متابعات-
استعرض ولي عهد السعودية الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، مع الرئيس الكوري الجنوبي يون سيوك يول، علاقات البلدين الثنائية وسبل تعزيزها في جميع المجالات، فيما جرى توقيع اتفاقيات بقيمة 30 مليار دولار.
ووفق ما ذكرت وكالة الأنباء السعودية "واس"، جاء اللقاء بالمقر الرئاسي في العاصمة الكورية سيئول، التي يزورها بن سلمان ويرافقه فيها وفد سعودي كبير.
وقال ولي العهد السعودي إن هذه الزيارة تأتي تزامناً مع مرور 60 عاماً على إنشاء العلاقات بين البلدين، لافتاً إلى أنها تؤكد رغبة البلدين في الاستمرار في ترسيخ أسس هذه العلاقة التاريخية والعمل على استكمال الجهود الرامية إلى تعزيز التعاون في جميع المجالات.
وأضاف: "إننا نسعى إلى تكثيف العمل المشترك لمواجهة كل ما يهدد الأمن والسلم الدوليين ويؤثر على أمن الطاقة وسلامة سلاسل الإمداد".
وأشاد بن سلمان بالشراكة بين الرياض وسيئول، مؤكداً أنها "شراكة استراتيجية مثمرة للبلدين".
وتابع: "في هذا الصدد نشير إلى التعاون الوثيق ضمن إطار الرؤية السعودية الكورية 2030 ونُشيد بما تم خلالها، كما نتابع باهتمام كبير منجزات اللجان المشتركة بين بلدينا، ونتطلع إلى رفع وتيرة التنسيق الاستثماري وتعزيز الشراكة بين القطاعين العام والخاص".
وأكد ولي العهد السعودي "أهمية الاستفادة من الفرص التجارية والاستثمارية الواعدة والمتاحة للتعاون بين بلدينا".
بدوره، أكد رئيس جمهورية كوريا، في كلمته خلال جلسة المباحثات، الحرص على الارتقاء بالعلاقات الثنائية إلى مستوى جديد.
وأشار إلى أنه يتطلع إلى "توسيع وتطوير التعاون الثنائي والاستثمار في مجالات النمو الجديدة والمشاريع الضخمة مثل نيوم والصناعات الدفاعية والطاقة المستقبلية مثل الهيدروجين والثقافة والسياحة".
وأعرب عن التطلع إلى الاستمرار والتواصل الوثيق مع العاهل السعودي، وولي عهده "من أجل التعاون لتطوير العلاقات الثنائية بين البلدين".
وجرى خلال جلسة المباحثات الرسمية استعراض أوجه العلاقات السعودية الكورية في مختلف المجالات، خاصة في الجوانب الاقتصادية والاستثمارية والتجارية، إلى جانب بحث تطورات الأوضاع، وعدد من الموضوعات ذات الاهتمام المشترك.
وكان الأمير محمد بن سلمان بحث مع رئيس وزراء كوريا الجنوبية هان دوك سو، العلاقات بين الرياض وسيئول وتعزيز التعاون الثنائي بين البلدين.
ووفق ما أوردت "واس"، عقد الجانبان جلسة مباحثات رسمية جرى خلالها "استعراض علاقات الصداقة بين البلدين، وآفاق التعاون الثنائي وسبل تنميته وتعزيزه في مختلف المجالات".
وحضر جلسة المباحثات من الجانب السعودي وزير الطاقة الأمير عبد العزيز بن سلمان، ووزير الدولة الأمير تركي بن محمد بن فهد، ووزير الداخلية الأمير عبد العزيز بن سعود بن نايف، ووزير الحرس الوطني الأمير عبد الله بن بندر، ووزير الدفاع الأمير خالد بن سلمان، ووزير الخارجية الأمير فيصل بن فرحان، ومستشار الأمن الوطني مساعد بن محمد العيبان.
كما حضرها وزير التجارة ماجد بن عبد الله القصبي، ووزير الاستثمار خالد بن عبد العزيز الفالح، ووزير الاقتصاد والتخطيط فيصل بن فاضل الإبراهيم، ومحافظ صندوق الاستثمارات العامة ياسر بن عثمان الرميان، وسكرتير ولي العهد بندر بن عبيد الرشيد، والسفير السعودي لدى كوريا سامي بن محمد السدحان، بالإضافة إلى الوفد الرسمي الكوري.
اتفاقيات ضخمة
في شأن متصل، وقعت السعودية 25 اتفاقية ومذكرة تفاهم تصل قيمتها الإجمالية إلى نحو 30 مليار دولار، مع شركات من كوريا الجنوبية، ما سيقفز بالشراكة بينهما إلى مستويات متقدمة جداً، بحسب تصريحات خالد الفالح وزير الاستثمار السعودي لقناة "الشرق بلومبيرغ" الإخبارية.
وأشار الفالح إلى أن الاتفاقيات الموقعة مع الجانب الكوري تتضمن مجالات جديدة ومتنوعة منها الطاقة النظيفة والتكنولوجيا الطبية وبناء السفن.
من جهته، قال الرئيس التنفيذي للشركة السعودية للاستثمار الجريء، نبيل كوشك، إن المملكة وقعت اتفاقية مع الشركة الكورية للاستثمار الجريء لإنشاء 7 صناديق متخصصة ستعمل على تمويل المشاريع الجريئة في كلا البلدين.
ووقعت شركة "الفنار" السعودية 3 اتفاقيات مع شركات كورية بقيمة إجمالية بلغت نحو 7 مليارات ريال، في مجالات الطاقة الكهربائية، وتوطين الصناعة في المملكة، وفقاً لعامر العجمي النائب التنفيذي للشركة.
كما وقعت شركة "كوريا فينشر إنفستمنت" (KVIC) والشركة السعودية للاستثمار الجريء (SVC) على اتفاقية الأعمال من أجل دعم الشركات الصغيرة والمتوسطة والناشئة بين البلدين، بحسب وكالة "يونهاب" الكورية.
وبموجب الاتفاقية، يخطط الجانبان لبناء نموذج للتعاون الاستثماري بين البلدين؛ من أجل دعم الشركات الصغيرة والمتوسطة والناشئة في كلا البلدين.
ومن المتوقع أن تساعد الشركتان، من خلال إنشاء صندوق مشترك، الشركات الناشئة في كلا البلدين، في توسيع أعمالها إلى الأسواق العالمية وتوسيع الشبكة والتعاون في مجال رأس المال الاستثماري.
وقالت وزارة الشركات الصغيرة والمتوسطة والناشئة الكورية الجنوبية، إنه بحسب اتفاقية الأعمال المبرمة ستكون السعودية جسراً للصناديق العالمية في منطقة الشرق الأوسط .
ومن المقرر أن يبحث الجانبان سبل دعم الشركات الصغيرة والمتوسطة والناشئة في مجال الرياضة الإلكترونية والألعاب الإلكترونية التي تجد اهتماماً كبيراً من الجانب السعودي.
جدير بالذكر أن حجم التبادل بين المملكة وكوريا الجنوبية العام الماضي وصل إلى نحو 26.506 مليار دولار، وسجل الميزان التجاري فائضاً لصالح السعودية بقيمة 19.646 مليار دولار، حيث صدرت لكوريا في العام نفسه بقيمة 23.076 مليار دولار، فيما استوردت ما قيمته 3.430 مليارات دولار.