متابعات-
على وقع العديد من الأخبار الجيدة اقتصادياً جاء خبر اكتشاف مزيد من حقول النفط والغاز في المملكة العربية السعودية، على لسان وزير الطاقة الأمير عبد العزيز بن سلمان في المنطقة الشرقية والربع الخالي.
الاكتشافات الجديدة من شأنها أن تعزز من احتياطات المملكة من النفط والغاز، وتسهم في تحقيق مستهدفات رؤية 2030، كما أنها تسهم في تعزيز مكانة المملكة في سوق الطاقة العالمي من خلال تلبية الطلب المتزايد.
أكثر من 11 ألف برميل نفط، وملايين الأقدام المكعبة من الغاز الطبيعي يومياً، هي تقديرات إنتاجية الحقول المكتشفة، ما يعني رفد الخزينة العامة السعودية بالمليارات سنوياً، فكيف سيسهم ذلك في دعم اقتصاد المملكة؟
اكتشافات جديدة وسابقة
الاكتشافات الجديدة التي أعلنها الوزير السعودي الأمير عبد العزيز بن سلمان، تتركز في المنطقة الشرقية وصحراء الربع الخالي، ومن شأنها أن تعزز مكانة المملكة كمصدر أساسي للطاقة في العالم.
والحقول المكتشفة تتمثل في حقلين للنفط غير التقليدي، ومكمن للنفط العربي الخفيف، وحقلين للغاز الطبيعي، وكذلك مكمنين للغاز الطبيعي.
وسبق أن أعلنت المملكة، في نوفمبر 2030، اكتشافات ضخمة من الغاز، حيث أكد وزير الطاقة السعودي أن أرامكو اكتشفت حقلين، بطاقة تتجاوز 30 مليون قدم مكعبة قياسية يومياً.
وقال الوزير حينها، إن أرامكو اكتشفت الغاز الطبيعي في حقل "الحيران"، بعد تدفق الغاز من مكمن "حنيفة" في بئر "الحيران 1"، بمعدل 30 مليون قدم مكعبة قياسية يومياً، إضافة إلى 1600 برميل من المكثفات.
كما اكتُشف الغاز الطبيعي من مكمن "العرب ج" بالحقل نفسه بمعدل 3.1 ملايين قدم مكعبة قياسية يومياً، إضافة إلى اكتشاف الغاز في حقل "المحاكيك" للغاز بعد تدفق الغاز من بئر "المحاكيك 3" بمعدل 0.85 مليون قدم مكعبة قياسية يومياً.
تعزيز المكانة العالمية
ووفقاً لخبير الاقتصاد والطاقة عامر الشوبكي، فإن استمرار إعلان اكتشافات جديدة يضيف للمملكة احتياطيات أكثر، سواء من النفط أو الغاز.
ولفت الشوبكي، في تصريح لـ"الخليج أونلاين"، إلى أن هذه الاكتشافات تعزز مكانة المملكة العالمية الكبيرة أصلاً في مجال إنتاج النفط، كما أنه يجعلها لاعباً عالمياً في سوق الغاز العالمي وفق رؤية 2030.
وأوضح أنه من المتوقع، في 2030، أن تكتفي السعودية ذاتياً من الغاز، وتصبح دولة مصدرة له، مشيراً إلى أنه "تم رصد قرابة 25 مليار دولار لتطوير حقل الجافورة، الذي يعد من أكبر حقول الغاز غير التقليدي في العالم، إذ تصل احتياطاته إلى 229 تريليون قدم مكعب من الغاز، و75 مليار برميل من المكثفات".
ونوّه بأنه تم تخصيص جزء من الـ25 مليار دولار لصالح تطوير شبكة إيصال الغاز لمحطات توليد الكهرباء، ومحطات التحلية، ومصانع الأسمنت والفوسفات والبوتاسيوم.
وأشار الشوبكي إلى أن هذا "سيزيد من نصيب المملكة من تصدير النفط، الذي كان يستخدم سابقاً في هذه الغايات، سواء توليد الكهرباء أو في الصناعات"، مبيناً أن ذلك "سيعزز مكانة المملكة في سوق الطاقة سواء التقليدية أو الهيدروجين الأخضر، أو النووية، أو الغاز أو النفط".
أهداف رؤية 2030
ويرى الشوبكي أن استمرار إعلان السعودية مزيداً من الاكتشافات النفطية يعزز تنفيذ أهداف رؤية 2030، مضيفاً أن "هذه الاكتشافات تعني استمرار الإنفاق والاستثمار بمشاريع الطاقة، سواء الوقود الأحفوري أو المتجددة".
وأشار إلى أن هذه الاكتشافات "ستنعكس على أسواق الطاقة العالمية؛ لأن توفير الطاقة يخلق توازناً في الأسواق من حيث العرض والطلب في المستقبل.
ولفت إلى أن ذلك "يخلق تنافسية أكبر في المنطقة"، كما تضمن المملكة من خلاله لنفسها "حصة في سوق الطاقة العالمي"، مشيراً إلى أن المملكة تريد أن تضمن لنفسها المركز الأول كأول مصدر للطاقة في 2030.