القدس العربي-
اعتبر الكاتب والباحث في معهد بروكينغز والمحلل السابق في وكالة الاستخبارات الأمريكية "سي آي إيه"، "بروس ريدل"، أن رئيس الوزراء الباكستاني "عمران خان" ظهر كأبرز الرابحين من أزمة مقتل الصحفي السعودي "جمال خاشقجي".
وأقرت السعودية بقتل "خاشقجي" على يد مسؤولين سعوديين مقربين من ولي العهد "محمد بن سلمان" داخل قنصلية بلاده بإسطنبول في الثاني من الشهر الجاري، وقالت إنه تم توقيفهم وعزل عدد منهم من مناصبهم، ويجري التحقيق معهم بالرياض.
وأشار الكاتب في مقال بصحيفة "ديلي بيست" الأمريكية إلى أن "خان" حصل؛ بسبب حضوره مؤتمر "دافوس في الصحراء" الذي قاطعه سياسيون ورؤساء شركات حول العالم بسبب غضبهم من السعودية بقتل خاشقجي، على حزمة مساعدات سعودية بـ6 مليارات دولار أمريكي والتي يحتاجها الاقتصاد الباكستاني بشكل ماس.
ووفق "ريدل" رجع "خان" من زيارته الأولى للسعودية في سبتمبر/أيلول الماضي، بعد انتخابه رئيسا للوزراء، لبلاده خالي الوفاض؛ بسبب غضب الرياض من تجاهل "إسلام آباد" طلبها بدعمها عسكريا بحرب اليمن التي تكلف المملكة 50 مليار دولار وأدت لكارثة إنسانية.
غير أن "خان" نجح الأسبوع الماضي، فى الحصول على دفعة مودعة في البنك بقيمة 3 مليارات دولار، في وقت انخفضت فيه احتياطات باكستان إلى أربع أضعاف؛ بفضل ضعف موقف "بن سلمان" على الصعيد الدولي، وتحوله من صورته من مصلح يريد تغيير المملكة وتحويل اقتصادها وتنويعه، أصبح الآن متهما بقتل صحفي.
وأضاف "ريدل" أن السعودية بالإضافة لذلك، وافقت على تأجيل المستحقات على باكستان من النفط السعودي وقيمتها 3 مليارات، لثلاثة أعوام، كما طلبت باكستان مساعدات من الإمارات العربية المتحدة.
وذكر "ريدل" أن وزير الخارجية الباكستاني قال إنه لا شروط مع المساعدات، وعندما سئل عن كيفية حصول العقد أجاب أنه "ببركة النبي الشريف".
وأوضح "ريدل" أن خان انتخب في أغسطس/آب كسياسي شعبوي وعد بهز المشهد السياسي الباكستاني ومكافحة الفساد، وحظي بدعم من من وكالة الاستخبارات القوية "آي إس آي" والتي كانت مصممة على إبعاد حزب رئيس الوزراء السابق "نواز شريف" عن السلطة.
وقال "ريدل" إن "خان" المعروف كلاعب كريكيت دولي قاد فريق باكستان للانتصار أكثر من شهرته كسياسي، كان ناقدا حادا للولايات المتحدة وداعما لحركة "طالبان"، لكنه رجل على عجلة من أمره، خاصة أنه ورث اقتصادا في أزمة.