الوطن البحرينية-
قد تكون المرة الأولى بما تمثل «سابقة»، أو إحدى المرات النادرة جداً في البحرين، التي يتم التعامل فيها مع قضية مفصولين أو مسرحين من العمل بهذا الشكل السريع، وبتجاوب «غير مسبوق» يقود في النهاية لإنصاف الناس، وتحقيق الهدف الذي من أجله بذلت الجهود وتحركت الفعاليات.
مع اختلاف الروايات وما يرتبط بها من أعداد للمسرحين من شركة ألمنيوم البحرين «ألبا»، إلا أن حراك أيام معدودة تم بطريقة مثالية وراقية جداً، أدى إلى تعاط مميز جداً من قبل الشركة، وأسفر في النهاية عن نتيجة مفادها إعادة المسرحين للعمل في الشركة وبعقود دائمة.
في البداية نبارك للعائدين للعمل في الشركة وعائلاتهم، إذ كلنا نتفق بأن «قطع الأرزاق» من أسوأ الممارسات التي قد يتعرض لها أي فرد، بالأخص إن لم يكن قد ارتكب مخالفات أو جرائم أو جنح تستوجب فصله. وهنا الشكر موصول لإدارة الشركة التنفيذية ومجلس إدارتها الممثل برئيسه الرجل الفاضل الشيخ دعيج بن سلمان آل خليفة على طريقة احتواء المشكلة ومنعها من التصعيد وإطالة أزمة الأشخاص المتضررين، بل الشكر لهم على التعاطي الإيجابي مع الجهات التي تداخلت بإيجابية لتحل الإشكالية، مثل وزارة العمل ونقابة «ألبا» التي كان لها دور مؤثر وفعال إضافة إلى «الاتحاد الحر» للنقابات.
الاستفادة من صندوق العمل «تمكين» وأمواله في دعم مثل هذه القضايا مهم جداً، وإدخال «تمكين» على الخط في القضية ساهم مساهمة طيبة في حل الوضع وإعادة الموظفين لوظائفهم.
هنا لابد من طرق نقاط مهمة جداً، الأولى معنية بالدور الذي لعبته «نقابة ألبا» في القضية، إذ تبنيها القضية وإدارتها النقاش مع الشركة والاجتماع بها، إضافة إلى مسيراتها واعتصاماتها «السلمية» التي تمت بالقانون وفي أجواء آمنة وبأساليب «راقية» و«متمدنة» لم تضر أحداً ولم تتطاول على دولة أو مسؤول ولم تنهج منهج العنف، والأهم لم «تستغل» الحدث في توجيهه بصورة طائفية أو لخدمة أجندة سياسية، هذا الدور الذي لعبته «نقابة ألبا» الذي لاحظنا في السنوات الماضية تطوير أداء وأسلوب عملها وتركيزه على خدمة الموظف والدفاع عن حقوقه بأساليب متمدنة عبر علاقة طيبة مع إدارة الشركة، هذا الدور ينسب له جزء مهم من النجاح في إعادة الأشخاص لوظائفهم.
النقطة الأخرى معنية بالاتحاد الحر الذي تدخل في القضية دفاعاً عن الناس، لم يقف عند انتماءاتهم المذهبية، ولم يتردد في تبني القضية لأنها لا تخدم أجندة سياسية، ولم يتخذها «جنازة يشبع فيها لطماً» بهدف الإساءة للدولة، وهو ما كان يفعله اتحاد نقابات العمال المخترق الذي كانت له يد في محاولة «شل» حركة العمل في البلد خلال مؤامرة الانقلاب، والحمد لله نقولها بأن هذا الاتحاد المشبوه «المفترض حله وتشميعه يا وزارة العمل»، الحمد لله لم يتدخل في القضية وإلا لوجدناها حرفت بشكل صريح وأقحمت فيها السياسة ومحاولة ضرب البلد، وعليه كانت قضية المسرحين ستضيع وحقهم سيذهب أدراج الرياح.
النقابات العمالية في الشركات هدفها خدمة العاملين، لا علاقة لها بسياسة بلد ولا شؤون خارجية ولا مظاهرات واعتصامات سياسية، واتحادات النقابات عملها الرئيس حماية مصالح العمال، لا تحويلهم لأدوات يستفيد منها أي تنظيم انقلابي أو جمعيات تناهض النظام. ولذلك فإن قيام نقابة «ألبا» بدورها الصحيح سبب من أسباب إنصاف العاملين وضمان عدم ضياع حقوقهم، كذلك قيام الاتحاد الحر للعمال بالتحرك في الاتجاه الصحيح ساهم في حل القضية وبالتفاهم والتراضي الذي أسفر عن فائدة الجميع، الشركة التي استفادت من كادر بحريني مدرب ومؤهل للعمل، والبحرينيون الذين عادوا للعمل ليفيدوا قطاعاً مهماً من قطاعات الدولة.