وول ستريت جورنال- ترجمة وتحرير شادي خليفة -
أعلنت شركة قطر للبترول، أكبر منتج للغاز الطبيعي المسال في العالم، يوم الثلاثاء، أنّها تخطط لزيادة إنتاج الغاز الطبيعي بنسبة 30% خلال الأعوام السبعة المقبلة، في الوقت الذي تواجه فيه الإمارة الصغيرة أزمةً دبلوماسية مع دول الخليج العربي.
وقال الرئيس التنفيذي لشركة قطر، «سعد الكعبي»، في مؤتمرٍ صحفي عقده في الدوحة يوم الثلاثاء، أنّ قطر للبترول ستضاعف حجم مشروعٍ كبيرٍ لديها في حقلٍ ضخم من الغاز في الخليج العربي مشترك مع إيران. وقال أنّ هذا التوسع سيصل بإجمالي إنتاج قطر من الغاز الطبيعي المسال إلى 100 مليون طن سنويًا، أي ما يعادل حوالي 6 ملايين برميل من النفط، من مستواه الحالي البالغ 77 مليون طن.
وكان رد دولة قطر قد أُعلن في اليوم نفسه على قائمة مطالب دول الحصار، السعودية والإمارات والبحرين ومصر، التي كانت تنتظر أن تستجيب قطر للمطالب. وكانت هذه الدول قد قطعت العلاقات الدبلوماسية مع قطر وفرضت حظرًا على النقل ضدها واتهمت حلفاءها السابقين في الدوحة بدعم الجماعات المتطرفة والتدخل في شؤونها الداخلية.
وقد نفت قطر هذه الادعاءات.
وكان اقتصاد قطر مرنًا حتى الآن، لكنّه قد يعاني بشدة إذا ما استمر حظر النقل وفُرضت عقوباتٍ اقتصادية أخرى. وعلى الرغم من الحصار، لم تتأثر شحنات الغاز في قطر، وقد وجدت وسائل للحصول على واردات الغذاء والدواء.
وقال «روبن ميلز»، الرئيس التنفيذي لشركة موون إنرجي، وهي شركة استشارية في دبي، أنّ الإعلان حول الغاز الطبيعي المسال يساعد على «التأكيد على أهمية قطر بالنسبة للطاقة العالمية، وأنّ الأعمال تسير كالمعتاد».
ولا تعد الدول العربية التي تستهدف قطر في الخلاف الدبلوماسي من كبار منتجي الغاز. وتأتي خطوة قطر بعد يومٍ واحدٍ من إعلان إيران، المنافس الإقليمي للسعودية، عزمها زيادة إنتاجها من أكبر حقلٍ للغاز في العالم، والذي تتشاطره مع قطر.
وذكرت شركة توتال العملاقة الفرنسية، يوم الاثنين، أنّها ستستثمر مليار دولار في شراكة لإنتاج المزيد من الغاز من الحقل الذي تسميه إيران جنوب بارس، وتدعوه قطر بحقل الشمال.
وتشكل عمليات إنتاج حقل الشمال تقريبًا جميع إنتاج قطر من الغاز، ونحو 60% من عائدات صادراتها.
وأعلنت قطر عام 2005 وقفًا اختياريًا لأعمال التطوير في حقل الشمال، الذي تتشاركه مع إيران، لإعطاء وقت للدوحة لدراسة الارتفاع السريع في الإنتاج على المخزون. في حين تواجه قطر ضغوطًا من المنافسين الدوليين الذين يزيدون إنتاج الغاز الطبيعي المسال.
وتطور روسيا قدراتها في الغاز الطبيعي المسال، وبدأت الولايات المتحدة تصدير الغاز، وجعلت الشركات الكبرى، مثل رويال داتش شل، الغاز أولويةً استراتيجية.
وقال «فرانك هاريس»، رئيس استشارات الغاز الطبيعي المسال في شركة «وود ماكنزي» في مجال الطاقة، أنّه إن كانت قطر ستتابع خططها لزيادة الإنتاج، فإنّها سترسل المزيد من الغاز الطبيعي المسال إلى السوق العالمية، في وقتٍ يزداد فيه العرض.
وقال السيد «هاريس»: «أيًا كانت الطريقة التي تنظر بها إلى الأمر، يعني ذلك انخفاضًا في أسعار الغاز الطبيعي المسال، وهذا ليس جيدًا بالنسبة لهم».
وأضاف: «يبدو أنّ المقصود بهذا الإعلان إرسال رسائل في المنطقة، وليس إلى السوق العالمية للغاز الطبيعي المسال».