الغارديان- ترجمة وتحرير فتحي التريكي - الخليج الجديد-
هناك العديد ممن يتبنون فكرة أن صناعة الصخر الزيتي في الولايات المتحدة سوف يتم تدميرها من خلال الاستراتيجية السعودية عالية المخاطر التي تم اعتمادها قبل عام حفظ صنابير أوبك مفتوحة وإغراق السوق بالإمدادات.
بعد 12 شهرا من هذه التجربة، فإن أوبك هي التي تعيش حالة من الفوضى. وفي غضون ذلك، فإنه بالكاد قد تقلص إنتاج النفط في الولايات المتحدة. وقد تناقصت كميات الإنتاج خلال الأشهر الستة الماضية. وجاء هذا التراجع في الإنتاج بعد زيادة بلغ قدرها 50% بين منتصف 2012 ومنتصف عام 2015، وفقا لبيانات الحكومة الأمريكية. باختصار، فإن السعوديين لم يكسبوا أي شيء.
لا عجب إذا أن يكون سعر خام برنت يقف الآن عند أدنى مستوياته في سبع سنوات عند سعر 41 دولارا للبرميل. ولا عجب أن اجتماع منظمة «أوبك» خلال الأسبوع الماضي قد انتهى إلى حالة من الفوضى. كان من المتوقع أن يتم إقرار تخفيضات سريعة في الإنتاج، ولكن في كل حال فقد فشلت «أوبك» حتى في إدارة لفتة رمزية لأعضائها. السعوديون لا يثقون كثيرا أن الإيرانيين سوف يخفضون الإنتاج في النهاية، والنتيجة كانت هي الجمود، يرافقه صرخات الألم من الدول أمثال فنزويلا. ستواصل «أوبك» استراتيجية الاستنزاف، ليس لأن أعضاءها متحمسون بذلك، ولكن لأنها لا يمكن أن توافق على تغيير مسارها.
يبدو أن السعوديين قد ارتكبوا أقدم خطأ نصت عليه الكتب. إن النظرية القائلة بأن فترة مكثفة من انخفاض أسعار النفط، عند سعر 50 دولار مثلا، سوف يدفع بعض منتجي الصخر الزيتي التقليديين للتوقف عن أعمالهم هو أمر معقول على الورق. ولكنه يغفل الأدلة العملية الممتدة لعقود عديدة، أنه في أسواق السلع الأساسية التي تشهد فائضا في المعروض فإن المنتجين يحاولون البقاء في العمل حتى النهاية.
وقد انخفض الاستثمار في الصخر الزيتي والنفط التقليدي. هذا صحيح والدليل على ذلك هو تراجع في عدد الحفارات العاملة في الولايات المتحدة. ولكن الاستثمار والإنتاج هما شيئان مختلفان. المنتجون يتكيفون. إنهم يقومون بالضغط على مورديهم ويقومون فقط بالحفر في أفضل الآبار المحتملة ويحاولون خفض التكاليف. «بي إتش بي بيليتون»، على سبيل المثال، خفضت الإنفاق على التنقيب الصخري في الولايات المتحدة، ولكنها توقعت خلال الشهر الماضي أن «الانتعاش النسبي» انخفاض تكاليف الحفر سوف تتسبب في استقرار الإنتاج.
«بي إتش بي بيليتون» هي شركة كبيرة تعمل في مجالات تنقيب متنوعة. ولكن حتى في أسفل سلسلة الأعمال الغذائية فإن النظام الأمريكي يشجع البقاء. نصف صناعة الفحم في الولايات المتحدة، حتى تحت ضغوط أسعار أكثر كثافة، قد نجحت في البقاء بمساعدة الفصل الحادي عشر (يسمح هذا الفصل للشركات بإعادة تنظيم نفسها في إطار قوانين الإفلاس، وتستطيع جميع أنواع الشركات حتى الأفراد اللجوء إليه إلا أنه في الغالب يستخدم من قبل الشركات)، ولا تزال موجودة إلى الآن. صغار المستقلين في صناعة الصخر الزيتي على الرغم من الأسعار المتعثرة يمكنهم المرور عبر نفس الباب.
في النهاية، بالطبع، فإن انخفاض أسعار النفط قد يدفع نحو تخفيضات في الإنتاج، كما تنوي السعودية حاليا، خاصة وأن الجدول الزمني للانخفاض في الأسعار يتم تمديده مع استمرار المخزونات في الارتفاع. بعد أن نجحت في إقناع شركائها في أوبك للمشاركة معها في حملة قصيرة، فإن السعودية قد واجهت خطر الانجرار نحو معركة طويلة. سعر النفط المنخفض هو نبأ عظيم (على الأقل في الوقت الراهن) للدول المستهلكة للنفط. ولكنه بالنسبة إلى الدول، مثل السعودية، التي تحتاج إلى 100 دولار للبرميل لتحقيق التوازن في الميزانية، فإنه يمثل مشكلة خطيرة. حتى إذا كنت تمتلك احتياطيات من النفط الأجنبي تبلغ 640 مليار دولار فإنها لن تدوم إلى الأبد.