اقتصاد » مياه وطاقة

اليوم ليس لدينا نفط

في 2016/04/25

عبده خال- عكاظ السعودية-

اليوم تقف بلادنا وقفة صحيحة، فبعد عقود من الزمان وهي تدرع عن نفسها تأزمات المستقبل بواسطة النفط، وكلما سمعنا خبرا عن نضوب هذه الطاقة ارتعدنا هلعا من أن نقف في العراء من غير أسمال نلملم فيها عوزنا.

ومنذ إعلان الصندوق السيادي للبلد والكتاب يقفون في محطة الاستفسار الكل يصيغ التوقعات التي يمكن أن تسير عليها الدولة بعيدا عن النفط.

وتنوع مصادر الدخل المتوقع أرساء لبناته اليوم تجعل الأبواب مفتوحة لكل ما من شأنه إدخالنا في مسار جديد.

وكما تكون خيارات شق الطرق المستحدثة كانت هناك ورش ودراسات واقتراحات وبدائل وتأسيس إستراتيجيات والانتقال من أحوال ظلت لفترات زمنية طويلة إلى تطلعات وأفكار جديدة ربما تجد هزة اجتماعية لم تألف مغامرة شق طرق المستقبل بعيدا عن النفط لكن هذا لن يمنع البلد تحديد اللحظة الزمنية التي يجب فيها مغادرة المعلوف إلى خوض غمار المغامرة المحسوبة.

وقد سبق وأن كتبت قبل أيام بحثا عن إجابة سؤال مربك:

ماذا بعد النفط؟

إذ تحول تحذير دراسات وكالة الطاقة العالمية إلى أن الإنتاج النفطي العالمي يبلغ ذروته ما بين أعوام 2010 و2020، ثم يبدأ بعد ذلك العد التنازلي والهبوط غير القابل للتراجع، دخل هذا التحذير إلى حيز التفكير الجاد للوصول إلى كيفية توفير البدائل مع المحافظة على الاحتياطات من أجل الأجيال القادمة.. وهروبا من حالات التهويل والتهوين حول مستقبل النفط التي أوصلت البعض إلى القول بأن المملكة تتجه نحو الإفلاس في حال استمرار التدهور الحالي لأسعار النفط.

وفي الحالتين بدأت السعودية في اتخاذ تدابيرها بإعلان عن إنشاء الصندوق الاستثماري العام الذي سيتحكم في نهاية المطاف بأكثر من تريليوني دولار، ليساعد في إبقاء المملكة بعيدا عن هيمنة النفط على اقتصادها.

وكان لقاء الأمير محمد بن سلمان مع وكالة بلومبيرغ كاشفا عن رؤيته لذلك الصندوق بـ«إن الاكتتاب في أرامكو وتحويل أسهمها إلى صندوق الاستثمار العام سيجعل الاستثمارات، من ناحية فنية، مصدر عائدات الحكومة السعودية، وليس النفط». وأن «ما بقي الآن هو تنويع الاستثمارات. ولذلك في غضون 20 عاما سنكون اقتصادا أو دولة لا تعتمد بشكل رئيسي على النفط».

كان هذا الملمح هو الخط العريض للتوجه القادم إلا أن خبايا التوجه تحمل في طياتها نظرة جديدة تقود البلد إلى التفكير خارج الصندوق.

ومن المتوقع أن يكون إعلان اليوم ليس مقتصرا على وضع الرؤية وتعديد المجالات التي سنسلكها، وإنما وضع الآليات وتمهيد كل المعوقات السابقة من أجل تنفيذ الأهداف المرسومة.

نحن الكتاب سبقنا الإعلان بالتوقعات المحتملة والمؤملة والمتخوفة