ترجمة: سامر إسماعيل- شؤون خليجية-
اعتبر الكاتب "حماد سارفراز" في مقال نشره بصحيفة "ذا إكسبرس تريبيون" الباكستانية، أن إعلان السعودية تشكيل تحالف إسلامي عسكري، محاولة منها لاستعادة دورها المركزي في العالم الإسلامي، الذي تخسره لصالح إيران وتركيا.
وأشار إلى أن السعودية يبدو أنها فاجأت باكستان مجددًا، وذلك في ظهور إعلامي نادر لولي ولي العهد وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان أحد أكثر الرجال نفوذا بالمملكة، الذي أعلن عن تشكيل تحالف عسكري يضم 34 دولة، من بينها باكستان ضد الإرهاب.
وتحدث عن أن موقف باكستان تغير في 3 أيام، حيث التزمت الصمت في اليوم الأول، ثم أكد وزير الخارجية الباكستاني في اليوم الثاني على أن بلاده لم تستشر قبل إعلان انضمامها للتحالف، وفي اليوم الثالث أعلنت وزارة الخارجية ترحيبها بالتحالف وأنها جزء فيه.
ووصف الكاتب طريقة تشكيل وإعلان السعودية للتحالف بأنها أشبه بطريقة الهواة غير المقنعة، في ظل عدم وجود ممثلين عن الدول المشاركة فيه وقت إعلانه من قبل ولي ولي العهد السعودي.
وأشار إلى أن إعلان تشكيل التحالف صدر على لسان ولي ولي العهد، وليس على لسان الملك ولا على لسان ولي العهد، كما لم يتواجد أي ممثل عن الدول المشاركة ولا حتى السفراء، وسط اعتقاد بأن ظهور أعلام الدول في الخلفية سيكون كافيًا.
وأضاف أن الإعلان فشل في توضيح أي من أهداف التحالف، ولم يجب عن تساؤلات عما إذا كان هذا التحالف ضد "داعش"، ومن هم الإرهابيون الذين سيستهدفهم وطريقة عمله، مشيرًا إلى أن الشيء الوحيد الملموس في الإعلان هو أن السعودية تقيم مركز تنسيق مشترك في الرياض.
وتحدث عن أن معظم السعوديين يرون أن هذا التحالف محاولة من قبل المملكة لاستعادة دورها المركزي في العالم الإسلامي، حيث يتآكل النفوذ السعودي بشكل سريع على يد إيران وتركيا.
وأكد على أن إعلان تشكيل تحالفات عسكرية بدون تأمين الحصول على الدعم الكامل من الدول الأعضاء، يجعل السعودية تبدو ضعيفة.
وذكر أن باكستان تدعم المملكة في الحرب ضد الإرهاب، لكن هذا لا يعني دخولها في تحالف عسكري، خاصة وأن هذا التحالف يستثني إيران والعراق وسوريا، مضيفًا أن إدخال باكستان في التحالف من شأنه أن يثير المخاوف لدى طهران وموسكو.
واعتبر أن ما حدث من ارتباك فور إعلان مشاركة بعض الدول دون علمها في التحالف، سواء بشكل علني أو سري، جعل المملكة تبدو وكأنها تلعب في دوري للهواة.
وحذر من أن هذا لن ينظر إليه بشكل جيد من قبل الأعضاء المخضرمين داخل الأسرة الحاكمة، الذين قد ينظرون إليه على أنه يضر بصورة المملكة وأهميتها، ومع تصاعد أصوات السخط داخل المملكة ضد السلطات غير المسبوقة التي يتمتع بها الأمير محمد بن سلمان في ظل حكم والده، فإن إظهار عدم خبرته على الجبهة الدبلوماسية من المرجح أن يفاقم الخلافات.