أرقام مرعبة وإسراف في الطاقة، تم الكشف عنه بالتزامن مع حملة "#تقدر" بالمملكة العربية السعودية، التي تهدف إلى توعية الجمهور بالسلوكيات والخطوات الكفيلة بترشيد استهلاك أجهزة التكييف للطاقة، ومن ثم تخفيض فاتورة الكهرباء، لا سيما في ظل تنامي استهلاك هذه الأجهزة للطاقة الكهربائية.
تُبيّن المؤشرات أن استهلاك المملكة من الطاقة الأولية يزيد على 4 ملايين برميل نفط مكافئ يومياً لتلبية الطلب المحلي، وهو ما يعد من أعلى المستويات الاستهلاكية في العالم.
وتؤكد الإحصائيات الرسمية أن أجهزة التكييف، بمختلف أنواعها، تستهلك نحو نصف الطاقة الكهربائية المنتجة في المملكة، بحسب وكالة الأنباء السعودية الرسمية.
حيث ازداد استهلاك الكهرباء للفرد بمقدار 30% خلال الأعوام الثمانية الماضية، وشكّل قرابة 30 مليون مكيف سبباً رئيسياً لهذا الارتفاع.
حملة "#تقدر" التي انطلقت منذ أكثر من أسبوعين، وتستمر أربعة أسابيع، وينظمها المركز السعودي لكفاءة الطاقة، طالبت باتخاذ العديد من التدابير لتوفير استهلاك أجهزة التكييف من الطاقة الكهربائية، ومن ذلك الاهتمام بالعزل الحراري في المبنى؛ لكونه يسهم في تخفيض الطاقة الكهربائية المستهلكة في أجهزة التكييف بمعدلات كبيرة تراوح بين 30 - 40% إذا طبق على أساس علمي وتقني سليم.
ويعمل العزل على الحد من تسرب الحرارة من خلال الجدران والأسقف والنوافذ التي تمثل نحو 50% من الحمل الحراري للمبنى المراد إزاحته بأجهزة التكييف؛ وهو ما يؤدي إلى تقليل فترات تشغيل الضاغط "الكمبروسر" بالمكيف.
وبحسب الحملة، فإن الدراسات تؤكد أن نسبة 70% من الطاقة الكهربائية المستهلكة في المباني تذهب للتبريد، أي إن معظم هذه الطاقة تذهب للتخلص من الحرارة المكتسبة في المنزل من الجدران والأسقف عن طريق أجهزة التكييف.
كما طالبت الحملة باختيار سعة وقدرة أجهزة التكييف بحسب حجم ودرجة حرارة الهواء بالحيز المطلوب تبريده، ومن ثم تخفيض قيمة فاتورة الكهرباء من جراء الاستخدام لها.
#تقدر.. وأساليب للتوفير
ترتكز الحملة على نشر رسائلها من خلال وسائط إعلامية مختلفة، تشمل الصحف الورقية والإلكترونية، ولوحات الطرق، وأبرز القنوات الإذاعية، وباستخدام شبكات التواصل الاجتماعي، والمواقع الشهيرة على شبكة الإنترنت، للوصول إلى أكبر شريحة ممكنة من المستهلكين بالمملكة.
وتستخدم الحملة عبر وسم "#تقدر"، رسائل أساسية تعتمد في صياغتها على الوضوح والبساطة؛ لشرح سلوكيات وخطوات تكفل تخفيض استهلاك المكيفات للطاقة الكهربائية، فضلاً عن إسهامها في إطالة عمر المكيف وتحسين كفاءته.
وتلفت الحملة الانتباه إلى: "تنظيف الفلتر الداخلي كل أسبوعين، تثبيت درجة الحرارة على 24 درجة، إغلاق الأبواب والنوافذ أثناء تشغيل المكيفات، إغلاق المكيف حال الخروج من الغرفة"، بالإضافة إلى أنه يجب على المستهلك شراء أجهزة تكييف عالية الكفاءة من ناحية استهلاك الطاقة، باختيار المكيف ذي النجوم الأكثر في بطاقة كفاءة الطاقة، واختيار الجهاز بسعة تكييف مناسبة لكل غرفة في المنزل، كما أنه يفضل استعمال المكيفات ذات الوحدات المنفصلة (الاسبليت) بحيث إنها تعد الأكثر كفاءة مقارنة بمكيف (الشباك).
ومنذ العام 2012، بدأ البرنامج السعودي لكفاءة الطاقة، بمشاركة الجهات المعنية، بمراجعة المواصفة السعودية رقم (2663)، واقتراح تعديل الحدود الدنيا لكفاءة الطاقة، حيث قامت الهيئة السعودية للمواصفات والمقاييس والجودة، بالتعاون مع المركز السعودي لكفاءة الطاقة، بتغيير معايير المواصفات القياسية لأجهزة التكييف؛ لتتواكب مع المعايير والمواصفات المعمول بها في كثير من دول العالم، ومع متطلبات المملكة لتخفيض استهلاك الطاقة المحلي.
ووفقاً للمواصفات القياسية الجديدة لأجهزة التكييف، فإن الحد الأدنى لكفاءة الطاقة لأجهزة التكييف يبدأ في مكيفات الشباك من ثلاث نجمات للسعات أكبر من 24.000 وحدة حرارية، وخمس نجمات للسعات الأقل من ذلك، في حين تبدأ في مكيفات الأسبليت من سبع نجمات؛ وذلك بهدف توفير استهلاك أجهزة التكييف للكهرباء.
الخليج اونلاين-