موقع "ميدل إيست آي" البريطاني-
نقل موقع "ميدل إيست آي" البريطاني عن محللين قولهم، إن السعودية قررت الاستعانة بقوات باكستانية؛ لحماية الأسرة الحاكمة، بعد عمليات التطهير التي شنَّها ولي العهد محمد بن سلمان، الأمر الذي جعلها عرضة للخطر.
وبحسب الموقع البريطاني، فإن الصحف الباكستانية ما زالت ترى في قرار إرسال قوات باكستانية إلى السعودية "لغزاً"، حيث قرر السياسيون في باكستان استدعاء وزير الدفاع الباكستاني ومساءلته عن الأسباب التي دفعته إلى إرسال قوات إلى المملكة.
بعد عدة أيام على قرار باكستان إرسال أكثر من ألف جندي إلى السعودية، فإن تفاصيل ما سيفعلونه هناك ما زالت غامضة، خاصةً أن قرار إرسال تلك القوات يأتي بعد نحو ثلاثة أعوام من رفض إسلام آباد إرسال قوات إلى المملكة للانضمام إلى التحالف الذي قادته الرياض للتدخل في اليمن.
الجيش الباكستاني أعلن رسمياً، أن القوات التي ستُرسل إلى السعودية ستتولى مهمة التدريب وتقديم المشورة، "ولن يتم نشرها خارج المملكة، وخصوصاً في اليمن"، بحسب ما أعلنه وزير الدفاع خرم دستغير، أمام مجلس الشيوخ الباكستاني، الذي أقر بوجود 1600 جندي باكستاني في السعودية أصلاً.
وعلى الرغم من تصريحات دستغير، فإن الأمر ما زال محيِّراً للسياسيين في باكستان؛ فرئيس مجلس الشيوخ الباكستاني، رضا رباني، قال إن تصريحات وزير الدفاع لا تعطي تفسيراً كافياً للأسباب التي دفعته إلى اتخاذ هذا القرار، كما أن بيان الجيش غير كافٍ.
ويقول الموقع البريطاني إن المحللين يتوقعون أن قرار إرسال القوات الباكستانية إلى السعودية إنما جاء لحماية العائلة السعودية الحاكمة، بعد أشهُر من حملة الاعتقالات التي طالت أمراء وأثرياء ومسؤولين بسبب الفساد، حسبما أعلنت الرياض.
يقول كمال علام، الزميل الزائر في المعهد الملكي، إن السعوديين يعتقدون أن هناك أزمة ثقة داخلية؛ ومن ثم فإنهم يرغبون في الحصول على خدمات الباكستانيين.
وهذه ليست هي المرة الأولى التي تستعين فيها السعودية بالباكستانيين لحماية العائلة الحاكمة؛ ففي أوائل السبعينيات، طوَّر الملك فيصل ورئيس الوزراء الباكستاني آنذاك، ذو الفقار علي بوتو، علاقات البلدين، التي شهدت أول وجود عسكري باكستاني في السعودية.
وفي عام 1982، وبطلب من الملك السعودي الراحل فهد بن عبد العزيز، أرسل رئيس باكستان آنذاك، ضياء الحق، لواء مدرعاً إلى السعودية.
وبحسب بروس ريدل المحلل السابق في وكالة المخابرات المركزية، فإن قوة النخبة الباكستانية التي ستُرسل إلى السعودية، هي لصدِّ أي عدوان، داخلي أو خارجي.
وأضاف ريدل أن الانتشار الجديد سوف يُستخدم، في المقام الأول، كقوة حرس شخصي لولي العهد السعودي محمد بن سلمان، ولدعم قوة الحرس الملكي الشخصي.
وتابع: "الوحدة الجديدة ستكون مخلصة لولي العهد وباكستان فقط، في حالة أي تحرُّك للاعتداء على بن سلمان أو السعي للإطاحة به. لقد خلق حول نفسه الكثير من الأعداء، حتى من داخل العائلة المالكة".
رئيس أركان الجيش الباكستاني، الجنرال عمر جاويد باجوا، الذي تولى القيادة في نوفمبر من عام 2016، سعى لبناء علاقات جيدة مع دول الخليج وضمن ذلك مع إيران، وقد يؤدي قرار نشر قوات باكستانية جديدة في السعودية إلى تعطيل تلك الجهود، خاصة أن له علاقات جيدة مع قطر وإيران وتركيا.
كما أن من شأن إشراك قوات باكستانية في الحرب السعودية باليمن ضد جماعة الحوثي المدعومة من إيران، قد يؤدي إلى إثارة التوترات الطائفية في باكستان، التي تضم 35 مليون شيعي من مجموع 200 مليون نسمة، كما أن لباكستان حدوداً مشتركة مع إيران.
يقول كمال علام، الزميل الزائر بالمعهد الملكي، إنه من غير المرجح نشر قوات باكستانية في اليمن، إلا إذا كانوا يتكلمون العربية.
ولكنَّ الحدود السعودية مع اليمن ربما تكون أيضاً مكاناً لنشر قوة باكستانية؛ ففي العام الماضي تحدثت أنباء عن وجود نية لإرسال باكستان لواء قتالياً لحماية الحدود السعودية من هجمات الحوثيين.
وأوضح الموقع البريطاني أن السفارة السعودية في لندن رفضت التعليق أو الرد على استفساراته.