ماجد محمد الأنصاري- الشرق القطرية-
اهتمام متجدد لدى إسلام آباد بتطوير العلاقات مع الدوحة
القضايا الإقليمية والأزمات المختلفة حاضرة في نقاشات القائدين
دعم العلاقات العسكرية في إطار تعزيز القدرات الدفاعية لدولة قطر
باكستان تمثل ثقلاً إستراتيجياً في علاقات قطر الخارجية وشريك بالغ الأهمية لتحقيق الأمن الغذائي
قطر تعمل على تحقيق علاقات خارجية مستدامة من خلال التأكيد على هويتها كشريك موثوق به
* * *
في زيارة إلى باكستان استغرقت يومين أكد الشيخ تميم بن حمد آل ثاني على متانة العلاقات القطرية الباكستانية وخاصة في المجالات الاقتصادية والعسكرية، الزيارة ضمت العديد من الرسائل المهمة كان أبرزها من خلال حفاوة الاستقبال الذي تلقاه سموه والذي يدل على اهتمام متجدد لدى إسلام آباد في العلاقات مع الدوحة.
كما أن الزيارة التي قام بها سموه لقاعدة نور خان الجوية واطلاعه على طائرات جي اف الحربية والسوبر موشاك التدريبية والصواريخ المختلفة جاء ليدلل على تعزيز العلاقات العسكرية بين البلدين في إطار تعزيز القدرات الدفاعية لدولة قطر.
الجانب السياسي في العلاقات القطرية الباكستانية يأتي في إطار التغيير السياسي في باكستان بعد تولي عمران خان وهو شخصية مستقلة بعيدة عن تجاذبات الساسة والعسكر المعتادة في باكستان.
رئيس الوزراء الباكستاني يريد حسب ما يتضح من التحركات الباكستانية مؤخراً في القضايا الإقليمية والأزمة مع الهند أن يعيد تشكيل تحالفاته الإقليمية والدولية بما يضمن لباكستان مزيداً من الازدهار ولتحييد الملفات الأمنية التي كلفت باكستان كثيراً، ولذلك ورغم الاستثمار السعودي الإماراتي الكبير في الحالة السياسية الباكستانية إلا أن إسلام آباد لا تبدو متحمسة لمشاريع هذا المحور الإقليمي.
وربما كانت المشاهد التي رأيناها لمشاركة عمران خان في القمة الإسلامية في مكة رمضان الماضي دليلاً على أن العلاقات يشوبها التوتر خاصة وأن باكستان رفضت المشاركة في حرب اليمن ولا تجد أنها معنية بالتصعيد في الخليج.
وكان الشيخ تميم أشار في تغريدة له عقب الزيارة إلى أن القضايا الإقليمية والأزمات المختلفة كانت حاضرة في النقاش بين القائدين، وبشكل عام فإن مواقف قطر وباكستان الحالية تجاه القضايا الإقليمية متطابقة إلى حد كبير.
لو استعرضنا خريطة العالم الإسلامي لوجدنا أن هناك تقارباً بين عدد من الدول الكبرى خاصة في السياسة الخارجية للحكومات الحالية وهي ماليزيا وأندونيسيا وباكستان وتركيا، ويبدو أن هذه المواقف تأتي أولاً بسبب طبيعة قيادات هذه البلاد وتوجهاتها السياسية، ولكن كذلك بحكم الحجم الجيوسياسي لهذه الدول وتأثيرها في القضايا الإسلامية بشكل عام.
باكستان اليوم تستعيد توازنها بعد أزمات سياسية متلاحقة ويبدو أن رئيس الوزراء الحالي يشكل اتجاهاً جديداً أكثر استقراراً للسياسة الخارجية الباكستانية لو توفرت له العوامل الاقتصادية اللازمة سيغير من موقع باكستان العالمي.
وهنا تكون الشراكة مع الدول التي تتشارك معها باكستان الرؤى الإقليمية مهمة جداً للحصول على شراكات اقتصادية غير مبنية على السياسة التعاقدية كما كان الحال مع الولايات المتحدة والإمارات والسعودية.
ومبدأ المصلحة المتبادلة والشراكات التي لا تقوم على الابتزاز أو الاصطفاف هو الذي تدير به قطر علاقاتها الخارجية وبالتالي يفهم ذلك الاهتمام الباكستاني بالزيارة والاهتمام القطري بباكستان كشريك سياسي اقتصادي عسكري.
قطر اليوم تعمل على تحقيق علاقات خارجية مستدامة من خلال التأكيد على هويتها كشريك موثوق به يعمل على تعزيز مصالح طرفي العلاقة دون إملاءات أو استغلال سياسي للشراكات الاقتصادية أو الجهود التنموية.
وبالنسبة لقطر فإن شريكاً كباكستان بات بالغ الأهمية في تحقيق الأمن الغذائي وتعزيز العلاقات العسكرية والقدرات الدفاعية وتوفير موانئ وخدمات لوجستية وأسواق جديدة للمنتجات القطرية، وحيث إن باكستان هي أحد مستهلكي الغاز القطري فهي بلا شك تمثل ثقلاً استراتيجياً في علاقاتنا الخارجية بالإضافة إلى العلاقات الإٍسلامية الأخوية بين شعوب البلدين.