الخليج الجديد-
تصدر وسم «#انا_خريج_عاطل» قائمة الاكثر تداولًا في تويتر داخل المملكة العربية السعودية، وذلك بعد تداول آلاف التغريدات عبره، احتجاجًا على غياب التوظيف وزيادة معدلات البطالة بين الشباب في المملكة.
وناقش ناشطون عبر الوسم، المعدل المتزايد لعدم التوظيف، في صفوف الشباب المتعلمين والحاصلين على درجات كان من المُفترض أن تؤهلهم لوظائف عديدة، قبل أن يرتطموا بواقع البطالة الصادم، الذي رأوا أنه يبتلع قدرات قائلة من الشباب المتحمس والواعد.
وعبر الوسم، شارك شاب سعودي لم يتمكن من الحصول على وظيفة رغم صدور أوامر ملكية في السابق بتعيين من هم في مثل مؤهله، مستنكرًا: «من 1432 هـ وأنا متخرج، من كلية حكومية معتمدة ومصنف من هيئة التخصصات ومعي أمر ملكي توظيف ولم يطبق».
وأضاف آخر: «عفوًا ياصاحب التاق نحن لسنا عاطلين نحن معطلين». وهو ما اتفق معه ثالث بقوله: «بذلتوا جهد، تعبتوا، نجحتوا وأنتم عاطلين لم تحركوا ساكن ، كانوا يكذبون عليكم أن لكل مجتهد نصيب ولم يخبروكم بأن واسطات هي المصير».
حساب باسم «دييجو» قال بدوره: «للأسف أن جميع الدوافير اللي كانوا بدفعتي الآن متخرجين وعاطلين ، جميعهم معدلاتهم ممتازة سواء في الثانوي أو الجامعة». فيما تابع حساب آخر مستنكرًا غياب تصريحات المسؤولين بالمملكة في نقاش هذه الأزمة، فقال: «لن تجد في هذا الهاشتاق الصحفيين وكبار المسؤلين ومدعين الوطنية للمطالبة بتوظيف العاطلين لأنهم مجرد أبواق مدفوعة الثمن».
الصحفي «تركي الشلهوب» شارك كذلك عبر الوسم، بتغريدة قال فيها: «شاب كتب على سيارته: - خريج هندسة/امتياز مع مرتبة الشرف - المستقبل: سائق أجرة - المشكلة: مشكلة فكر - خواطر: كان هناك مبدع».
واستنكر الشلهوب لجوء العديد من القطاعات لتوظيف العمالة الأجنبية عوضًا عن الشباب السعودي حديث التخرج، فقال: «عزيزي العاطل لا تحلم بوظائف مثل الهندسة وأمن معلومات وغيرها لأن الأجنبي يفضلونه عليك ووظيفتك جاهزة .. حارس أمن».
ووفقًا لبيانات رسمية تم نشرها مؤخرًا، فإن معدل البطالة في المملكة قفز خلال الربع الأول من 2017 إلى 12.7% ليواصل بذلك ارتفاعه الثابت في الوقت الذي يواجه فيه الاقتصاد تبعات تراجع أسعار النفط.
ويسلط ارتفاع عدد العاطلين الضوء على التحدي الضخم الذي تواجهه المملكة من أجل الوفاء بتعهدات بتوفير فرص عمل لمواطنيها وسط تباطؤ اقتصادي طويل.
وارتفع معدل البطالة وفقًا لإحصاءات الشهر الماضي، أكثر من «نقطة مئوية كاملة» عن نفس الفترة من العام الماضي عندما أعلن الأمير ولي العهد «محمد بن سلمان» خطته الإصلاحية المعروفة باسم «رؤية المملكة 2030» لتنويع مصادر الاقتصاد بحيث لا يعتمد على النفط فقط.
وتهدف الخطة إلى خفض معدل البطالة إلى 7% بحلول 2030 ضمن مجموعة من الأهداف الأخرى.
وتطبق السلطات أيضًا رسومًا جديدة وقيودا على القطاعات لتشجيع توظيف السعوديين في الوقت الذي تقلص فيه اعتماد السعودية على العمالة الأجنبية التي يبلغ حجمها 11 مليون فرد.
كما كشف بحث لشركة جدوى للاستثمار إن الاقتصاد السعودي أضاف نحو 433 ألف وظيفة سنويًا في المتوسط خلال السنوات العشر الماضية، لكن غير سعوديين شغلوا معظم الوظائف الجديدة.