية وإيران بينهما خلافات خطيرة بشأن النزاعات الإقليمية.
كما دعت أحزاب المعارضة الرئيسية فى باكستان، حكومة بلادها إلى الحفاظ على «الحياد» فى التنافس العربى الإيرانى، لكن نظرا للعلاقات الاستراتيجية الطويلة الأمد مع المملكة العربية السعودية، فمن غير المحتمل أن تنسحب باكستان تماما من التحالف، غير أن المسؤولين أكدوا أن مشاركة باكستان ستظل محصورة فى جهود مكافحة الإرهاب.
يذكر أنه تم الإعلان عن تشكيل «التحالف الإسلامي لمكافحة الإرهاب»، بقيادة السعودية، في 15 ديسمبر/ كانون الأول 2015، ويبلغ عدد الدول المشاركة فيه 41 دولة، أهمها دول الخليج وتركيا وباكستان وماليزيا ومصر.
وترتبط الرياض بعلاقات عسكرية وثيقة مع إسلام آباد، وصفها مدير الاستخبارات السعودية السابق، «تركي الفيصل»، بأنها «ربما تكون أوثق علاقات في العالم بين دولتين من دون أن تكون بينهما معاهدة رسمية».
وكالات-