رأي الشرق القطرية-

لم يكد العالم يستوعب تداعيات هجمات باريس الارهابية حتى جاء احتجاز الرهائن المدنيين الأبرياء في أحد فنادق مالي أمس، في تطور دراماتيكي للأحداث تسترعي الانتباه والأسى، مما يؤكد حاجة الإنسانية الماسة والعاجلة إلى تدارس مشكلة الإرهاب بصورة أشمل وأعمق من ردات الفعل الآنية، والتي لا شك تتسم بكثير من الانفعال والحماسة. الإرهاب مشكلة عالمية تصنعه الأنظمة كما يصنعه الأفراد، لذا فالحاجة ماسة إلى وقفة متأنية تغوص في الأسباب الحقيقية التي دفعت الشباب، القوة الحقيقية للبناء والتنمية، ان يسلك مثل هذه المسالك التي لا يدعو إليها دين صحيح أو عقل سليم؛ إذ أن الدافع إلى ذلك حالة الاضطهاد والظلم التي يستشعرها في عالمنا المعاصر وغياب الحرية وأي أمل في التغيير السلمي. لقد دعت قطر دائما إلى تحديد مفهوم للإرهاب سواء من الأنظمة أو الأفراد، كما طالبت في الوقت نفسه بفتح أفق التغيير السلمي والديمقراطي أمام الشباب العربي والمسلم لاستيعابه من أفكار هدامة قد تقود إلى مسالك لا يحمد عقباها، وقد أثبتت الوقائع اليومية صحة ذلك.هجوم مالي لم يكن الأول في سلسلة الأعمال الإرهابية المدانة بكافة الشرائع والقوانين والمواثيق الأخلاقية، ولكنه لن يكون الأخير، لذا فالحاجة ماسة إلى تأطير أسس ديمقراطية في عالمنا تنحي الطغاة والمستبدين وتؤسس لحياة حرة كريمة.