صحيفة فاينانشيال تايمز-
ذكرت صحيفة "فاينانشيال تايمز" إن باكستان سوف ترسل قائد جيشها نهاية هذا الأسبوع إلى السعودية في مسعي لحل الخلاف الدبلوماسي المتنامي بين البلدين، والذي على إثره طالبت الرياض إسلام آباد بسداد مبكر لقرض قيمته 3 مليارات دولار.
وتمتاز العلاقات بين الدولتين عادة بالقوة، وفي 2018 منحت السعودية قرضا قيمته ثلاث مليارات دولار لباكستان وتسهيلات ائتمانية للنفط بقيمة 3.2 مليار دولار لمساعدتها في تجاوز أزمة ميزان المدفوعات.
ونقلت الصحيفة عن مصادر أن الخلاف بين الحليفين (الرياض وإسلام آباد) يضع ضغوطا على المعاملات المالية الخارجية الهشة لحكومة رئيس الباكستاني الوزراء "عمران خان"، ويدفع بلاده إلى أحضان حلفيها التقليدي الآخر وهو الصين.
وبسبب الخلاف حول طريقة التعامل مع نيودلهي بشأن أزمة كشمير المحتلة من قبل الهند، طالبت الرياض إسلام آباد؛ بسداد جزء من قرض بقيمة 3 مليارات دولا وجمدت تسهيلات نفطية بقيمة 3.2 مليار دولار.
لكن مسؤولين عسكريين بارزين قالا لرويترز إن الرياض مستاءة من انتقادات باكستان لرد فعل السعودية الذي وصفته بالفاتر بشأن إقليم كشمير.
وعلى إثر ذلك، اضطرت باكستان في يوليو/ تموز إلى سداد مليار دولار من القرض الذي وافقت عليه الرياض عام 2018. فيما يخوض الطرفان الآن مفاوضات صعبة بشأن سداد ما تبقي من الدين، حسبما أفادت مصادر مطلعة للصحيفة البريطانية.
وقال رئيس بنك خاص في باكستان إن السعوديين طلبوا إعادة مليار دولار أخرى.
ونقلت الصحيفة البريطانية عن مصادر مطلعة في إسلام آباد قولها إن الحكومة قررت إرسال قائد الجيش الجنرال "قمر جاويد باجوا" لمحاولة تهدئة العلاقات مع الرياض.
وتجاهلت السعودية مرارا دعوات خان لاتخاذ إجراءات بعد قرار الحكومة الهندية إلغاء المادة 370 من الدستور التي تمنح إقليم كشمير المتنازع عليه وضعا خاصا.
وقال "عارف رفيق" من شركة فيزر للاستشارات السياسية، إن هذا أجبر "خان" الذي كان على علاقة جيدة مع ولي العهد السعودي "محمد بن سلمان"، لحشد الدعم من الدول الإسلامية الأخرى بما في ذلك تركيا وماليزيا.
وقال محللون إن المقاومة السعودية بشأن كشمير، مع منع الرياض محاولات إقناع منظمة التعاون الإسلامي - ومقرها في الرياض - بالتعليق على القضية، كان مدفوعا بشكل جزئي بالخوف من إغضاب الهند أحد الشركاء التجاريين الرئيسين للمملكة.
وكان من المقرر في الأصل سداد القرض السعودي لإسلام آباد عبر دفعات في وقت لاحق من هذا العام والعام المقبل 2021، في حين كان الهدف من التسهيلات الائتمانية النفطية المؤجلة هو دعم ميزان مدفوعات خارجية لباكستان.
وقال "رفيق": يبدو أن السعوديين لم يقدروا إصرار الباكستاني فيما يتعلق بأزمة كشمير، لتصبح الصين إلى حد كبير بعد ذلك ليس فقط الخيار الرئيسي لباكستان ولكن إلي حد ما الوحيد.
ويهدد النزاع ميزان المدفوعات الخارجية لباكستان. كما أن البنك المركزي لديه فقط 12.5 مليار دولار، كما اضطرت باكستان إلى تعليق برنامج صندوق النقد الدولي بقيمة 6 مليارات دول، بالتزامن مع مواجهتها للتداعيات الاقتصادية لوباء بفيروس كورونا.
ونقلت الصحيفة البريطانية عن مسؤول حكومي كبير قوله إن الصين أقرضت باكستان على الفور مليار دولار، في أعقاب القرار السعودية بقطع المساعدات، وربما تقدم بكين المزيد.
وأضاف: في عضون ساعات وليس أيام من مطالبة السعودية باكستان بسداد القرض، عرضت الصين تقديم مليار دولار. لقد أثبتت الصين بما لا يدع مجال للشك أن لديها التزام صارما بمستقبل باكستان وازدهارها ورفاهيتها.
وقال وزير الخارجية الباكستاني "شاه محمود قرشي" لوسائل إعلام محلية الأسبوع الماضي بعد إحجام منظمة التعاون الإسلامي، التي تقودها السعودية، عن عقد اجتماع رفيع المستوى بشأن كشمير "إذا لم يتمكنوا من عقده فسأكون ملزما بالطلب من رئيس الوزراء عمران خان الدعوة لاجتماع للدول الإسلامية التي لديها استعداد للوقوف معنا في قضية كشمير ودعم الكشميريين المقموعين".