تحدثت في مقالٍ سابق عن اعتراف شركة أرامكو السعودية بتورُّط أحد موظفيها في تسلم رشوة مالية (بالملايين) من شركة (إمبراير) البرازيلية لإتمام شراء صفقة طائرات منها، ولأن بيان شركة أرامكو كان مقتضباً وخالياً من أهم النقاط المفترض ذكرها، ومنها اسم الشركة المستفيدة من شراء الطائرات المعنية. ولأن أرامكو السعودية لا تشتري عادة إلا معدات وتجهيزات ومركبات وآليات أمريكية الصنع منذ أن كنّا طلاباً في جامعة البترول والمعادن في السبعينيات الميلادية، فقد افترضت أنا شخصيا أن هذه الطائرات هي جزء من صفقة الخطوط السعودية التي تمت قبل ربع قرن أو أكثر.
لكن زميلاً كريماً بالإضافة إلى أحد (المعلقين) على المقال أحاطني علماً بأن هذه الطائرات تعود إلى شركة أرامكو السعودية نفسها، لذا أعتذر بشدة لناقلنا الوطني أولاً! وأزيد على قلقي قلقاً مضاعفاً، فما عهدنا من أرامكو إلاّ دقة في الالتزام بتراثها وتاريخها ومكانتها. شراء طائرة بعشرات الملايين من الدولارات ليس كشراء سيارة ببضعة آلاف من الدولارات! كيف تمر هذه الصفقة الكبيرة على إدارة الشركة، وعلى مجلسها الموقر، وعلى الوزير المسؤول دون إثارة استغراب أو رفع بطاقة استفهام! هي أولاً طائرات دون مستوى الطائرات أحادية الممر من طرازي بوينج 737 أو إيرباص 320.
ولإن كان انخفاض سعرها هو السبب، فهناك أمر عجب! لماذا تلجأ أرامكو السعودية إلى (شراء) أي طائرة في حين في مقدورها استئجارها لمدة طويلة كما تفعل معظم الناقلات الجوية حول العالم، ومنها ناقلنا الوطني! هل هي وفرة الموارد المالية؟ إن كان كذلك، فلما لا يتم شراء طائرات أفضل من هذه التي لا تكاد تراها في أسطول أي ناقلة محترمة إلاّ ما ندر!
مطلوب ممارسة مزيد من الشفافية! مثلا لا نعلم حتى الساعة ماذا جرى في مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي؟ ما سر هذه المياه الهادرة؟ كيف يتم تجهيز مبنى فاخر وتأثيثه والاستعداد لافتتاحه، ولم يتم بعد اختبار تسرب الماء من أسقفه؟.
بصراحة أرامكو السعودية تتراجع في سلم الصورة الذهنية الإيجابية والانطباع الفائق! ما سر ذلك؟ وكيف يمكن تفادي ذلك؟ خاصة وأنها على أبواب دخولها عهد خصخصة عما قريب.
سالم بن أحمد سحاب- المدينة السعودية-