عبدالله فراج الشريف- البلاد السعودية-
في بلادنا لم نتعود على ضرائب او رسوم قد تؤثر على دخولنا تأثيراً كبير، وكذلك لم نعتد أن يكون أثمان الخدمات العامة في كهرباء ومياه ومجاري ونحوها مرتفعة أبداً و‘إحساسنا بهذا ان حكومتنا الرشيدة تراعي اصحاب الدخول المحدودة منا كالموظفين ومن قدر عليه رزقه، فكثير منا يعيش في ظروف توفر له العيش الكريم، ولكن إن زادت عليه النفقات قد يتأثر بهذه الزيادة سلبياً، وطبعاً هذا لا يدركه الا من كان دخله له قدر محدود، وقد وزعه على حاجياته الضرورية وبعض الكمالية وكل زيادة على ذلك تحرجه، وهذا أمر لا يدركه من وسع الله عليه رزقه من اخواننا وقد لا يشعر به فيرى في اعتراضات جمهور عريض منا على ارتفاع فواتير المياه أمراً غير مقبول واننا نتكلم على الهواتف الجوالة بأكثر من هذا وهو يتصور الاسرة التي لها القدرة التي تشتري لكل فرد منها تليفونا جوالاً، ولكن الكثيرين منا ليسوا كذلك واضافة مبالغ اخرى على وزعوا دخلهم عليه قد يؤذيهم، وقد أمضينا سنوات طويلة والماء لا ثمن له فاذا اصبح له ثمن فلا يجب ان يكون منذ البداية مبلغاً كبيراً، بل ان تتدرج به ونفسه بدخول الناس وقد كانت فواتير المال في البداية لم يشتك منها فما بالها اليوم تستثيرهم على هذه الصورة وطبعا مع كل هذا فعلينا ان تكون لنا خطة وطنية لتوعية الناس للاستخدام الواعي للمياه فالكل يعلم اننا دولة فقيرة مائياً، ومصادر المياه الطبيعية في بلادنا قليلة جداً، وتحلية مياه البحر مكلفة جداً ونحن نحتاج المال لاستكمال نهضة بلادنا فيجب ان يعلم مواطنونا ان الماء في زماننا هذا يجب الا يسرف فيه، لهذا توقعاً لمثل هذه الحالة أمرنا رسول الله – صلى الله عليه وسلم الا نسرف في الماء فقد مرّ رسول الله صلى الله عليه وسلم بسعد وهو يتوضأ فقال: ما هذا السرف في الماء فقال سعد: أفي الوضوء إسراف، قال: نعم وان كنت على نهر جار وسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: (كان يغسله كما ورد الصاع من الماء من الجنابة ويوضئه المد) وهما مقداران من الماء لا يتصور اهل عصرنا هذا انه يمكنهما ان يفعلا بهما ما فعله سيدي الحبيب رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى من له حديقة في منزله ان يشتري ماءً غير حلو لسقيها، ويترك الماء الحلو لشرب عباد الله، واذا كان له خزان آخر فليملؤه من الماء غير الصالح للشرب لإرواء حديقته وغسل سياراته ويغسل البلاط في ممرات حديقته وبهذا نستطيع ان نوفر الماء ونستخدمه في استخداماته الاساسية ونأمن من ضياع كثير من الماء، كذلك قبل ان نرفع فواتير المياه، او نطالب المواطنين باصلاح التسريب في بيوتهم ان نصلح تمديد مواسير المياه في احيائنا والتي تنفجر منها احداها بين الحين والاخر وتهدد المياه في شوارعنا رغم ان الماء في ديارنا شحيح جداً، ولنتعاون جميعاً على حفظ الماء، وعدم اهداره فيما لا يستخدم فيه الاستخدام الامثل، واود ان اهمس في اذن معالي وزير المياه، لا تستهن بمواطنيك فإنما هم إنما يرجون في دولتهم ان ترعى أحوالهم، وهم يعلمون ان قادة وطنهم أحرص على مصالحهم، وما يؤدي الى ان يكون عيشهم عيشاً كريماً ، وعلينا دوماً ان نلاحظ ان الوطن يستحق منا اكثر بكثير مما نتصور ان فعلناه من أجله، وفق الله الجميع لخدمة وطنهم ومواطنهم.