وكالات-
وصل الرئيس الإماراتي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، إلى العاصمة الكورية الجنوبية سيئول، في زيارة رسمية تستغرق يومين، وذلك تزامناً مع عقد منتدى للأعمال بين البلدين.
وقالت وكالة الأنباء الإماراتية "وام": إن الزيارة تأتي "تلبية لدعوة يون سوك يول رئيس جمهورية كوريا".
وعقب وصوله، عقد بن زايد جلسة مباحثات مع يول تطرقت إلى "ما يجمع البلدين وشعبيهما من علاقات صداقة متينة وحرص متبادل على تعزيزها بجانب القيم المشتركة للشعبين في المحافظة على الثقافة والموروث والاعتزاز بالهوية الوطنية".
وحضر الرئيس الإماراتي مأدبة عشاء ومراسم ضيافة تراثية احتفاء بالزيارة، صاحبتها فقرات موسيقية وعروض تراثية عبرت عن ثراء الموروث الثقافي الكوري.
وأشاد بن زايد "بالاهتمام الذي يوليه الشعب الكوري الصديق للمحافظة على تراثه وثقافته الجديرة بالتقدير"، مؤكداً "دور الثقافات والفنون في بناء جسور التواصل والتقارب بين شعوب العالم؛ لكونها جزءاً أصيلاً من الإرث الإنساني الذي يجب المحافظة عليه كي تتوارثه الأجيال".
وكتب الرئيس الإماراتي، في وقت سابق، على صفحته قائلاً: "وصلت اليوم إلى سيئول، للقاء فخامة الرئيس يون سيوك يول"، مشيراً إلى أنه "سيبحث معه سبل تطوير الشراكة الاستراتيجية الخاصة بين الإمارات وكوريا".
وأضاف أنه سيبحث معه أيضاً، "تعزيز التعاون الاقتصادي بما يتماشى مع رؤانا المشتركة بشأن مستقبل التنمية واستدامتها في بلدينا"، مضيفاً: "العلاقات الإماراتية-الكورية نموذج متميز للعلاقات الإيجابية والبنّاءة، والإمارات حريصة على توسيع آفاقها بما يعود بالخير والنماء على البلدين والشعبين الصديقين".
منتدى للأعمال والاستثمار
وعلى هامش الزيارة، شهدت العاصمة الكورية انعقاد منتدى الأعمال والاستثمار الإماراتي - الكوري الذي اختتم أعماله اليوم، بحضور وفد اقتصادي إماراتي يتقدمه وزير الدولة للتجارة الخارجية ثاني بن أحمد الزيودي، وضم ممثلي الجهات الحكومية والخاصة والشركات الإماراتية العاملة في قطاعات متنوعة.
وهدف المنتدى إلى توسيع العلاقات التجارية بين البلدين في القطاعات ذات النمو المرتفع مثل الطاقة وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات والخدمات اللوجستية والتصنيع.
وخلال كلمته بالمنتدى ركز الزيودي على الآفاق الواعدة للعلاقات الإماراتية الكورية وإمكانيات الارتقاء بها إلى مستويات جديدة من النمو المشترك، مستشهداً بالرؤية المشتركة للبلدين للتجارة المفتوحة القائمة على القواعد والاستثمار الاستراتيجي والتطوير التكنولوجي.
وأضاف أن منتدى الأعمال والاستثمار الإماراتي الكوري يعد منصة مهمة للارتقاء بالعلاقات الثنائية واستكشاف الفرص لإبرام الشراكات والاتفاقيات بين مجتمعي الأعمال في الجانبين".
ودعا القطاع الخاص إلى الاستفادة الكاملة من أوجه التعاون الاقتصادي العديدة والتي تشمل البنية التحتية اللوجستية ذات المستوى العالمي والاتصال وسهولة ممارسة الأعمال والمناطق الحرة المتخصصة.
من جهته، قال وزير التجارة والصناعة والطاقة في كوريا إنكيو تشيونغ: "يوفر منتدى الأعمال والاستثمار الإماراتي الكوري منصة مهمة لقادة الأعمال من البلدين لتبادل الأفكار والخبرات والأهداف ويسمح للقطاع الخاص في الجانبين باكتشاف فرص جديدة للاستثمار والتعاون، وتوسيع وتعزيز التعاون الاقتصادي بين الدولتين.. وستواصل الحكومة الكورية دعم هذه المساعي والعمل على ضمان أن تؤدي العلاقات الثنائية إلى نتائج ملموسة على المدى الطويل في المستقبل".
وفي يناير 2023، أجرى الرئيس الكوري الجنوبي أول زيارة "دولة" للإمارات، واستغرقت عدة أيام، على رأس وفد اقتصادي كبير، التقى خلالها بن زايد، وبحثا فرص تنمية التعاون وتطويره إلى آفاق أوسع في مختلف المجالات، إضافة إلى عدد من القضايا الإقليمية والدولية محل الاهتمام المشترك.
ويرتبط البلدان بعلاقات قوية ومتنامية، وتعد الإمارات ثاني دولة مصدرة للنفط إلى كوريا الجنوبية، وثاني مستورد منها في منطقة الشرق الأوسط.
وتمثل السوق الإماراتية، منذ عام 2018، الوجهة الكبرى عالمياً لشركات البناء الكورية، وكذلك أكبر مستورد للسلع الكورية في الشرق الأوسط.