الخليج أونلاين-
تتميز العلاقات العُمانية الباكستانية، على مدار قرون طويلة من الزمن، بكونها وثيقة يحفها الاحترام المتبادل والتعاون بين البلدين، كما أنها نمت خلال السنوات الأخيرة وصولاً إلى تطور العلاقات العسكرية بين البلدين.
وترتبط العلاقات العُمانة الباكستانية منذ عهد السلطنة العمانية القديمة، التي كانت تمتد إلى باكستان، قبل أن تتقلص خلال القرن الماضي، وصولاً إلى التنازل وبيع ميناء "جوادر" الشهير لباكستان، عام 1958.
وخلال السنوات الماضية، حرصت مسقط على توسيع دائرة علاقاتها العسكرية مع دول مختلفة، كان آخرها مع تركيا، فيما يبدو أنه توجه عُماني للتقارب بشكل كبير مع البلدين.
آخرها اتفاق عسكري
تعتبر عُمان وباكستان ذات موقعين استراتيجيين، وهما جارتان بحريتان ولهما موانئ مهمة يفصل بينهما نحو 202 ميل بحري فقط، وكلتا الدولتين مرتبطة بالبحث عن مستقبل مشرق، مع الأخذ في الاعتبار روابطهما التاريخية والجغرافية المشتركة.
لعل آخر ما توجت به عُمان وباكستان علاقتهما العسكرية توقيع مذكرة تفاهم في مجال التعاون العسكري بين البلدين، في 20 أكتوبر 2020، بمقر وزارة الدفاع بعُمان.
وقالت وكالة الأنباء العمانية إنه وقع المذكرة من الجانب العماني محمد بن ناصر الراسبي، الأمين العام بوزارة الدفاع، فيما وقعها من الجانب الباكستاني أحسن واجان، سفير إسلام آباد المعتمد لدى السلطنة.
وذكرت أن مذكرة التفاهم الموقعة بين وزارتي الدفاع في البلدين الصديقين "تهدف إلى تأطير أوجه التعاون العسكري بين السلطنة وجمهورية باكستان الإسلامية بما يعزز علاقات التعاون القائمة ويخدم المصلحة المشتركة للبلدين الصديقين".
ويقول المحلل السياسي العماني عوض باقوير، إن العلاقات العمانية الباكستانية في المجال العسكري علاقات تاريخية تعود إلى عقود، وهناك علاقات دبلوماسية وتعليمية وثقافية ورياضية جيدة بين السلطنة وباكستان، ولعل توقيع مذكرة التفاهم الأخيرة بين البلدين الصديقين في المجال العسكري تأتي تعزيزاً للعلاقات الجيده في المجال العسكري.
وشهدت السنوات الأخيرة، وفق حديث باقوير لـ"الخليج أونلاين"، اتصالات مكثفة من خلال الزيارات المتبادلة بين القيادات العسكرية في البلدين، وهناك تعاون عسكري في مجال التدريب والدورات العسكرية وتبادل الخبرات خاصة، مشيراً إلى أن باكستان تعد من الدول المصنعه للسلاح.
وبيّن أنه من خلال توقيع مذكرة التعاون في المجال العسكري فإنه يتوقع أن يسهم ذلك في تعزيز التعاون العسكري، خاصة في المجال البحري، "على اعتبار أن هناك جواراً بحرياً يطل على المحيط الهندي، كما أن هناك عدداً من الشركات الباكستانية التي تعمل في عُمان في مجالات اقتصادية متعددة، وكذلك الحال بالنسبة للسلطنة".
زيارات ومناورات سابقة
وخلال السنوات الماضية، برزت لقاءات وتعاون عسكري وأمني بين البلدين، كان أبرزها انطلاق مناورات "أمان 2019" البحرية، في مدينة كراتشي الباكستانية، في فبراير 2019، بمشاركة قوات من 46 دولة، كان من بينها عُمان وتركيا.
وقالت وكالة الأنباء العمانية الرسمية يومها إن تمرين "أمان 2019" انطلق تحت شعار "معاً من أجل السلام" في قاعدة كراتشي البحرية بباكستان.
وفي فبراير 2019 أيضاً، اتفقت باكستان وسلطنة عُمان على تعزيز العلاقات الثنائية بين قواتهما، بعد اجتماع عقد في مسقط بين مساعد المفتش العام للشرطة والجمارك للشؤون الإدارية والمالية بعُمان، ومدير عام وكالة الأمن البحري بجمهورية باكستان.
أما في سبتمبر 2018، فقد زار رئيس أركان سلاح الجو الباكستاني الفريق أول طيار مجاهد أنور خان العاصمة العمانية مسقط لتجديد الاتصالات فيما بين القوات الباكستانية والعمانية.
وفي مارس 2018، زار قائد الجيش الباكستاني قمر جاويد باجوه السلطنة في زيارة رسمية، حيث عقد لقاءات مع مسؤولين عسكريين في عُمان، وناقش معهم تعزيز التعاون الدفاعي والعسكري والأمني وتعزيز السلام كوسيلة للازدهار في المنطقة.
كما استضافت البحرية السلطانية العمانية، في أبريل 2018، سفينتين تابعتين للبحرية الباكستانية في ميناء السلطان قابوس، في إطار تدريبات بين البلدين.
علاقات مختلفة
وبينما يعد الملف العسكري بين البلدين لافتاً فإن العلاقات لم تقتصر على ذلك، حيث تعتبر السلطنة من أوائل الدول الداعمة لباكستان للانتهاء من العمل في ميناء "جوادر" البحري العميق المطل من السواحل الباكستانية على بحر العرب.
وساهمت عُمان في تمويل مشروع ميناء "جوادر" في بداياته، وتم الإعلان عن دعم عماني بـ100 مليون دولار للمشروع خلال عهد السلطان الراحل قابوس بن سعيد.
وفي مايو 2020، بحث وزير الخارجية الباكستاني شاه محمود قريشي، في اتصال هاتفي مع وزير خارجية سلطنة عمان السابق يوسف بن علوي بن عبد الله، وضع جائحة فيروس كورونا والإجراءات للحد من انتشاره.
ووفقاً لما ذكرته وكالة الأنباء الباكستانية يومها، أكد وزير الخارجية الباكستاني أهمية مطالبة رئيس الوزراء عمران خان بتخفيف عبء الديون للدول النامية، مشدداً على ضرورة التعاون الوثيق بين باكستان وسلطنة عمان لتخفيف تأثير التباطؤ الاقتصادي.