المواطن شريك في التنمية شئنا ام ابينا فهو انسان الارض والمعمر فيها والمنتمي منها وإليها، وبدون هويته الوطنية تفقد مواطنته معناها السامي، فيجب ان يأخذ مكانه كمواطن محسوب على الفئات المنتجة وليس على الفئات المستهلكة فقط، وكثير من المتابعين يرون اننا كمجتمعات خليجية على وجه العموم ومنها المواطن القطري الذي ينعت بهذه الصفة المرفوضة يرون اننا ننتمي إلى فصيلة الكائنات الاستهلاكية، وعندما يعي المواطن بأن من مهامه الأساسية تعمير الأرض، يستطيع ان يكرس كينونته كمواطن صالح يساهم بإخلاص في اعمار ارضه.
تابعنا بكل احترام ما طرحه زميلنا العزيز رئيس تحرير الراية الغراء الاستاذ صالح بن عفصان الكواري مقالته /الفلتة/ التي عنونها بصريح العبارة / المواطن ثم المواطن ثم المواطن/ وما تبعها من تفاعل محمود من كثير من شرائح المجتمع الذين وجدوا في هذه المقالة المتنفس عن ما يجيش بخاطرهم من شجون وشؤون مواطنتهم المغيبة في مجتمع كثر فيه الوافدون وضاعت فيه حقوق المواطنين، فكان التفاعل كبيرا خاصة فيما يتعلق بمعاناتهم في الحصول على الخدمات الصحية والتعليمية واعتبروا المقالة انعكاسا لهموم ومعاناة المواطنين ومرآة للواقع.
حديث العامة عن تهميش الخدمات الاساسية عن المواطن واهدار لحقوقه المشروعة تعود بصراحة في الغالب إلى استفحال حُب الذات عند بعض المسؤولين الذين امنتهم الدولة لتسهيل مصالح المواطنين، وهذه الانانية عقبة كأداء ومسلك خطير في دروب التنمية، فبعض هؤلاء المسؤولين ـ هداهم الله ـ تطوّح بهم الأنانية الشخصية بعيداً عن بغية الدولة منه، فيخلقون تمردا تجعل ما تبنيه الدولة في حالة هدم، فالدولة تريد أن تبني وبعض المسؤولين القطريين على وجه التحديد في حالة هدم فيما تشيده من هياكل التنمية لمكتسبات هذا الوطن ومواطنيه والمقيمين على أرضه.
لم يعد خافيا ان بعض المؤمنين على مصالح المواطن في مؤسسات الدولة لهم اساليبهم الطاردة والمنفرة، وهم المسبب الرئيسي لهذه الحالة من الاحباط، فيجيزوا لأنفسهم ما لا جيز لغيرهم فيتعمد بعض ممن وضعتهم الدولة كأمناء في مواقعهم القيادية إلى ممارسة اخطاء في حق المواطن دون مراعاة الله وضمائرهم فيما يقترفونه.
اذا استقامت النيات وصلحت صارت الدولة والمواطن في حالة تماس دائم، والكل على ثقة بأن الدولة اسست مشاريعها لرفاهية المواطن وتنمية الوطن وما يتحدث عنه البعض بالقصور في خدمات بعض مؤسسات الدولة يشكل هوة عميقة وفراغا شاسعا بين آمال الدولة وآمال المواطن أنى كان موقعه، فالدولة تسعى جاهدة من أجل المواطن أينما حل وارتحل، باذلة كل ما من شأنه أن يرقى بمستوى المواطن على مختلف الصُعد دون استثناء.
إذا المواطن القطري لم يستفيد بشكل كامل من هذه الخدمات والمرافق فإن الخلل ليس في زيادة الكثافة السكانية وزيادة الوافدين خلال السنوات الاخيرة بل المعاناة سببها ايضا المسؤول القطري ذاته وما يضعه من عراقيل حتى أصبحت الخدمات التي يحصل عليها المواطن تسبب ضغوطاً كبيرة له ولأسرته في كل الخدمات التعليمية والصحية وخدمات بلدية وكهرباء وماء.
الخلل في اجهزة الدولة بحاجة إلى اعادة تأهيل باعتماد كوادر لها روح العطاء والتحفيز ومبدأ الثواب لا الهدم والتحبيط، فهناك من القائمين على مؤسسات الدولة تجاوزوا سن العطاء فاتقوا الله يا مسؤولين وضعوا المواطن نصب اعينكم فيسروا ولا تعسروا. وسلامتكم
خالد عبدالله الزيارة- الشرق القطرية-