ترجمة وتحرير فتحي التريكي - الخليج الجديد-
تتجه المملكة العربية السعودية وباكستان نحو إعادة ترتيب العلاقات بينهما والتي تعرضت لانتكاسة كبيرة في وقت سابق من هذا العام، عندما رفضت إسلام آباد الانضمام إلى الحرب السعودية في اليمن.
قام رئيس أركان الجيش الباكستاني الجنرال «رحيل شريف» بزيارة السعودية الأسبوع الماضي حيث أجرى محادثات مع الملك «سلمان»، وولي العهد الأمير «محمد بن نايف»، ووزير الدفاع الأمير «محمد بن سلمان». كما شهد أيضا اختتام التدريبات العسكرية السعودية الباكستانية المشتركة. وأشادت وسائل الإعلام السعودية بالزيارة واصفة إياها بأنها تضع نهاية لفترة باردة إلى حد ما والتي تلت التصويت بالإجماع في البرلمان الباكستاني في أبريل/نيسان الماضي برفض إرسال أي قوات للانضمام إلى قوات التحالف التي تقودها المملكة العربية السعودية في اليمن.
وقد أعقب التصويت موجة من الافتتاحيات في الصحف الباكستانية وجهت انتقادات شديدة للمملكة. كان هذا النقد أمرا غير معتادا بالمرة نظرا للتاريخ الطويل من العلاقات الوثيقة بين الدولتين. نشرت باكستان الآلاف من جنودها في المملكة العربية السعودية خلال فترة الثمانينيات لردع أي عدوان من قبل إيران ضد المملكة. ومن الجانب الآخر فقد ساعدت الأموال السعودية في تمويل البرنامج النووي الباكستاني. هناك أيضا 1.5 مليون من العمال الباكستانيين في المملكة العربية السعودية.
وسوف تساعد زيارة رئيس الأركان في رأب الصدع القائم بين البلدين حول اليمن. ولكن الشكوك حول موثوقية باكستان تستمر في الخليج. وقد أصحبت وعودها المتكررة بالدفاع عن المملكة العربية السعودية وبخاصة المدينتين المقدستين، مكة المكرمة والمدينة المنورة، موضعا لعلامات الاستفهام من قبل العائلات الخليجية الحاكمة، وخاصة في أبوظبي.
من جانبهم، فإن كبار الساسة الباكستانيين أيضا لديهم شكوك بخصوص استقرار عملية الخلافة في المملكة العربية السعودية. إنهم يراقبون بعناية نجل الملك الأمير «محمد بن سلمان»، والذي يشغل حاليا منصب نائب ولي العهد، وكذلك وزير الدفاع، والذي يمتلك طموحا لا حدود له. وقد قام الملك بالفعل بالإطاحة بوقت سابق هذا العام بولي عهده وأخيه الأمير «مقرن بن عبد العزيز» دون تقديم تفسيرات مقنعة لذلك. كثير من الباكستانيين هم أيضا غير راضين عن الاستجابة السعودية مع حادثة التدافع المأساوي في موسم الحج هذا العام. حيث سقط عشرات الباكستانيين ضمن القتلى.
ونظرا لموقفها المحايد من الصراع في اليمن، فإنه بإمكان باكستان أن تعلب دورا حاسما في أي اتفاق سلام هناك من خلال توفير نواة لقوة حفظ السلام للإشراف على وقف إطلاق النار. باكستان لديها تاريخ طويل في تقديم قوات ممتازة لبعثات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة. كما أن لديها باع أيضا في إدارة التوترات الطائفية بين السنة والشيعة والتي ستكون حاسمة في أي عملية سلام في اليمن. وبشكل عام، فإن رئيس الوزراء الباكستاني «نواز شريف» سوف يزور واشنطن في وقت لاحق هذا الشهر وينبغي أن يتم تشجيعه على الانكفاء إلى الأمام من أجل إنهاء الحرب التي كانت إسلام أباد حكيمة بابتعادها عنها.