طلال عبدالكريم العرب- القبس الكويتية-
نُكمل اليوم الحوار النفطي من الحلقة السابقة بردّ. أم أحمد: لا أعتقد ان الشركة كانت تملك معلومات كافية، لتؤكد او تنفي الكمية، والى الآن لا اعرف حقيقة الكميات، لان الشركة لم تعلنها رسميا، إلا أنني واثقة بأن ارقامها تتغير كل يوم مع كل بئر جديدة تحفر، وقد رست قبل أربع سنوات مناقصة لتطوير منشآتها، الا أن المقاول توقف عن انجاز المشروع، بحجة أن المبلغ لا يغطي التكلفة فأُلغيت المناقصة.
ويدخل على الحوار بو محمد الثاني، فيقول مؤكدا: نعم الخبر صحيح، وان مكامن الغاز في الشمال من أصعب مكامن الغاز في العالم، اما تأخر الانتاج عن الخطة الموضوعة فيرجع الى اسباب عدة، منها تعثّر المقاول الرئيسي مع أن قيمة مناقصته حوالي 1.5 مليار دولار وانتاجية صفر، فالمشروع كان عند الاخوة في مديرية الغاز، ووفق آخر معلومة عندي فقد تم تحويل المشروع الى المشاريع الكبرى لاعادة طرحه.
بو مساعد: واضح ان أخانا بومحمد قد أكد الارقام، ومع الأسف فالفساد هو الذي يؤخر مشاريع الكويت الحيوية، ويضيع فرصاً استثمارية لا تعوّض. وأكمل معلقا: ولا اعتقد أن انتاجها أصعب من ألاسكا او بحر الشمال.
أم احمد: لا يا اخوي بو مساعد انها فعلا اصعب فنيا من معظم حقول العالم، لكونها على عمق 18000 قدم، مع ضغط عال جدا وحرارة مرتفعة ونسب عالية من الغازات الحمضية، مما يجعل نسبة استخراجها قليلة بكلفة عالية، فهي تحدٍّ كبير لمن يريد تطويرها، فلا تلُم الاخوان بالشركة، لانهم بالفعل يبذلون جهدا كبيرا في هذا الموضوع. وتضيف أم أحمد: خوفنا من الفساد والتنفيع جعلنا نضع قيوداً على انفسنا، فأصبحت نتائجها عكسية أدت الى خسائر اكبر من اي فساد.
فيرد بو مساعد: يا أم احمد، الشق عود، والفساد وصل الى ذيل السمكة. ويكمل بأن بحر الشمال حصلت فيه كوارث بسبب العواصف العاتية وبأعماق أكبر ونوعية غاز رديئة، اما ألاسكا فلا اعتقد ان هناك بيئة أكثر شراسة منها، وأظن ان التكنولوجيا الحديثة ستتغلب على هذه الصعوبات، فلنتخيل الصعوبات التي واجهتها تلك الشركات في السبعينات بتكنولوجياتها القديمة، فليس هناك وجه للمقارنة، فقد حققوا معجزات تكنولوجية في حينها.
بو علي يدخل على الخط معقّبا: خفنا من الفساد فأوقفنا مشروع تطوير شمال الكويت الذي كان سيدر على الكويت 75 مليار دولار اضافية لخزينة الدولة، فيرد بو مساعد: كلامك صحيح يا بو علي، فقد ضاعت علينا فرص كثيرة، وتأخّرت مشاريع أكثر، منها المصفاة الرابعة والداو، والجامعة والمطار والقطارات وتطوير الجزر، ووو.. وطبعا لا عقاب ولا غرامة، «ومن أمن العقوبة زادت بوقاته».