متابعات-
يحمل القرار السعودي بشأن إعادة فتح القسم القنصلي لسفارتها في العاصمة الأفغانية كابل، مؤشرات بقرب اعتراف الرياض بحكومة "طالبان" الجديدة.
ولم تكشف الرياض عن أسباب خطوتها، التي أرجعتها إلى حرص المملكة على تقديم كافة الخدمات القنصلية للشعب الأفغاني الشقيق، بحسب بيان مقتضب نشرته وكالة الأنباء السعودية الرسمية (واس).
ويعتقد محللون سعوديون أن الاعتراف بالنظام الحاكم في أفغانستان ممكنا، خاصة إذا ما أثبتت الحركة تغير سلوكها عما كان في حكمها السابق.
ويرى المستشار والباحث في العلاقات الدولية، "سالم اليامي" أن هناك ضرورة أن يبقى الجميع متواجدا في أفغانستان.
وأشار إلى أن الكثير من البعثات الدبلوماسية عادت إلى بلدانها لتلافي الأوضاع الأمنية غير المستقرة، وعودتها إلى كابل أمر طبيعي لممارسة أعمالها بعد أن سمحت لها الظروف بالتواجد.
وأضاف "اليامي"، لموقع قناة "الحرة" الأمريكية، أن هناك قبولا دوليا لحكومة "طالبان" برز في بقاء البعثة الروسية، وإبداء دول مثل الصين وباكستان عدم ممانعتها في الاعتراف بالحكومة الجديدة.
ورجح أن المملكة تعتقد أن إقامة علاقات مع "طالبان" أمر مهم.
من جانبه، اعتبر المحلل السياسي "مبارك آل عاتي" أن سحب المملكة لبعثتها الدبلوماسية من كابل كان إجراءً أمنيا أكثر منه سياسي، ولم تكن تعني قطعا للعلاقات الدبلوماسية مع الأفغان.
وأضاف أن المملكة ما تزال تراقب سلوك السلطة الحاكمة في كابل، والعلاقة بين السعودية وأفغانستان طالبان مرتبطة بسلوك الإدارة الجديدة.
وأشار "آل عاتي" إلى أن الخطوة جاءت بالتزامن مع دعوة السعودية لعقد اجتماع استثنائي للمجلس الوزاري لدول منظمة التعاون الإسلامي لمناقشة الوضع الإنساني في أفغانستان.
والاثنين الماضي، دعت السعودية في بيان لعقد اجتماع استثنائي للمنظمة (مقرها جدة)، في 17 ديسمبر/كانون الأول الجاري؛ لمناقشة الوضع الإنساني في أفغانستان.
ولاقت الخطوة السعودية ترحيبا من قبل حكومة "طالبان" التي اعتبرتها بداية لعلاقات جديدة.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأفغانية "عبدالقهار بلخي" إن فريقا دبلوماسيا مكونا من 14 عضوا من سفارة السعودية عاد إلى كابل، الأربعاء، واستأنف الخدمات القنصلية للأفغان.
وأضاف عبر "تويتر":"نرحب بهم ونقدر هذه الخطوة العميقة من قبل الحكومة السعودية ونعتبرها بداية علاقات جيدة".
وكانت السعودية من بين 3 دول فقط اعترفت بحكم حركة طالبان لأفغانستان الذي امتد 5 أعوام، خلال الفترة ما بين 1996 وحتى سقوطه العام 2001 عقب التدخل الأمريكي.
وهناك مخاوف من أزمة إنسانية في البلد المسلم خلال موسم الشتاء القارس، وكذلك مخاوف من نزوج ملايين اللاجئين إلى الدول المجاورة، إضافة إلى قلق من عودة تنظيمي "القاعدة" و"الدولة" للظهور من جديد، وتوسع عملياتهما انطلاقا من الأراضي الأفغانية.
وفي 15 أغسطس/آب الماضي، سيطرت "طالبان" على أفغانستان بالكامل تقريبا، بموازاة مرحلة أخيرة من انسحاب عسكري أمريكي اكتملت نهاية الشهر ذاته.
ولاحقا شكلت الحركة، حكومة مؤقتة لإدارة شؤون البلاد، وتعهدت بحماية البعثات الدبلوماسية، واحترام حقوق الإنسان وحقوق المرأة، داعية إلى مصالحة وطنية أفغانية.