طلال عبدالكريم العرب- القبس الكويتية-
نستكمل اليوم حوارات قياديي نفط الكويت الشيقة، فقد تبعتها تعليقات وقفشات لطيفة، عكست ما يعتمل في نفوس الذين يعرفون الحقيقة، فالحوار دار حول مشاريع مليونية في الشمال بدأت ولم تستكمل، وحول ملايين أخرى لأوامر تكميلية مليونية لتغطي التقصير فيها والتلكؤ بها، وحول تكنولوجيا حديثة يمكنها أن توفر ملايين أخرى بدلاً من تبذيرها على تعويضات صورية لمزارع أغلب من حازها حوّلها الى مخازن أو منتجعات، أو أماكن لتخزين السلاح وحبك المؤامرات، وحول تنفيع وصل الى حد لا يصدق، فبعد أن استنفدت أراضي البلد، ووزعت هدايا وعطايا ومنح، هناك من يبتكر طريقة لإعادة تدوير منافعها.
بومساعد يسأل: بو محمد معقولة هالكلام؟ هل خبر تثمين أو تعويض مؤجري مزارع العبدلي صحيح؟ هل يعقل أن يعوض أناس لمشروع ولد معوقاً؟ فيعقب بوبدر: والله مصيبة، «لا تعورون قلوبنا ترى اللي فينا كافينا»، لا حول ولا قوة الا بالله، فيقول بومساعد: لابد من التأكد من هذا الخبر، لأن الوضع ما هو طبيعي أبداً، وهذي لو صحيح، جريمة في حق الكويت، فيرد بومحمد الأول: مصدر المعلومات اللي عندي يؤكد هذا الخبر، ثم يعقب مازحاً: وشنو الجديد يا بومساعد كل كم سنة هناك حزمة تنفيع، ليش حاسدين الناس يا اخي؟! فيرد بومساعد: على فكرة العبدلي مليانة مزارع معتبرة، فيرد بومحمد: طبعا، ومالكوها من جماعة 12 سلندر، فيرد بومساعد: ويمكن الدور الياي حق الوفرة والجواخير والشاليهات، ولا عزاء لأصحاب البيوت ولا لعيالنا، فالحيوانات صارت أهم منهم.
بومحمد الثاني يدخل علينا قائلاً: أخي الكبير والعزيز بومحمد الخطة الاستراتيجية للوصول الى الهدف النهائي لمشروع غاز الشمال واجهت صعوبات في التنفيذ، وان شاء الله يعاد طرحه قريباً، فيسأل بومساعد: ماذا تقصد بالصعوبات، مشروع واندفعت مبالغ كبيرة فيه ثم توقف، والآن سيعاد طرحه؟ فهل المبالغ اللي دفعت راحت على الكويت؟ أم انها ستحسب مع طرح المشروع مرة أخرى؟ رجاء نورونا؟ فيرد بومحمد الأول: بومساعد الورد الأخ العزيز بوضيدان لخّص الموضوع بكل حرفية، فيرد بومساعد: بوضيدان يقصد أن نكبر المخدة، فيدخل بوعبدالله على الخط قائلاً: سمعت أن الخبر المنشور لم ينفه أحد، وقد يكون قد تم التراجع عنه، فهناك من ينشر أخباراً غير موثقة.
يقول بوسالم، وهو مطلع على أمور الغاز: كانت الخطة الاستراتيجية تهدف الى إنتاج 600 مليون قدم مكعبة يوميا في سنة 2012، ومليار قدم في 2016، اضافة الى 475 ألف برميل نفط خفيف، وتابع: لكن أقصى ما استطاعوا عمله حتى يومنا هذا هو انتاج 170 مليون قدم مكعبة من الغاز يوميا، و60 ألف برميل نفط خفيف، فالخسائر المالية رهيبة، أضف الى ذلك اضطرارنا الى استيراد الغاز المسال، ومن ثم تحويله الى غاز وقود مما ضاعف الخسائر، اضافة الى مشاريع أخرى مثل الألوفين 2 والألوفين 3، فقد انشئا خصيصا للاستفادة من مشروع الغاز المتوقع انتاجه، الذي ولد نصف ميت، فضاعت ملايين أخرى عليهما.
وينتهي حوار نادر حوى كثيراً من معلومات غائبة عن معظم المواطنين، قد يقول البعض ان فيه تناقضا أو نفيا أو تأكيدا لمعلومة، فنقول: ولماذا إذاً الحوار إذا كان الجميع متفقين؟