طه العاني - الخليج أونلاين-
تتجه دولة قطر إلى تعزيز علاقاتها مع السنغال وعموم دول غرب أفريقيا، بوصفها منطقة اقتصادية واعدة تكتنز الكثير من الفرص الاستثمارية.
ويقود صندوق قطر للتنمية مشاريع تنموية متنوعة في مجالات التعليم والصحة والبنية التحتية مع العديد من الدول الأفريقية، حيث تأمل السنغال في جذب المزيد من الاستثمارات القطرية خلال الفترة القادمة.
مجلس أعمال مشترك
وفي تطور جديد بمسار العلاقات الاقتصادية بين الدوحة ودكار، بحثت غرفة قطر فرص التعاون مع وكالة الصادرات السنغالية، والتنسيق من أجل إنشاء مجلس أعمال مشترك.
وذلك خلال اجتماع محمد بن طوار الكواري، النائب الأول لرئيس مجلس إدارة غرفة قطر، مع زهراء ليان تيام ديوب مدير عام وكالة ترويج الصادرات في السنغال والوفد المرافق لها.
ونقلت وكالة الأنباء القطرية، مطلع فبراير 2023، عن النائب الأول لرئيس مجلس إدارة غرفة قطر، قوله: "إن أصحاب الأعمال القطريين مهتمون بالتعرف على الفرص التجارية المتاحة في جمهورية السنغال، وإن هناك اهتماماً للتعاون مع القطاع الخاص السنغالي في عدد من القطاعات الاقتصادية كالزراعة والصناعة والتعدين وغيرها".
وأشار الكواري إلى أن السنغال تعتبر وجهة استثمارية واعدة، حيث تطمح الغرفة للتعاون مع الجانب السنغالي لتطوير العلاقات التجارية بين القطاع الخاص في البلدين.
وكشف عن وجود تنسيق لتوقيع اتفاقية تعاون مشتركة بين غرفة قطر واتحاد الغرف السنغالية، وإنشاء مجلس أعمال مشترك لفتح المجال أمام المستثمرين في البلدين لبحث الشراكات التجارية فيما بينهم، ورفع مستوى التبادل التجاري بين البلدين.
فرص استثمارية
وتحظى السنغال بالعديد من الفرص الاستثمارية في مختلف المجالات وأهمها الفرص في مجال السياحة والصيد البحري والزراعة والتعدين والزراعة الصناعية والصناعة والخدمات وتكنولوجيات الإعلام والاتصالات والنقل والمواصلات.
وأشادت المسؤولة السنغالية بالعلاقات المتميزة التي تربط البلدين، والتي تشهد تطوراً ملحوظاً، لا سيما في ظل الاهتمام المتبادل لزيادة التعاون التجاري، والاستفادة من الإمكانات التي يملكها البلدان.
وأوضحت زهراء بأن زيارتها تأتي في إطار التعرف على عدد من القطاعات الاقتصادية في قطر، وعلى رأسها القطاع الزراعي والقطاعات المرتبطة به.
وأعربت عن أملها في أن تؤدي الزيارات المتبادلة لزيادة التعاون التجاري، والتعريف بالفرص الاستثمارية المتاحة في البلدين، مؤكدة أن قطر صارت وجهة استثمارية مهمة للسنغاليين، لما تشهده من نهضة وتطور على الأصعدة كافة.
تعميق العلاقات
بدوره يبين المحلل الاستراتيجي والخبير في الشؤون الإقليمية والدولية محمد عيد الشتلي، بأن مجلس الأعمال المشترك بين قطر والسنغال سيساهم في تعميق العلاقات الثنائية بين الدولة الخليجية ونظيرتها الأفريقية، كما سيعمل على توسيع دائرة المصالح القطرية في السنغال والعكس.
ويلفت الشتلي، في حديثه لـ"الخليج أونلاين"، إلى أن السنغال بلد يزخر بالعديد من الثروات الطبيعية، وهو بلد زراعي من الطراز الأول، ويعتبر من أوائل الدول في مجال التعدين، كما أنه سيفتح المجال لاستيراد العمالة الأهلية المتخصصة في الزراعة والصناعة.
ويؤكد أن الصادرات السنغالية إلى قطر ستزيد من التبادل التجاري بين البلدين؛ فالسنغال تعد دولة واعدة ولديها واحدة من الأسواق التجارية المنافسة في غرب أفريقيا، وقطر بلد ناهض ولديه العديد من المجالات الاستثمارية الناجحة في دول العالم.
ويشير المحلل الاستراتيجي إلى أن مستقبل التعاون الاقتصادي بين البلدين واعد جداً، حيث عقدت عدة لقاءات مشتركة بين غرفة تجارة وصناعة قطر والوكالة العامة للصادرات في السنغال مع السفير السنغالي في الدوحة، وأثمر ذلك إنشاء مجلس أعمال مشترك للبلدين.
ويلفت إلى أن قطر لديها استراتيجية ناجحة ومثمرة في التواجد ضمن الغرب الأفريقي، مشيراً إلى أن وجودها هناك نجح على جميع الأصعدة، دبلوماسياً واقتصادياً، مثل حل الأزمة بين السودان وتشاد، كما نجحت الدوحة في تخفيف الاحتقان في الصومال وحلت العديد من الأزمات، كوسيط ناجح موثوق، مثل أزمة إريتريا وجيبوتي والطوارق والتبو في ليبيا ودارفور والعديد من الملفات.
اتفاقيات واستثمارات
شهدت العلاقات السياسية بين البلدين تطورات كبيرة منذ عام 1975 حيث جرى تبادل التمثيل الدبلوماسي والزيارات الرفيعة، فضلاً عن تناغم المواقف السياسية في المحافل الدولية.
ومثلت زيارة أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني إلى السنغال، في ديسمبر 2017، نقطة تحول مهمة في تعزيز علاقات البلدين حيث قال الأمير إن بلاده ستطور شراكتها مع السنغال لتشمل جميع مجالات التعاون المشترك خاصة في الاستثمار والبنية التحتية والطاقة والرياضة، وأكد أنه سيسعى إلى تطوير هذه العلاقات التي وصفها بالتاريخية.
بدوره أكد الرئيس السنغالي آنذاك، ماكي سال، أهمية زيارة أمير قطر في تطوير العلاقات الثنائية، معرباً عن تطلعه لتشجيع الاستثمارات بين البلدين، لا سيما في مجالات الطاقة والاقتصاد والتجارة.
وترتبط قطر والسنغال بأكثر من 15 اتفاقية ومذكرة تفاهم موقعة بين الجانبين، في مجالات الاقتصاد والتجارة والاستثمار والطاقة والمال والسياحة والثقافة والتعليم والرياضة وغيرها.
أما المشاريع المتبادلة بين البلدين فهي تتمثل في بناء أكبر مجمع تعليمي في السنغال بتكلفة بلغت 15 مليون ريال قطري (4.1 ملايين دولار أمريكي)، إضافة إلى بناء مستشفى في منطقة يومبل القريبة من العاصمة بمبلغ 13 مليون ريال قطري (3.5 مليون دولار).
النقل والمواصلات
كما يعد التعاون في قطاع النقل والمواصلات أحد المجالات التي تحظى باهتمام البلدين، بهدف تطوير هذا القطاع الحيوي في السنغال.
إذ اجتمع وزير المواصلات القطري جاسم بن سيف السليطي، في 10 يناير 2023، مع أوليماتا سار، وزيرة الاقتصاد والتخطيط والتعاون في السنغال، حيث تم استعراض علاقات التعاون الثنائي بين البلدين في مجالات المواصلات والنقل، وبحثا سبل تعزيز الشراكة الاقتصادية في هذه المجالات ودفعها نحو آفاق أوسع.
وفي 20 يونيو الماضي استقبل الرئيس السنغالي ماكي سال، وزير المواصلات القطري جاسم السليطي، خلال زيارته العاصمة دكار لمناقشة علاقات التعاون الثنائي بين البلدين في مجالات النقل والمواصلات، واستعراض الخطط المستقبلية لتعزيزها.
ويؤكد السليطي أن العلاقات بين البلدين في مجالات النقل والمواصلات تسير نحو الارتقاء بها لمستويات متقدمة لا سيما في مجال الطيران المدني.
وأوضح أن قطر تقدم منحاً تدريبية للعاملين في مجال الطيران المدني في السنغال وذلك من خلال برنامج التعاون القطري – الأفريقي، الذي تنظمه الهيئة العامة للطيران المدني بالتنسيق والتعاون مع المفوضية الأفريقية للطيران المدني.
وأكد الوزير القطري أن السنغال من الدول التي تشهد اتساعاً في أسواقها وفي مستوى الخدمات التي تقدمها في مجال الطيران المدني، بما يبشر بمستقبل واعد لها.