الخليج اونلاين-
عاصفة الحزم، إعادة الأمل، رعد الشمال، صقر الجزيرة، أمن الخليج العربي 1؛ هي أسماء عمليات عسكرية متعددة، ومناورات، وتمارين، أطلقتها المملكة العربية السعودية ودول مجلس التعاون الخليجي منذ أن بدأت ردع مليشيات الحوثيين في اليمن وتحجيم النفوذ الإيراني وحلفاء طهران في المنطقة.
وذهب التوافق الخليجي في إيجاد حل للأزمتين السورية واليمنية، إلى أبعد من ذلك، إذ تشير الإيحاءات العسكرية من دول الخليج بشكل خاص، إضافة للمتحالفين معها، إلى وجود توقعات بازدياد نشاط إيران وتدخلاتها في المنطقة، وهو ما يعزز فكرة المواجهة الحقيقية التي ترفضها دول الخليج في تصريحاتها، إلا أنها لا تكف عن تحذير طهران من التدخل في شؤونها الداخلية.
لم تتوقف تلك المناورات عند السعودية، إذ أطلقت عدد من دول الخليج عدة مناورات وتدريبات في أوقات متقاربة خلال شهر واحد فقط، لتنشط عسكرياً وسط تململ سياسي دولي في محاربة تنظيم "الدولة" وردع الحوثيين في اليمن، وفي خضم حرب ميدانية وجوية تقودها روسيا وإيران ومليشيات حزب الله إلى جانب النظام السوري، ضد فصائل المعارضة التي تطالب بتنحي بشار الأسد.
* رعد الشمال
فقبل أيام، اختتمت 20 دولة مناورات "رعد الشمال" التي شاركت فيها قوات جوية وبرية وبحرية بالسعودية، في خضم دور إقليمي متزايد للرياض، شمل إعلان إرسال طائرات حربية إلى تركيا لاستهداف تنظيم "الدولة" في سوريا، والاستعداد للمشاركة بقوات برية للغرض نفسه.
* اتحاد 18 البحري
وأعلن في منتصف مارس/آذار الجاري، اختتام التدريبات البحرية للقوات الخليجية المشاركة في اتحاد 18 في مملكة البحرين، التي ركزت على تنسيق المفاهيم المعلوماتية والتجانس بين الوحدات ورفع المهارة العسكرية لدى الأفراد المشاركين في التدريب.
وشملت التدريبات مكافحة القرصنة والاعتداءات الإرهابية على السفن البحرية، وطرق مواجهتها في المياه الإقليمية، كما شمل التمرين التعامل مع المقاتلات الجوية، وهو من التدريبات الرئيسية للقوات البحرية التي تعزز قدرات الرماية لدى الجنود سواء كانت الرماية سطحية أو جوية.
* علم الصحراء
ومن المرتقب أن تنطلق تمرينات "علم الصحراء 2016" العالمي في الإمارات، وتشارك فيها القوات الجوية السعودية مع الولايات المتحدة الأمريكية، والمملكة المتحدة، وفرنسا، وقطر، والإمارات العربية المتحدة، وعمان، والمغرب، في تنفيذ طلعات جوية مختلطة ومشتركة.
ووصلت، الأسبوع الماضي، ست طائرات من نوع "تايفون" بكامل أطقمها الجوية والفنية، تابعة للقوات الجوية الملكية السعودية، إلى قاعدة الظفرة الجوية بدولة الإمارات، للمشاركة في التمرين الذي يأتي بعد أسبوع على انقضاء مناورات رعد الشمال التي اعتبرت أكبر مناورات من نوعها في تاريخ المنطقة.
* صقر الجزيرة
وفي 19 مارس/آذار الجاري، بدأ تمرين "صقر الجزيرة" للعموديات، الذي يستضيفه سلاح الجو السلطاني العماني، بمشاركة أسلحة الجو بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية. ويستمر التمرين حتى 24 مارس/آذار الجاري، ويهدف إلى رفع مستوى التنسيق والتدريب للعمل المشترك بين أسلحة الجو بدول المجلس.
ويستخدم في التمرين طائرات عمودية بمختلف أنواعها؛ "هجومية، إسناد"، والتي تغطي عمليات البحث والإنقاذ، سواء في حالة الحرب خلف خطوط العدو، أو في أوقات السلم. ويشتمل التمرين أيضاً على عمليات نقل وعمليات إنزال القوات الخاصة على المباني للتعامل مع الإرهاب، بالإضافة إلى رماية حية للصواريخ الرادارية الموجهة وغير الموجهة، والرشاش المستخدم في العموديات.
وتشارك دولة الإمارات بطائرات الأباتشي، وتشارك سلطنة عمان بطائرات 205، في حين تشارك دولة قطر بطائرات سي كنج، أما الكويت فتشارك بطائرات الأباتشي والسوبر بوما، في حين تشارك القوات الجوية الملكية السعودية بالطائرات العمودية نوع كوغر و212، و412، وطائرات الأواكس، وطائرات سي 130، وطائرات إف 15، وتشمل التمارين العمليات على اليابسة والمسطحات المائية خلال فترتي الليل والنهار.
* أمن الخليج العربي 1
وتعقد اجتماعات في البحرين لفريق العمل المختص بالتمرين التعبوي المشترك للأجهزة الأمنية بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية "أمن الخليج العربي 1"، وهذا الاجتماع يعقد للمرة الثانية في المنامة بالفترة من 21 – 23 مارس/آذار 2016 ويأتي في إطار التعاون والتنسيق المستمر وتبادل المعلومات بين الأجهزة الأمنية بدول المجلس.
وهذا التمرين التعبوي الخليجي المشترك، يأتي في إطار تفعيل الاتفاقية الأمنية بين دول المجلس، ويهدف إلى رفع مستوى الجاهزية الأمنية بين قطاعات وزارات الداخلية لدول مجلس التعاون وذلك من خلال تعزيز ورفع درجة التنسيق والتعاون فيما بينها لمواجهة الأزمات والمواقف الطارئة، إضافة إلى تبادل الخبرات في مجال التخطيط والتنفيذ المشترك وتبادل المعلومات الأمنية واتخاذ القرارات المناسبة وخاصة في الحالات الطارئة.
* نصر 2015
وفي أكتوبر/تشرين الأول من العام 2015، نفذت قطر وتركيا في الدوحة، أول مناورات عسكرية مشتركة بين البلدين، وهي مناورات "نصر 2015"، والتي جاءت ترجمة لاتفاقية التعاون العسكري التركي-القطري، التي دخلت حيِّز التنفيذ مطلع يونيو/حزيران من العام 2015.
وأعلن وقتها مدير التمرين بالجيش القطري، العميد الركن فهد محمد الدهيمي، أن تمرين "نصر 2015" هو تمرين يختص بمراكز القيادة، إضافة إلى أنه تعبوي للقطاعات.
وفي ديسمبر/كانون الأول من العام الماضي، أعلن السفير التركي في الدوحة، أن بلاده ستنشئ قاعدة عسكرية في قطر، في إطار اتفاقية دفاعية تهدف إلى مساعدة البلدين على مواجهة "الأعداء المشتركين".
وشكلت الرياض تحالفاً عربياً من أجل إعادة مفاصل "الدولة اليمنية من أيدي الحوثيين، كما شكلت تحالفاً إسلامياً عسكرياً ضد "الإرهاب" يتكون من 34 دولة. وترغب دول الخليج التي أصبحت لاعباً دولياً مؤثراً، خاصة عقب أحداث الربيع العربي، في توسيع علاقاتها السياسية والعسكرية عبر إنشاء تحالفات وإطلاق عمليات من شأنها ردع إيران في المنطقة وإنهاء الأزمة في سوريا.