اقتصاد » مياه وطاقة

السعودية تكافح لزيادة إنتاج النفط "إرضاءً لترامب"

في 2018/07/23

الإندبندنت البريطانية- ترجمة منال حميد-

قالت صحيفة "الإندبندنت" البريطانية إن السعودية التي جاهدت من أجل زيادة ضخ النفط للأسواق العالمية "إرضاءً" للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، اكتشفت أن الأسواق النفطية ليست بحاجة لزيادتها الجديدة، بحسب خبراء.

وكان حجم صادرات النفط السعودية قد ارتفع إلى أعلى مستوى له منذ ثلاث سنوات خلال الشهر الماضي، بعد أن طالب ترامب الرياض بضخ كميات إضافية من من أجل المساهمة في خفض أسعار النفط، وملء الفراغ الذي قد يحدثه غياب إيران عن الأسواق بفعل العقوبات الأمريكية.

وتضيف الصحيفة: "لقد كافح السعوديون من أجل الوصول إلى هذا المستوى من الإنتاج، وهم يشعرون الآن بالقلق لأنهم ربما يكونون قد فتحوا على أنفسهم باباً كبيراً؛ لكون هذه المساهمة السعودية كلفت أسواق النفط الكثير، وزادت الضغط على الرياض من أجل تحقيق هذه الزيادة".

تقول مارتين راتس، الخبيرة في استراتيجيات النفط في مورغان ستانلي: "إن السعودية وعدد من أعضاء منظمة البلدان المصدرة للنفط أوبك، زادت من إنتاجها حتى قبل فرض العقوبات على إيران، وهذا أدى إلى الضغط على الأسعار".

ويمكن اعتبار البيان الذي صدر من وزارة الطاقة السعودية، وهو أمر نادر، دليلاً على عدم ارتياح السعودية للزيادة الجديدة في حجم الإنتاج، حيث أكد البيان أن حجم النفط السعودي اليومي سيكون ثابتاً هذا الشهر وفي أغسطس وحتى الخريف.

وكانت المملكة قد وعدت في أواخر يونيو الماضي، بزيادة الإنتاج بنحو مليون برميل يومياً لتعويض الاضطرابات في فنزويلا وليبيا، بالإضافة إلى خسارة النفط الإيراني، في حال سرت العقوبات على طهران.

ومنذ أن بدأت السعودية بزيادة إنتاج النفط للأسواق العالمية، انخفض سعر النفط بعد أن وصل إلى 80 دولاراً للبرميل، ليصل إلى نحو 73 دولاراً، رافق ذلك معاودة ليبيا التصدير، وأيضاً انخفاض الطلب على النفط بسبب تأثيرات الحرب التجارية المتصاعدة بين أمريكا والصين.

ويرى مايك وينتر، رئيس أبحاث النفط في شركة "سوسيتيه جنرال إس إيه" الأمريكية، إن السعودية تضغط كثيراً على أسعار النفط الخام حالياً، وهي في الوقت ذاته تشعر بالقلق من أن ذلك سيؤدي إلى انهيار الأسعار، وهي تسعى حالياً للإبقاء على سعر النفط بين 70 إلى 80 دولاراً.

تأكيد بيان وزارة الطاقة السعودية أنها ستبقي حجم صادراتها ثابتاً حتى الخريف، ساهم في رفع سعر خام برنت بنسبة 0,5%، حيث خططت المملكة من أجل الوصول إلى إنتاج قياسي للنفط وهو 10,8 ملايين برميل يومياً .

وهذا الإنتاج يمكن أن يصل إلى 11 مليون برميل يومياً في حال كانت هناك حاجة في الأسواق العالمية.

إلى الآن لا يمكن قياس تأثير العقوبات الأمريكية على شحنات النفط الإيراني، وانعكاس ذلك على الأسواق العالمية، حيث إن ذلك الأمر سيحسم كثيراً في تحديد حجم ما يمكن أن تصدره السعودية من النفط للأسواق العالمية، بحسب الصحيفة.

وبحسب خبراء، فلن تظهر أي فجوة في الأسواق النفطية العالمية في حال غاب النفط الإيراني بفعل العقوبات، فالسعودية أعلنت أنها ستزيد الإنتاج اليومي من النفط، لكن المشكلة الكبرى التي ستواجه السعودية هي قدرتها على زيادة الإنتاج بكميات كبيرة في حال الطلب المتزايد على النفط.