افتُتح أمس بفندق الخليج منتدى «مستقبل التكنولوجيا والتعليم في الخليج 2016» بمشاركة متحدثين من وزارة التربية والتعليم وشركات التقنية، وتم استعراض مشروع «أتمتة التعليم» و«التمكين الرقمي في التعليم» الذي تطبقه خَمس من مدارس البحرين، وذلك بهدف تمكين الطالب من المهارات الأساسية، مثل مهارات التواصل والتعاون والإيجابية والقدرة على حل المشكلات.
وتنشر «الوسط» اليوم نتائج استبيان أجرته «بيت.كوم» و«YouGov» يشير إلى أن 60 في المئة من الباحثين عن وظائف في البحرين يقولون إنه من الصعب الحصول على وظيفة بما يمتلكونه من مواهب حالياً. ومن جانب آخر تشير الشركات في المنطقة إلى أن أبرز المهارات التي يفتقدها الباحثون عن عمل هي التفكير الإبداعي، والتفكير الناقد وحل المشاكل، والقدرة على التأقلم/ إدارة الأولويات المتعددة، وخبرات العمل على المستوى الدولي، والمهارات القيادية. ومن المثير للاهتمام أن «المهارات التقنية» تُعتبَر التحدّي الأقل، في حين تُعتبَر المهارات الأساسية هي الأصعب، والشركات تجد صعوبة في الحصول على مواهب تناسب متطلباتها.
ولقد حذرت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) خلال السنوات الماضية من عدم مواكبة مناهج وطرق التعليم في العالم العربي لمتطلبات التنمية المستدامة واللحاق بالمستوى العالمي للجتمع المعرفي. وجزء أساسي من كُلِّ ذلك يرتبط بقدرة المؤسسات التعليمية على تطوير الكوادر التعليمية، والوسائل المستخدمة لجعلهم أكثر فاعليّة في تخريج أشخاص بمهارات وكفاءات وسلوكيّات تناسب متطلبات سوق العمل المستقبلي. وكان تقرير لليونسكو في العام 2014 قد أشار إلى أنّ العالم العربي يحتاج لخلق 1.6 مليون وظيفة في قطاع التعليم للنهوض بالقطاع إلى مفهومه الشامل، وأن هذا الرقم قد يصعد إلى 3.3 ملايين بحلول العام 2030. وقد أكدت «اليونسكو» على وجوب تدريب وتطوير الكوادر التعليمية ورفع كفاءاتهم وقدراتهم إلى مستويات تتناسب مع المعايير الدولية للعملية التعليمية.
وعليه، فإننا بحاجة إلى مشروعات من نوعين، بعضها يتوجّه لتأهيل قوى العمل الحالية والباحثين عن عمل في الوقت الحاضر بما يمكنهم من الحصول على وظائف لائقة، والبعض الآخر يتوجّه نحو تطوير الكوادر التعليمية والوسائل المستخدمة في المدارس والجامعات لتخريج أشخاص يناسبون سوق العمل في المستقبل.
منصور الجمري- الوسط البحرينية-