متابعات-
فاجأت شركة أرامكو السعودية، أكبر شركة نفط في العالم، التجار والأسواق بتسعير متباين لشحنات النفط المخصصة لشهر نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، وذلك بعد ساعات من قرار تحالف "أوبك+" خفض إنتاج النفط الخام بمقدار مليوني برميل يوميا.
وفي الوقت الذي اعتبر محللون أن قرار خفض الإنتاج بمثابة توبيخ من تحالف "أوبك+" بقيادة موسكو والرياض، قد يكون له نتائج عكسية على الأخيرة، رفعت أرامكو أسعار بيع نفطها حصرا على الولايات المتحدة.
وجاء هذا الإجراء بالرغم من إعراب الرئيس الأمريكي "جو بايدن" عن خيبة أمله من قرار أوبك+ خفض الإنتاج، إلى جانب توجيه البيت الأبيض اتهامات صريحة للتحالف بالانحياز إلى روسيا وسط التنافس المتزايد على السلطة مع الغرب.
وتهدف خطوة خفض الإنتاج من قبل "أوبك+" إلى تحفيز التعافي في أسعار النفط ، التي هبطت إلى ما يقرب من 80 دولارًا للبرميل من أكثر من 120 دولارًا قبل ثلاثة أشهر.
وفي الوقت ذاته قررت "أرامكو" خفض أسعار نفطها لأوروبا وتثبيته لآسيا، وذلك خلافًا لتوقعات بزيادة طفيفة في الأسعار، حيث كان من المتوقع أن ترفع الشركة السعودية الأسعار بشكل طفيف؛ لتتبع المكاسب في مؤشرات الأسعار في الشرق الأوسط الشهر الماضي.
ووفقا لوكالة "بلومبرج" الأمريكية، قررت أرامكو رفع سعر البيع الرسمي للشحنات إلى الولايات المتحدة، عند علاوة قدرها 6.35 دولار للبرميل فوق مؤشر "أرجوس"، بزيادة 20 سنتا على شحنات أكتوبر/ تشرين أول 2022.
وذكرت الوكالة: "تم تخفيض الأسعار لجميع الخامات للإمدادات إلى الجزء الشمالي الغربي من أوروبا ومنطقة البحر الأبيض المتوسط. فيما ارتفعت أسعار جميع الخامات للولايات المتحدة بمقدار 20 سنتا".
وبالنسبة لشمال غرب أوروبا والبحر الأبيض المتوسط تم تخفيض أسعار خامي Light وxtra Light بمقدار 1.8 دولار للبرميل، وMedium وHeavy بواقع 1.5 دولار للبرميل.
وبذلك سيتم بيع الخام العربي الخفيف لشهر نوفمبر/ تشرين ثاني لهذه المناطق بعلاوة قدرها 0.9 دولار للبرميل فوق سعر برميل خام "برنت".
أما بالنسبة لآسيا، ظل سعر الخام العربي الخفيف لإمدادات الشهر القادم دون تغيير، خلافا لتوقعات بزيادة طفيفة في الأسعار.
يعتقد محللون في مجال الطاقة أن التخفيضات الكبيرة في إنتاج أوبك قد تأتي بنتائج عكسية بالنسبة إلى السعودية ومنظمة أوبك، خاصة وأن "بايدن" ألمح إلى أن الكونجرس سيسعى قريبًا لكبح جماح نفوذ المنظمة التي يهيمن عليها الشرق الأوسط على أسعار الطاقة.