اقتصاد » مياه وطاقة

هل تكشف السعودية عن أدقّ أسرارها؟

في 2016/11/18

هل قرّرت السعودية رفع الغطاء عن واحدة من أدقّ الأسرار في عالم صناعة الطاقة العالمية، أي الرقم الحقيقي لاحتياطيات النفط الموجودة داخل صحراء المملكة؟.
سؤال أجاب عنه وزير الطاقة السعودي خالد الفالح، في مُقابلة مع صحيفة «فايننشال تايمز» البريطانية، أمس الأول، إذ أكد أن عملية الطرح الأولى لشركة «أرامكو» السعودية، البالغة قيمتها تريليوني دولار أميركي، «ستكون أكثر عملية شفّافة عرفها العالم»، مشيراً إلى أن «الشركة ستسمح لطرف ثالث مُستقلّ بمراجعة جميع المعلومات المُتعلّقة بالشركة».
وقال: «سيتمّ اعتماد كل البيانات التي ستُعلنها الشركة من قبل طرف ثالث مستقلّ، بما في ذلك البيانات المالية والتكاليف والاحتياطيات ومؤشرات الربحية».
وأوضحت الصحيفة أن المسؤولين السعوديين حرصوا، منذ تأميم شركة «أرامكو»، وإنهاء علاقة الولايات المتحدة بالشركة في الثمانينيات، على التأكيد أن احتياطيات النفط في المملكة، تُقدّر بحوالي 260 مليار برميل، من دون الإفصاح عن التغييرات التي طرأت على هذا الرقم مع تعاقب السنين، مشيرةً إلى أن المُديرين التنفيذين لشركات الطاقة الدولية والمُستثمرين الدوليين ظلّوا غير قادرين على معرفة النسب التقديرية لإنتاجية كل حقل من حقول البترول في المملكة، وكميات الاحتياطي النفطي الموجودة في كل منها.
وقال الفالح: «سنسمح لبعض المُراجعين المُستقلّين بمراجعة التقارير الحكومية المُتعلّقة بحقول النفط، ومعدل إنتاج كل منها، والاحتياطيات الموجودة في كل منها، للتأكد من هذه المعلومات».
تصريحات الفالح قد تُنهي الجدل الذي أُثير منذ إعلان السعودية عن رغبتها في طرح «أرامكو» للاكتتاب العالمي، حول ما إذا كانت المملكة ستكشف عن حقيقة احتياطياتها.
واعتبرت الصحيفة أنه إذا تبيّنت صحة الأرقام الرسمية، التي كانت تُعلن عنها الحكومة السعودية عن حقيقة احتياطاتها النفطية، فإن هذا سيكون اكتشافاً مُثيراً للغاية، لأنه إما يعني أن المملكة تمكّنت خلال السنوات الماضية من اكتشاف المزيد من حقول النفط التي ساهمت في تعويض الانخفاض الذي طرأ في مخزوناتها النفطية خلال تعاقب السنين، أو أنها تُظهر أن حقولها الحالية قادرة على إنتاج كميات أكبر من تلك المُقدّرة سابقاً.
وكانت المملكة قد أعلنت سابقاً أن احتياطيات النفط لديها تكفيها لحوالي 70 سنة مُقبلة، وهو الرقم الذي ينتظر العالم أن يتمكّن طرف مُستقلّ ثالث من تأكيد صحته أو نفيه.
وأضاف الفالح أن الجميع ينظر إلى شركة مثل «جنرال إلكتريك» كشركة ضخمة مُتعدّدة الأنشطة، ويُمكن لـ «أرامكو» أن تُصبح أضعاف شركة «جنرال إلكتريك» إذا استهدفت ذلك.
ومع توجّه الشركة نحو الطاقة المُتجدّدة، رأى الفالح أن «أرامكو» ستكون في المستقبل «اللاعب الأكبر في مجال الغاز الطبيعي المُسال حول العالم»، مُضيفاً أن الطرح سيوجّه الشركة نحو قطاعات أخرى كالالكترونيات والانترنت.
وأكد أن الرياض تضع اللمسات الأخيرة على مناقصة لرفع كمية الطاقة المُتجدّدة المُستخدمة محلياً.
ويأمل الفالح أن تتحوّل السعودية إلى الاعتماد على مزيج من مصادر الطاقة المتجدّدة والنووية في مجال الكهرباء بنسبة 30 في المئة، في ظلّ غياب أي خطط حالية لبناء محطة نووية.
وقال «نحن في طور وضع توربين رياح ضخم، على أن نُطلق أول مشروع لطاقة الرياح بعد اختباره».

فايننشال تايمز-