متابعات-
كشفت مصادر عن فشل محاولات الوساطة بين السعودية وروسيا لتهدئة حرب أسعار النفط، مشيرة إلى أنه كان من المقرر عقد اجتماع بين منظمة الدول المصدرة للنفط "أوبك" والمنتجين المستقلين وعلى رأسهم روسيا، لإجراء محادثات فنية الأربعاء في فيينا، تم إلغاؤه.
وقالت المصادر إن أطرافا عدة حاولت التوسط للتهدئة بين أكبر دولتين منتجتين للنفط في العالم منها دولة المكسيك، لكن المحاولات لم يكتب لها النجاح، وهو ما سينعكس على الاجتماعات المقبلة التي كانت مخصصة لبحث استقرار سوق النفط في ظل استمرار المخاطر الناجمة عن تفشي فيروس "كورونا".
وتراجعت أسعار النفط الخام بنسبة 10% بالنسبة لخام برنت، في منتصف جلسة الإثنين، مع تزايد التخوفات العالمية، وهلع البنوك المركزية من ركود اقتصادي بسبب فيروس "كورونا" المستجد.
والأسبوع الماضي، قالت "أرامكو" السعودية إنها ستزيد معروضها النفطي في أبريل/نيسان إلى مستوى قياسي يبلغ 12.3 مليون برميل يوميا، في معركة على الحصة السوقية مع روسيا ساهمت في النزول الحاد بأسعار النفط.
وقال الرئيس التنفيذي للشركة "أمين الناصر" إن "أرامكو" ستسحب 300 ألف برميل يوميا من مخزونها النفطي الضخم للوصول إلى ذلك المعروض القياسي الشهر المقبل، وإنها تستطيع مواصلة إنتاج النفط بطاقتها القصوى البالغة 12 مليون برميل يوميا لمدة عام دون الحاجة إلى مزيد من الإنفاق.
وتعرضت أسعار النفط لضغوط هائلة على جانب الطلب والعرض؛ إذ أثرت مخاوف انتشار وباء "كورونا" سلبا على الطلب، بينما تفاقمت مخاوف زيادة الإمدادات بعد أن رفعت السعودية إنتاجها وخفضت الأسعار لزيادة المبيعات لآسيا وأوروبا.
وفي إشارة إلى تمسك الموقف السعودي بسياسة إغراق الأسواق العالمية بالنفط، قال "الناصر"، الإثنين، إن من المرجح أن تبقي الشركة على الإنتاج المرتفع المزمع لشهر أبريل/نيسان كما هو في مايو/أيار أيضا، في إشارة إلى أن أكبر شركة منتجة للنفط في العالم مستعدة للتعايش مع أسعار الخام المنخفضة لبعض الوقت.
وبنهاية مارس/آذار الجاري، تنتهي صلاحية اتفاق لخفض الإنتاج بين أوبك وحلفائها بقيادة روسيا، في ما يعرف باسم مجموعة "أوبك+".
وفشلت دول "أوبك+" في 6 مارس/آذار الجاري، في التوصل إلى اتفاق على تمديد اتفاق خفض الإنتاج الحالي أو زيادة تخفيضات الإنتاج الحالية، على ضوء التداعيات الاقتصادية من انتشار فيروس "كورونا".
ورفضت موسكو مقترح "أوبك" بقيادة السعودية بزيادة إضافية في خفض الإنتاج بواقع 1.5 مليون برميل يوميا حتى نهاية 2020، بينما رفضت الرياض تمديد الاتفاق الحالي بالشروط الراهنة ما يعنى أن دول تحالف "أوبك+" ستكون منذ مطلع أبريل/نيسان المقبل غير مقيدة بخفض الإنتاج.