متابعات-
اتفقت السعودية وأوزبكستان على تنمية العلاقات الاقتصادية والاستثمارات في مجال الطاقة والصحة والبنية التحتية وتعزيز التعاون الدفاعي بين البلدين، فيما وجه الرئيس الأوزبكي دعوة إلى العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده الأمير محمد بن سلمان لزيارة طشقند.
جاء ذلك في بيان مشترك صدر، الجمعة، عن الدولتين في ختام زيارة رئيس أوزبكستان شوكت ميرضيائيف إلى المملكة، 17 و18 أغسطس الجاري، التقى خلالها مع ولي العهد السعودي.
وأفاد البيان بأن جلسة المباحثات بين بن سلمان وميرضيائيف شهدت استعراض العلاقات المميزة بين البلدين، وسبل تطويرها في جميع المجالات، كما تم تبادل وجهات النظر حول مجمل الأوضاع الإقليمية والدولية الراهنة.
وأكدت الدولتان، حسب البيان المشترك، عزمهما على تعزيز التعاون والتنسيق المشترك تجاه جميع القضايا السياسية، ومواصلة دعمها لتحقيق كل ما من شأنه إرساء السلام والاستقرار في أنحاء العالم.
واتفق الجانبان على أهمية التوصل إلى تسوية شاملة وعادلة للنزاع الفلسطيني الإسرائيلي وفقاً لحل الدولتين.
وجددت الدولتان دعمهما الكامل للجهود الأممية للتوصل إلى حل سياسي للأزمة في اليمن المتواصلة منذ العام 2015.
كما تناول الجانبان مستجدات الأوضاع في أفغانستان، واتفقا على ضرورة تحقيق الأمن والاستقرار وعدم السماح بوجود ملاذات آمنة للجماعات الإرهابية والمتطرفين فيها.
وأشار البيان إلى أن رئيس أوزبكستان قدم دعوة إلى العاهل السعودي وولي عهده لزيارة بلاده، فيما أعرب الأخيران عن تطلعهما إلى تلبية الدعوة بالوقت المناسب.
وأكدت الدولتان، في البيان ذاته، أهمية استمرار بذل الجهود لتعزيز العلاقات الاقتصادية بين البلدين من خلال استكشاف مجالات الاستثمار والفرص المتاحة.
ورحبتا بما تم الإعلان عنه من صفقات واتفاقيات استثمارية وتجارية بين الدولتين تقدر بأكثر من 12.5 مليار دولار.
وعبر الجانب الأوزبكي عن تقديره لما تقدمه المملكة من خلال الصندوق السعودي للتنمية من تمويل ميسر لمشروعات وبرامج تنموية في مختلف المناطق الأوزبكية، حسب البيان ذاته.
وفي مجال الطاقة، أعرب الجانبان السعودي والأوزبكي عن تطلعهما إلى تعزيز التعاون وتطوير المشروعات الخاصة بالطاقة الشمسية وطاقة الرياح.
كما أكدا رغبتهما المشتركة في التعاون بمجالات الغاز والبتروكيماويات، والأسمدة، والاستخدامات المبتكرة للمواد الهيدروكربونية، والهيدروجين النظيف، وتطوير البنية التحتية لالتقاط الكربون واحتجازه واستخدامه، وكذلك مجالات كفاءة الطاقة، وقطاع الكهرباء ومشروعاتها.
وحسب البيان المشترك، فقد وقع الجانبان خلال الزيارة على عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم، ومن بينها اتفاقية تعاون بين البلدين في مجال الطاقة.
وفي الشأن الدفاعي والأمني، بحث الجانبان الفرص المتاحة في مجال التعاون الدفاعي، بما يخدم ويحقق المصالح المشتركة بين البلدين.
وأكدا سعيهما إلى استمرار التعاون الأمني القائم بين البلدين وتعزيزه بما يحقق الأمن والاستقرار فيهما.
وفي مجال الرقابة ومكافحة الفساد، أكد الجانبان عزمهما على تعزيز التعاون الدولي الثنائي لمكافحـة جـرائم الفساد العابرة للحدود بجميع أشكالها، والحرص على تعزيز التواصل الفعّال بين الأجهزة المعنية.
واتفقت الدولتان على تعزيز التعاون في مجالات التعليم العالي والبحث والابتكار، وتشجيع العلاقات المباشرة بين الجامعات والمؤسسات العلمية والتعليمية في البلدين.
وأكدتا أهمية تنمية الحركة السياحية في البلدين، واستكشاف ما تزخر به كل بلد من مقومات سياحية.
وأعرب الجانبان عن تطلعهما إلى تعزيز التعاون بينهما في مجال الاستثمار في القطاع الصحي.
وفي مجال الاتصالات وتقنية المعلومات، اتفق الجانبان على أهمية تعزيز الشراكة بين البلدين خاصة بمجالات تقنية المعلومات والاقتصاد الرقمي والابتكار والفضاء.
وشددت الدولتان على أهمية تعزيز التعاون المشترك وتبادل الخبرات في مجال النقل الجوي بما يحقق المصالح المشتركة للبلدين الشقيقين.
وفي مارس الماضي، أعلن وزير الاستثمار السعودي إطلاق مسيرة شراكة بين المملكة وأوزبكستان، تستهدف تنفيذ خطط اقتصادية طموحة، ترمي إلى تنويع الاقتصاد ومصادر الدخل الوطني.
وتملك السعودية علاقات اقتصادية وسياسية قوية مع أوزبكستان، حيث كانت المملكة من أوائل الدول التي بادرت إلى الاعتراف باستقلالها عن الاتحاد السوفييتي في عام 1991.
وشهدت العلاقات المشتركة بين البلدين تطوراً مستمراً طيلة السنوات التي أعقبت تولي الرئيس الأوزبكي ميرضيائيف، مقاليد الحكم في 2016.